يعد السلالة الأفضل بالعالم النحل يسهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 25 و 35%

يعد السلالة الأفضل بالعالم.. النحل يسهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 25 و 35%

تتعدى الجدوى الاقتصادية لتربية النحل أرقام الإنتاج والصادرات لأن تربيته تعد أحد فروع الإنتاج الزراعي كونه يسهم في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة تتراوح بين 25 و 35 بالمئة من خلال دوره في عملية تلقيح الازهار التي تؤدي إلى انتاج عدد اكبر من البذور والثمار.

وحسب إحصائيات وزارة الزراعة فأن عدد خلايا النحل بلغ العام الماضي 631526 خلية مقابل 630775 خلية عام 2010 بزيادة بلغت 771 خلية فيما بلغ إجمالي إنتاج سورية من العسل 3558 طناً عام 2011 مقابل 2966 طنا عام 2010 بزيادة بلغت نحو 592 طناً ويشغل هذا القطاع 30 ألف أسرة فيما يزيد عدد النحالين على 25 ألفاً.

وأشار المهندس فايز درويش رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة إلى أن سلالة نحل العسل السوري يعتبر الأفضل في العالم بإنتاج الغذاء الملكي ولجهة قدرته على اجتياز الشتاء بأقل كمية من الغذاء السكري إضافة إلى أنه مدافع جيد عن مسكنه ضد الأعداء الحيوية كالدبور الأحمر ومتفوق على السلالات الأجنبية كافة في مقاومة فقر المرعى بالظروف المحلية مما جعل الدولة توليه اهتماما خاصا من خلال دعم المبادرات الفردية من مربين وجمعيات متخصصة.

وأوضح درويش لوكالة سانا إن سورية تستورد كميات من العسل من بعض الدول العربية الأعضاء في اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وفق شروط طبية وصحية متطابقة مع المواصفات القياسية السورية بينما يتم تصدير كميات محدودة من العسل السوري للدول المجاورة عبر مساهمات فردية فيما تسمح باستيراد منتجات النحل الأخرى مثل الغذاء الملكي والعكبر وحبوب الطلع وغيرها من كل دول العالم لكن يجب أن تخضع للتحليل الجرثومي من قبل وزارة الزراعة ولفحص الغش والتدليس من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة إضافة إلى السماح باستيراد النحل الطنان لوضعه في البيوت البلاستيكية لقيامه بمهمة التلقيح الخلطي خاصة لأزهار البندورة والفاصولياء والكوسا لمنع استخدام الهرمونات.

وأشار رئيس قسم النحل إلى ان وزارة الزراعة باشرت بتنفيذ خطة متكاملة لتحسين سلالة النحل السوري من خلال برنامج يشرف على تطبيقه لجنة علمية من الوزارة والجامعات مهمته إعادة انتاج سلالة نقية من النحلة السورية ورفع انتاجيتها من العسل وزيادة هدوئها وتخفيض أمراضها والعمل على زيادة مراكز التربية من خلال فتح 20 مركزا في المناطق التي نجحت فيها تربية النحل لرفع الإنتاجية عبر إنتاج طرود نحل وملكات محسنة وبيعها للمربين واعتماد التقانات الحديثة بإدارة النحل للحصول على أكبر إنتاج بتكاليف منخفضة وزيادة الرقعة المزروعة بالنباتات والأشجار الحراجية الرحيقية التي تشكل مصدرا للرحيق وحبوب الطلع موضحا في هذا السياق انه تم إنشاء أول محمية للنحل السوري بمنطقة الرحملية باللاذقية.



وبين درويش أنه يتوافر لدى جميع شعب النحل مخابر لتشخيص الأمراض مزودة بالأجهزة المخبرية والفنيين لحصر تلك الأمراض ودراسة الواقع الصحي للمناحل إضافة إلى تأمين الخلايا الخشبية الحديثة وتقديم جميع التسهيلات للنحالين والتدريب المتواصل للفنيين والمربين في هذا القطاع ومنع استيراد ملكات نحل وطوائف وطرود نحل بهدف حماية الثروة النحلية من الأمراض والآفات الجديدة.

ولفت الى أن تربية النحل تتركز في محافظات ريف دمشق وإدلب واللاذقية وبنسبة أقل في محافظات حماة وطرطوس وحلب وحمص ودرعا بينما يتركز العدد الأقل في محافظتي دير الزور والسويداء مبينا أن متوسط إنتاج الخلية الحديثة من العسل يصل إلى 3ر5 كيلوغرامات بينما يقدر إنتاج الخلية البلدية بـ 4ر3كيلوغرامات، وتصل حصة الفرد من العسل المنتج محليا إلى 15 غراما سنويا وتقارب هذه النسبة حصة الفرد في البلدان العربية بينما يصل متوسط حصة الفرد عالميا إلى 130 غراما.

وحول الصعوبات التي تواجه تربية النحل بين دوريش محدودية المراعي واستخدام بعض المبيدات الزراعية الضارة بالنحل إضافة إلى توقف المصرف الزراعي عن منح أي قروض للمربين في هذا القطاع مؤكدا ضرورة زراعة نباتات وأشجار رحيقية يستفيد منها النحل والاستثمار العقلاني للغابات والنباتات البرية والتوجه لاستخدام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية وعدم استخدام المبيدات الضارة بالنحل في مكافحة الأمراض الزراعية واستئناف المصرف الزراعي لإدراج تربية النحل ضمن قروضه وتعويض بعض خسائر المربين من خلال صندوق التخفيف من الكوارث.

وفيما يخص أنواع العسل اوضح درويش انها تختلف باختلاف مصدر الرحيق من حيث اللون والمذاق والرائحة والقابلية للتبلور والكثافة والقلوية، إذ يتم تسمية العسل وفق المصدر في حال احتوى العسل على 55 بالمئة من رحيقه.. وهناك عوامل أخرى تؤثر على صفات العسل مثل نوع التربة والعوامل الجوية مؤكدا أنه من النادر تشابه عينتين من العسل تماماً حتى لو كان المصدر الرحيقي واحداً وان اللون الأساسي للعسل ينتج من مكونات ذائبة في العسل من أصل نباتي مصدره الرحيق ويتأثر بدرجة الحرارة حيث يميل لون العسل للون الداكن إذا اشتدت درجة الحرارة في موسم الرحيق كما في العسل الجبلي وعسل السدر وحبة البركة والجبلي المر.

ولفت إلى أن عسل النفل يتوفر في الساحل والجولان السوري المحتل وعسل الحمضيات في الساحل واليانسون في حمص وحماة وريف دمشق والكزبرة وحبة البركة في حمص وحماة وإدلب والكينا في الساحل والجولان وحمص والعسل الصيفي الذي ينتج من القطن وعباد الشمس يتوفر في الغاب وإدلب وحلب والرقة والحسكة وعسل الجيحان الحلاب يتوفر في درعا وإدلب وحلب والعسل الجبلي والجردي في مناطق القلمون والحرمون وجبال الساحل.

بينما يتوفر العسل الربيعي الذي يجمع من الأعشاب البرية واللوزيات والتفاحيات في مختلف مناطق سورية ويتم إنتاج عسل الأعشاب والأشواك الصحراوية مثل القبار والمرير في تدمر والبادية.

واعتبر رئيس قسم النحل أن أفضل طريقه لكشف غش العسل هو تحليل مكوناته في مخابر متخصصة إذ لا يمكن معرفة جودة العسل من حيث اللون أو الرائحة أو اللزوجة كما أن تجمد العسل أو تبلوره هي خاصة فيزيائية طبيعية تحدث عند انخفاض درجة الحرارة علما أن العسل يفقد قيمته الحيوية عند تسخينه إلى الدرجة 40 درجة مئوية.

وأشار درويش إلى أن وزارة الزراعة تعمل حالياً على مكافحة مرض قراد النحل الذي ينتشر في مناطق محدودة من سورية من خلال حجر الخلايا المصابة وتأمين العلاج المناسب لها داعيا المربين إلى الالتزام باستخدام الدواء المستورد وعدم استخدام أي أدوية أخرى نظراً لخطورتها الشديدة على الإنتاج مؤكداً أنه لا يمكن القضاء على هذا المرض بشكل كامل وإنما يتم العمل على الحد من خطورته على ان هناك مرضا اخطر من القراد هو مرض تعفن الحضنة الأمريكي الذي يقتصر علاجه على الوقاية فقط حيث لا بديل عن إحراق الخلية في حال إصابتها.

سانا 22/04/2012
http://www.4shared.com/account/dir/Z2eiQDwA/_online.html