النحل ثروة مهمة في طريقها للانهيار والتلاشي

النحل ثروة مهمة في طريقها للانهيار والتلاشي

من اسباب تراجع النحل هو عدم وجود مراكز ابحاث لتربية الملكات وتطويرها فالعراق يخلو من مراكز بحثية متخصصة ويقول الدكتور شفيق الموسوي يجب تطوير مشاريع تربية النحل وتحسين سلالاتها وعدم وجود اي مركز لقياس جودة العسل في العراق عموما امر لايرضي احدا فالاسواق تمتلئ بانواع العسل من مناشئ مختلفة فمنه ما هو طبيعي لم تخالطه اية مادة ومنه ما هو مغشوش تعرضت له الايدي باضافة السكر الابيض او الكلوكوز او مواد اخرى وان اغراق الاسواق بهذه الانواع من العسل له تأثير في المستهلك من جهة ومربي النحل من جهة اخرى.

ورد ذكر العسل في محكم كتاب الله العزيز واثبتت البحوث العلمية ان فيه شفاء وغذاء وتدبرا لكيفية ادارة هذه الخلية التي هي عبارة عن مملكة قائمة بذاتها لها حدودها وحراسها وعمالها اضافة الى ملكة واحدة تدير شؤون هذه المملكة المترامية الاطراف والتي يقول عنها النحالون ان النحلة التي لا تصل في الوقت المحدد لعودتها يكون حكمها الموت وبرغم قسوته الا انه قانون واجب التنفيذ لحماية مواطني مملكة النحل. كانت لنا رحلة وتساؤلات عن واقع هذه المهنة التي لا يعرف عنها اكثر الناس شيئا وسلطنا ضوءا خافتا على مهنة النحالين التي لا تحب الضوء الساطع وابرز ما يواجهونه من مشاكل في عملهم الذي لا يخلو من لسعات يعدونها شفاء هي الاخرى برغم ما يكابدونه من الم جراءها.

النحل .. وبيع العسل رزقنا:
يقول النحال سيد وهيب سيد محمد برغم اننا نحالون منذ فترة طويلة جدا والنحل وبيع العسل هما مصدر رزقنا الا اننا لم نتلق دعوة من جمعية النحالين العراقيين للمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية سواء في معرض بغداد او مهرجان اتحاد النحالين العرب في القاهرة وغيرها انما كانت مشاركة النحالين مشاركة محصورة باشخاص بعينهم وما نطالب به ان يكون هناك دعم حكومي لهذه المهنة للحفاظ عليها من الاندثار والتلاشي اضافة الى انها تسهم وان كان بجزء بسيط في التخفيف من البطالة المتفشية بين الشباب فنحن على تواصل مستمر مع الخلايا ونفحصها بشكل دوري خشية الانقسام والانشطار لاسيما ان هذا الوقت هو وقت انشطار الخلايا وهذا ما يجعلنا في حالة عمل دؤوب مع الخلية نفسها ، بجهود كبيرة من اجل الابقاء على هذه المهنة كونها مصدر رزق عوائلهم ولهذا تجد النحالين يتنقلون بسياراتهم من دون أي دعم لشراء الاقنعة والاجهزة الحديثة وصناديق الخلايا والطرود.

العسل ..علاج لكثير من الأمراض
يقول النحال عادل سعد في كل عام ومنذ بداية شهر شباط يكاد اهلي لا يروني فانا في المنحل مع الخلايا افحص هذه وانقل تلك واغذي تلكم واحرسها من الطير والزنبور فاكون متواجدا بشكل يومي في المنحل خاصة طوال ايام السنة ولكن بشكل اكثر عندما يحل موسم النحل والذي يبدأ من شهر شباط حتى نهاية شهر تموز عندها يحين موعد فرز العسل فتجد النحال في هذه الفترة مع خلايا النحل فربما تحتاج الخلايا الى نقلها الى مكان افضل من ناحية وجود الازهار او وفرة الماء وقربه من الخلايا وهذا يتطلب منا ان نكون بشكل دائم مع الخلايا لمعرفة احتياجاتها او ما يعتريها من اصابات اضافة الى ان هناك من يقصدنا لنعالجه بواسطة لسعة النحلة ولكل مرض عدد معين من اللسعات فهناك عدد من الاشخاص قطعوا مسافات طويلة من اجل ان تلسعهم عدة نحلات في منطقة الركبة لمعالجة (الروماتزم) وآلام المفاصل اما العلاج من خلال تناول العسل بمفرده او ممزوجا بمواد اخرى فهي كثيرة واكثر مما تحصى على سبيل المثل العقم او (الضعف الجنسي) وادعو وزارة الزراعة ودوائرها ان تولي النحالين مزيدا من الاهتمام والدعم من اجل ان تبقى هذه المهنة وتتطور وتستمر.

أهمية النحلة في تلقيح النباتات:
يقول النحال حسين المولى عند الحديث عن المنحل نشتهي العسل ونكاد نتذوق حلاوته فيما يغيب عنا وعن الفلاحين بشكل خاص اهمية النحلة في تلقيح الناباتات وهذا ما ثبت لنا عندما وضعنا خلايا النحل في مزرعة وجدنا ان محصولها زاد بنسبة عدة اضعاف عن المزرعة التي ليس فيها خلايا نحل ما دعا المزارعين الى ان يعرضوا خدماتهم في السنوات اللاحقة من اجل ان ننقل المنحل الى مزارعهم لاسيما زهرة الشمس فالنحل يشكل ( 80% ) او اكثر من الحشرات الملقحة للنباتات لتسهم بزيادة الانتاج،ففي حالة وجود منحل في المزرعة فان الدخل ما يقدمه النحل للمزارع يزيد ( 8 ) مرات على الدخل الذي يستفيده النحال مما ينتجه النحل من عسل وشمع وغذاء ملكي وسواها فهناك محاصيل تعتمد كليا على التلقيح الخلطي بواسطة الحشرات منها اللوزيات والحمضيات والتفاحيات والذي يؤلف النحل ( 82% ) من الحشرات التي تزورها وبالنسبة للخضراوات ومنها الشجر والخيار فان انتاجها يتضاعف عدة مرات اوصلها بعضهم الى ( 9 ) مرات عند وجود خلايا النحل وسط حقولها المثمرة اما القطن فيزيد انتاجه بنسبة تصل(40%).

عدم وجود مراكز بحثية:
من اسباب تراجع النحل هو عدم وجود مراكز ابحاث لتربية الملكات وتطويرها فالعراق يخلو من مراكز بحثية متخصصة ويقول الدكتور شفيق الموسوي يجب تطوير مشاريع تربية النحل وتحسين سلالاتها وعدم وجود اي مركز لقياس جودة العسل في العراق عموما امر لايرضي احدا فالاسواق تمتلئ بانواع العسل من مناشئ مختلفة فمنه ما هو طبيعي لم تخالطه اية مادة ومنه ما هو مغشوش تعرضت له الايدي باضافة السكر الابيض او الكلوكوز او مواد اخرى وان اغراق الاسواق بهذه الانواع من العسل له تأثير في المستهلك من جهة ومربي النحل من جهة اخرى فجهل المواطن بمصدر العسل وتنوع الملصقات التي تزينها والتفنن في طرق الغش جعل سبل ايجاد العسل الطبيعي من الصعوبة بمكان خاصة مع حرية دخوله الاسواق العراقية من دون قيد او شرط وعدم وجود اجهزة مراقبة لفحص العسل الوارد والضرر الاخطر والاكبر هو على قطاع تربية النحل نتيجة للمضاربة الاغراقية للاسواق بالعسل المستورد من مناشئ مجهولة وباسعار زهيدة ولا ننسى ان العراق حدوده مفتوحة للمواد المستوردة من دون رقابة حقيقية.

*أساليب حديثة:
هذه دعوة من النحالين ، للكشف على المناحل ومعرفة سبب انهيار مستعمرات النحل واستيراد سلالات من النحل ذي انتاجية عالية لان الملكة الجيدة هي العامل الاساسي في وفرة الانتاج والمساعدة في تحسين السلالة المحلية مثل النحل الايطالي واليوغسلافي وتعويض مربي النحل بها لسد النقص الحاصل ورفع الطاقة الانتاجية للمناحل وبالتالي للزراعة من خلال التلقيح الخلطي وعلى المدى القريب دعم النحل ببدائل التغذية الطبيعية من جلب نحل نوع (نكتابول) والبدائل السكرية والفيتامينات ومنتجات لتقوية الطوائف والحد من التراجع فيها وتوفير العلاجات والمواد الوقائية لامراض النحل للحد من انتشارها بين المناحل وتوفير مستلزمات النحالة لمربي النحل بالمواصفات العلمية الحديثة وعلى المدى البعيد.

النحلة تلاطف نحالها بلسعة:
بقي ان نقول اخيرا ان من اتخذوا طريق مرافقة النحل فكانوا نحالة وجدناهم يبذلون من الجهود في سبيل تأمين الغذاء الكافي لخلايا النحل جهدا كبيرا وشاقا فوجدناهم يرتدون زيهم الابيض وقد نزع بعضهم القناع الواقي لأنه تألف مع النحل فلم يعد يلسعه او ان النحال لم يعد يشعر ان لسعة النحلة مؤذية كمن يلاطف طفله فلا يشعر بعضته او قرصته فهي عضة محببة صدرت ممن يحبه فما يبذله النحال من جهد كبير وهو يتجول وينقل خلايا النحل ويتحمل لسعها وانها تحت الشمس ساعات طويلة وهو يحرص على ان يوفر لكل خلية ظلا يقيها حر الشمس فيما هو واقف تحتها يحمل منفخه يدخن به الخلية ليفحصها بعد فتح غطائها لينظم ويعالج ويرفع ويضع الاطر في الخلية وغيرها مما تحتاجه.

Written by Administrator Wednesday, 15 May 2013 05:20

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles