الكرّاث و المَجري من أجود وأندر أنواع العسل

في تقرير للجنة الإعلامية لمهرجان العسل بالعيدابي
“الكرّاث” و “المَجري” من أجود وأندر أنواع العسل



في هذا الزمن الذي طغت فيه وسائل التقنية والاختراعات والابتكارات في كل مجال حتى على مربي العسل وأنواعها مما زاد إنتاجه وأنواعه إلا أننا عندما نجلس مع أهل النحل القدامى مما كان لهم ولآبائهم باع طويل في هذا المجال ترد على مسامعنا أسماء غريبة لم نعد نسمع بها الأن من أنواع العسل وفي جولتنا مع هذا النحال المتمكن “سالم محمد سلمان الغزواني” الذي يسكن أحد جبال بلغازي بمنطقة وادي جبحة

الندرة والجودة”
تعرفنا على نوعين من العسل النادر بسبب ندرة أشجارهما وقلة تواجدها في الأودية لأنها تستوطن قمم الجبال العالية صحبناه في هذه الرحلة الجميلة الشاقة لنصل إلى شجرة نادرة الوجود ويعد عسلها من أجود أنواع العسل تنقلنا بين الأودية والجبال خلال طرق وعره صخرية صلبة لكنها ليست اصلب من أهل تلك المنطقة الذين قاوموا كل هذه السنين حفاظاً على مكانهم وعاداتهم وتقاليدهم بـ “جبال مصيدة وصماد ” الواقعة بالجهة الشمالية الشرقية والشمالية الغربية بمحافظة العيدابي ترجلنا بحثا عن شجرتنا المذكورة “الكراث” التي كنا في قمة الشوق لرؤيتها وعندما وصلنا إليها وجدناها شامخة وكأنها تنتظر قدومنا , “الكراث” .. هي نبته ذات أشواك حادة وزهور تعلوها صغيرة



شكل النبتة”
تقريبا شكلها يميل لأن تكون شجرة صحراوية إلا أننا لم نرى لها ذكرا في شجيرات الصحراء بالرغم من أنها لا تحمل أوراق ومليئه بالأشواك سألنا مرافقنا بماذا تمتاز هذه الشجرة ؟ فقال: لنا يعد عسلها هو الأجود من بين شجر العسل ولكنها نادرة ولا يتوفر منها إنتاج كثير وقديما كان هذا النوع من العسل يعد الأول والأفضل خصوصا للتداوي ولكنه الآن نادر جداكما أن هنالك شجرة أخرى تدعى المجرى وأيضا عسلها نادر جدا وتوجد كذلك في قمم الجبال العالية.



موسم المحصول
وعن سؤالنا له وقت محصول هذه النبتة ” الكراث ” لان موضوعنا هو هذه الشجرة .. فأجاب : ” غالبا يأتي موسمها مع موسم السدر المشهور وفي هذه الأيام بالذات”

“الوقت الأنسب لجني عسلها”
وما هو الوقت المناسب الذي يمكن للنحل أن يجني العسل من هذه الشجرة؟ أجابنا أحد النحالين المتواجدين معنا ويدعى/ محمد يحيى الغزواني “إن النحل يتجه لثمرة الشجرة بعد شروق الشمس بفترة طويلة وذلك لأن رحيق الأزهار في الصباح يكون جامدا فلا يستطيع النحل الاستفادة منه ولكنه بعد شروق الشمس يبداء بالذوبان مما يسهل على النحل حينها اخذ الرحيق فسبحان من علم النحل هذا “. وعند سؤالنا عن كميات العسل المنتج من هذا النوع .. قال الأخ سالم : “أن العسل قليل جدا ولسببين وهما أن هذه الشجرة بعيدة جدا في أعالي الجبال ولا يصل إليها إلا القليل ممن يسكنون المنطقة والسبب الثاني أن أهل المنطقة ليس لديهم النحل الكثير لإنتاج العسل بكميات كبيرة من هذه الشجرة وأيضا فأعدادها في تناقص مستمر.



أماكن وجود هذه النبة
توجد هذه التبىة في الجبال العالية عامة و جبال بلغازي بصورة خاصة(جبال الصدر والبردة وغرب مصيدة وصماد) الصورة بعاليهِ تبين وعورة المناطق التي تتكاثر بها وكذلك إزهاره. ” الوداع” وفي نهاية حديثنا ودعنا صاحبنا وتبادلنا النظرات إلى أسفل تلك الجبال العالية فلقد سررنا عندما وجدنا هذه الشجرة التي أنستنا عناء رحلتنا وتعب الطريق. نظرنا لتلك الشجرة على أمل أن نعود إليها قريبا بسيارتنا الصغيرة دون الحاجة لسيارات الدفع الرباعي وودعناها كذلك وكأنها تقول…….. لا تتركوني هنا اصحبوني معكم إلى الأودية لأجد من يستفيد مني … ولكن هيهات هيهات أيتها الجميلة فهذه حكمة الله … تركنا من كان يرافقنا من النحالين عند سفح الجبل وركبنا سيارتنا عائدين إلى بيوتنا وخلال رحلتنا كنا نتمثل بالقول:

من طلب العلا سهر الليالي وعدنا ولسان حالنا يقول من رغب حلو العسل فليصعد العلالي..



*جاء هذا في تقرير للجنة الإعلامية لمهرجان العسل الاول بالعيدابي ( 1436هـ )

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/