النحل الغريب يهدّد عسل البترون

«النحل الغريب» يهدّد عسل البترون


يثير اختيار مربي النحل في جرود الشمال، من الضنية وعكار والمنية وغيرها، أحراج منطقة البترون، احتجاجا لدى مربي النحل في المنطقة، بسبب أن هذا النحل يتقاسم الغذاء المتوافر فيها مع نحل البترون.
ويعرب مربو النحل عن خشيتهم وخوفهم من تأثر قطاع تربية النحل في المنطقة وتراجع الانتاج، وانعكاس ذلك على وضع مربي النحل، الذين يكفيهم ما يواجهون من أمراض تهدد النحل، وتقضي على أعداد كبيرة منه.
وشكلت تربية النحل مصدرا أساسيا لعدد كبير من الذين يتقنونها، ويعتمدون عليها كونها تؤمن لهم مردودا جيدا يساعدهم على العيش بكرامة في قراهم وبلداتهم. إلا أن مرض "الفاروا" (varroa Jacobson) الذي يهدد الموسم تلو الآخر، وفي كل عام، يجتاح القفران، ما يجعل المربين في حالة استنفار متواصلة لمواجهته وحماية مواسمهم وإنتاجهم.
هذه الحرب الشرسة التي يواجهها مربو النحل في قضاء البترون ليست جديدة، بل هي مستمرة منذ العام 1984، يوم قضى المرض على 95 في المئة من قفران النحل.
ومنذ ذاك التاريخ، يعيش المربون حالة من الخوف على مواسمهم وإنتاجهم، ما يدعوهم لمتابعة القفران دائما، ومعاينتها باستمرار لحمايتها.

"تخمة في عدد القفران"
أحد مربي النحل قال لـ"السفير" إن "المرض خارج عن إرادتنا. لكن ما يثير سخطنا، اجتياح قفران النحل الغريب عن حقول الغذاء، وتقاسمه مع نحل البترون".
وإذ يعتبر المربي الياس طنوس أن "ذلك غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه"، يبدي أسفه "لأن مواسم النحل تتراجع عند كل المربين، تحت تأثير المرض الذي يتفشى بفعل عوامل الطقس، والمشكلة المستجدة اليوم هي اجتياح نحل الضنية وطرابلس وعكار، أحراجنا التي لا تستطيع أن تستوعب 30 ألف قفير".
ويلفت الانتباه إلى أن "هذه التخمة في عدد القفران تخفض كمية الغذاء، ما ينعكس على إنتاجنا"، مشيرا إلى أن لديه "500 قفير كانت تنتج 100 كلغ عسلاًَ، أما اليوم فتراجع الانتاج إلى 25 كلغ، في ظل الكلفة العالية، بالإضافة إلى تكدس الانتاج وفقدان أسواق التصريف".
"كان ينقصنا ذبذبات الخلوي"
ويفيد المربي بسام توما بأن "عملية قطع الأحراج عشوائياً، تؤدي إلى تراجع مساحات تغذية النحل، من دون نسيان مشكلات الأمراض الفتاكة".
ويقول توما لـ"السفير": "كان ينقصنا ذبذبات الخلوي التي بدأت تؤثر على حياة النحل، وتراجع نموه الطبيعي، وها نحن نرى أمامنا القفران القوية تضعف وتكاد تنقرض، لا ينفع معها استعمال الأدوية، في ظل تضاؤل شجر السنديان الذي يتغذى منه النحل بنسبة 90 في المئة، ما ينعكس سلبا على الانتاج".
أما المربي حكمت براسيوس فيتحدث عن "المنافسة والأسعار"، مؤكداً أن "النوعية الجيدة تتطلب كلفة عالية، ونحن لا ننتج إلا العسل العالي الجودة، لكن المستهلك غير مطلع على النوعية والجودة في الإنتاج".
حشرات تأكل الأجنحة:
ويشير براسيوس أيضاً، إلى "الأمراض المنتشرة والحشرات التي تأكل أجنحة النحل"، موضحا أن "وزارة الزراعة منعت دخول الأدوية الفعالة (amitraze) إلى لبنان بسبب سوء استعمالها".
ويضيف انه "من المشكلات التي نواجهها، استيراد العسل القبرصي المدعوم من الدولة القبرصية"، مشيرا إلى أن "الوزارة لا تعتمد الروزنامة الزراعية في عملية الاستيراد، فضلا عن ذلك أن شركات التصدير لا تعمل لما فيه مصلحة اللبناني".
ويطالب براسيوس "وزارة الزراعة ببرامج توعية للمزارع في كيفية استعمال الأدوية وفعاليتها"، داعياً "النحالين للبقاء في مناطقهم للإفادة من ثرواتنا الطبيعية، إذ ان عسلنا يتمتع بجودة عالية، لأننا نربي القفران على زهر السنديان. ولكل أسعارها".
ويخلص للقول: "فليبع غيرنا عسله بأسعار زهيدة في مناطقه، ويتركنا نحن نبيع عسلنا بأسعاره الفعلية. فليبعدوا نحلهم عن أحراجنا وعسلهم عن أسواقنا".

لميا شديد جريدة السفير 2013.05.27

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles