اقتناء السلالة السورية كخيار أول

قبل أن نفقد آخر نحلة في خلايانا .... هل نتعامل مع (الفاروا) كمتهم بريء حتى تثبت إدانته ونستمر بإجراء التحقيقات والأبحاث .... خبير: اقتناء السلالة السورية كخيار أول


يشير العلماء إلى تعرض تربية النحل في العالم,إلى ظاهرة تسمى الغياب الغامض لطوائف النحل «C.C.D» دون أن يملك العلماء فهماً علمياً دقيقاً لهذه الظاهرة,أو تحديد أسبابها بشكل دقيق.

ويشير العلماء إلى خمسة أعراض تظهر على طائفة النحل لم تكن مألوفة سابقاً هي:‏

1-غياب تام للنحل البالغ في الطائفة,مع عدم وجود نحل ميت أو وجود القليل منه,أسفل الإطارات أو تحت الخلية في الخارج.‏

2-وجود مخزون جيد من الغذاء(حبوب طلع وعسل) في الطائفة,ورغم ذلك فهي لا تتطور.‏

3-أفراد الطائفة لا تُقبِلُ على التغذية المعدة لها(محاليل سكرية ومركبات بروتينية)‏

4-عدم وجود عدد كاف من العاملات للمحافظة على الحضنة مع وجود الملكة.‏

5-عدم تعرض الخلايا التي يُفقَدُ نحلها للسرقة,أو مهاجمة آفة الشمع.‏

متهم أم مدان‏:
أشارت ندوة النحل وإنتاج العسل التي أقامها الاتحاد العام للفلاحين عام 1994,إلى عدد من الأمراض والقضايا التي تُضعف طائفة النحل,وقد تؤدي إلى فقدانها... إلّا أن هذه الندوة لم تُشر آنذاك إلى وجود ظاهرة, تسمى فقد أو توهان النحل,وإنما تحدثت عن تسبب مرض الفاروا (قراد النحل) بفقد40% من النحل بأمريكا,وأنه هاجم نحل العسل بسورية وأدى للقضاء على آلاف الخلايا قبل معرفة السبب وبعده!!‏

أما الدكتور محمد فرج الفرجي رئيس مخبر أمراض النحل بزراعة حماة أمين سر اتحاد النحالين العرب,فإنه يؤكد أن الفاروا هو أساس مشكلات النحل وآفاته لأنه يتسبب بسبعة أمراض فيروسية وجرثومية,منها الشلل,كما أنه يتسبب بضعف النحلة وهزالها,وعدم قدرتها على العمل,وكذلك موت الحضنة وضعفها وتشوهها.‏

ويؤكد أن علاج القراد يتم بشكل فردي غير جماعي,وليس بشكل فني صحيح,ويأمل أن تساهم التعليمات التنفيذية لقانون حماية الثروة الحيوانية,بالقضاء على هذه الآفة,إذ تم اقتراح أن يكون علاج عدة أمراض أساسية في الثروة الحيوانية منها الفاروا والحضنة الأمريكي عن طريق الدولة.‏

دوره كبير‏:
أما المهندس أكرم عكاري رئيس شعبة النحل فإنه يؤكد أن للقراد دور كبير بمسألة فقد النحل,ولكن توجد أسباب أخرى مجهولة كالتغيرات المناخية,والجفاف الذي يؤدي إلى جوع النحل,والانعزالات الوراثية أي التهجين الذي يؤدي لانعزالات بالمورثات,تؤدي لبعض الظواهر الغريبة على عالم النحل,كأن تتوقف الملكة عن وضع البيض,أو وجود عدة أمّات كاذبة في الخلية الواحدة تبيض بيوضاً تنتج ذكوراً فقط,أو أن يقوم النحل بمهاجمة النحلة وقتلها بعد شهرين من فقسها,أو إدخالها رغم أن عمرها الافتراضي 4 سنوات.‏

ومن الاحتمالات الممكنة حسب عكاري والفرجي وغيرهما ذبذبات الجوال وخطوط التوتر وكثرة الطرقات وبالتالي حركة النقل.‏

لا تنسوا السمومَ!!‏
ويرى أحد الآراء أن السموم المستخدمة في الحقول هي السبب, إذ يؤدي إلى فقد 90% وربما كل الشغالات إذا تغذّت من حقل مرشوش بالمبيد.‏

أما الدكتور علي خالد البراقي أستاذ تربية النحل في كلية الزراعة بجامعة دمشق، فإنه يتحدث عن دلائل ومؤشرات على موت النحل بعيداً عن الخلايا, ولايلاحظ دلائل، سلوك السرقة بين طوائف النحل ويقول:‏

لو أردنا تحديد العوامل المسؤولة فعلاً عن ظاهرة اختفاء النحل، التي عدَّد الكثير من المختصين والنحالين لها, أكثر من عشرين سبباً، لقلنا ـ والحديث للبراقي ـ إن هناك ثلاثة أسباب أساسية هي:‏

ـ وجود مستمر (للفاروا) بنسبة إصابة مرتفعة في الخلايا, ولزمن طويل من السنوات، وما يرافق هذا الطفيل من إصابة بأمراض أخرى مرافقة (بكتيريةـ فطرية ـ فيروسية..).‏

ـ تعرض النحل بشكل مستمر للمبيدات في الهواء والماء والغذاء والمسكن ، من جراء الاستعمال المفرط للمبيدات في مجال الزراعة والصحة, ما أدى إلى إضعاف مقاومة ومناعة طائفة النحل، وإلى تسمم بطيء ومستمر.‏

ـ استعمال شمع أساس غير صحي (الشمع الصناعي) يتسبب في قتل يرقات النحل بعد فقس البيضة بوقت قصير.‏

ما الحل؟‏
يرى الدكتور البراقي أن التخلص من ظاهرة الفقد أو التخفيف منها على الأقل ، ممكن باتباع عدة إجراءات:‏
ـ اقتناء سلالة النحل المحلية كخيار أول، مالم تنافسها بكل المعايير سلالة أخرى.‏

ـ المراقبة المستمرة للخلايا والموقع وضبط الأمراض والطفيليات والمفترسات، التي تتسبب في إضعاف الخلايا واتخاذ كل الاحتياطات الوقائية ضد المفترسات,وأعداء النحل المحتملة والمعروفة في منطقة التربية، بشكل متناسب مع عدم إجهاد البيئة أو تعريضها للتلوث.‏

ـ حماية النحل من المبيدات والسموم والابتعاد عن مناطق الرش المكثف لها, ولو كانت توفر مرعى مناسباً، والانتباه إلى أعراض التسمم .‏

هل نفقده نهائياً؟‏
بلغت نسبة فقد النحل في الولايات المتحدة الأمريكية 25-40% وبألمانيا 12-80% وبإيطاليا 50% .. أما في سورية فلا توجد تقديرات أو إحصاءات رسمية , وتتراوح النسبة بين 0 و100% حسب المربين أو المحافظة..‏

وتوقعت جريدة الصنداي تايمز اختفاء النحل من بريطانيا بحلول 2018.. وأشارت بعض الدراسات إلى أن ضيق المكان أو المرعى يدفع النحل للتزاوج !! مايؤدي أولاً إلى تراجع نسبة الفقس، ثم يؤدي على المدى البعيد إلى تكاثر النحل في تلك المنطقة الضيقة المرعى.‏

تحقيقات: أحمد عبد العزيز الحمدو
الاثنين: 31-10-2011
www.facebook.com/apicole