النحل.. ثروة وطنية.. ولكن؟!

من طرف **Admin** الجمعة 26 أكتوبر 2012, 9:30 pm

النحل.. ثروة وطنية.. ولكن؟!

يقول العالم ألبيرت اينشتاين: ( بعد أربع سنوات من موت آخر نحلة في الكرة الأرضية سيموت الناس) تعتبر تربية النحل في سورية من الأنشطة الزراعية القديمة، لكنها الآن تعاني من بعض المعوقات، التي تحول دون تطورها ونموها، على الرغم من قيام الجهات المسؤولة بدراسات نظرية كثيرة حول واقع تربية النحل، لكن الواقع يدل على الحاجة لدراسات ميدانية وإلى فريق عمل متخصص يرصد الواقع بشكل عملي.‏‏

في السنوات العشر الأخيرة وبلغة الأرقام ارتفع أجمالي عدد طوائف النحل من /10/ آلاف طائفة عام 2002 إلى /632/ ألف طائفة عام 2011 ، وتطور عدد الطوائف المرباة في الخلايا الخشبية الحدثية من /288/ ألف طائفة عام 2002 إلى /508 / ألف طائفة عام 2011 حيث زادت نسبة التربية في الخلايا الحديثة من 75% عام 2002 إلى 80 % عام 2011 من إجمالي عددها، ورافق هذه الزيادة تطور في انتاج العسل من/2130/طناً عام 2002 إلى /3558/ طناً عام 2011 ،ووصل متوسط إنتاج طائفة النحل من العسل حسب البيانات الاحصائية، لعام 2011 إلى 5،6 كغ عسل مع العلم أن متوسط إنتاج الخلية الحديثة من العسل في السنوات الأخيرة تراوح ما بين /10-15/ كغ في العام بحسب حالة الموسم الزراعي ومعدل الهطول المطري، ويعزى الفرق ما بين متوسط انتاج الخلية الحقيقي والبيانات الاحصائية، إلى شمول عدد الخلايا في البيانات الاحصائية للطرود المنتجة، «وإلى انخفاض انتاج الخلايا البلدية من العسل، حيث يعتمد عليها بعض المربين في انتاج الطرود» كما أفاد المهندس فايز درويش رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة.‏‏

سلالة النحل السوري‏‏:
سلالة النحل المرباة في بلدنا ثروة وطنية هامة نشأت منذ آلاف السنين وتطورت وتأقلمت مع البيئة ، وهي تمتاز باستهلاكها الاقتصادي من المخزون الغذائي خلال الشتاء ومقاومتها للأمراض والآفات، وتضع بيضها بالتزامن مع توفر المراعي ونشاطها وحركتها الدؤوبة ودفاعها عن مسكنها ضد الدبور الأحمر والأعداء الأخرى، ومن الناحية الشكلية حجمها متوسط لونها أصفر ليموني أرجلها طويلة وبطنها مدبب ومغطى بشعر قصير نسبيا»‏‏

مربّو النحل:‏‏
وحسب مدير مشروع تربية النحل إن عدد مربي النحل في سورية قدر ما بين /15 –20/ ألف مرب، اما العاملون في مجال النحل وتصنيع مستلزمات تربيته ومحلات بيع منتجاته وبعض الصناعات التي تدخل في تركيبها منتجات خلية النحل مثل السكاكر ومواد التجميل والصابون والشامبو ……. فإن عددهم يزيد عن 35 ألف مشتغل اما الاسر التي تعتمد في معيشتها على قطاع النحل يفوق 35 الف اسرة‏‏.

اما بالنسبة لحيازة المربين من طوائف النحل :‏‏
فعدد المربين الحائزين ل 50 طائفة نحل فما دون يشكلون 60 % من اجمالي عدد المربين‏‏
والمربون الذين تتراوح حيازتهم بين 50 – 100 طائفة يشكلون 30 % من عدد المربين‏‏
والذين حيازتهم أكثر من 100 طائفة نحل يشكلون 10 % من عدد المربين‏‏
أما الجهات العاملة في مجال تربية النحل فهي :‏‏
1- نقابة المهندسين الزراعيين من خلال جمعية النحالين السوريين وفروعها المنتشرة في المحافظات ((تأسست جمعية النحالين عام 1988))‏‏
2- الاتحاد العام للفلاحين من خلال الجمعية الفلاحية النوعية المتخصصة بتربيةالنحل ((على مستوى سورية )) اضافة لـ 19 جمعية فلاحية متخصصة بتربية النحل على مستوى المناطق أول جمعية فلاحية لتربية النحل تأسست عام 1991‏‏
3- اتحاد الغرف الزراعية من خلال اللجنة الرئيسية لمربي النحل‏‏
واللجان الفرعية التابعة لها في المحافظات.‏‏
4- في عام/2005/ تم تأسيس الأمانة الفرعية لاتحاد النحالين العرب في سورية، كما يوجد العديد من المربين خارج هذه التنظيمات النقابية أو الشعبية.‏‏

مشروع للتطوير:‏‏
رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة المهندس فايز درويش قال: من أجل تطوير هذا القطاع، تم إحداث مشروع تطوير تربية النحل في وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي عام 1986 بهدف :‏‏
-الانتقال من التربية القديمة « بالخلايا البلدية» إلى التربية الحديثة‏‏
« بالخلايا الخشبية صاحبة المردود الاقتصادي.‏‏
-تحسين سلالة النحل المحلية وانتخابها ورفع انتاجها‏‏
-حماية الثروة النحلية من الأمراض والآفات التي تصيبها من خلال التوعية والارشاد وإقامة الدورات التدريبية وإحداث مخابر لتشخيص الأمراض.‏‏
-السعي للاكتفاء الذاتي من العسل وتأمين فائض للتصدير.‏‏
-المساهمة بتأمين فرص عمل جديدة.‏‏
-المساهمة في الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي بالنسبة للنباتات البرية خاصة النادرة منها.‏‏
ويضيف رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة: ولتحقيق هذه الأهداف تم إحداث خمس مناشر لتصنيع الخلايا الخشبية وبيعها لمربي النحل بأسعار مدعومة في/ دمشق-القنيطرة-حمص-إدلب-واللاذقية/ لنشر التربية الحديثة، كم تم إحداث مراكز لتربية النحل وانتاج الطرود وبيعها بأسعار الكلفة للمربين فوصل عدد مراكز تربية النحل إلى /15/ مركزاً عام 2011 .‏‏
كما تم إحداث مخابر لتشخيص امراض وآفات النحل المنتشرة في المحافظات‏‏
التي تربي النحل اضافة لمخبر مركزي يتبع للوزارة مباشرة‏‏
وتقوم هذه المخابر بالكشف عن الامراض للمربين بدون مقابل« مجانا » كما احدثت الوزارة مخبرا مركزيا لتحليل العسل،‏‏
وتقوم الوزارة بالعديد من الدورات التدريبية التخصصية في مجال تربية النحل والادارة الجيدة للمناحل وتربية الملكات وانتاج الغذاء الملكي ودورات عديدة عن الآفات والامراض واعداء النحل.‏‏
ونتيجة لنشاط المشروع،تم انجاز كتاب عن هوية العسل السوري، ودليل علمي لمراعي النحل ،وكتاب تشخيص آفات وأمراض نحل العسل وطرق مكافحتها،‏‏
ولأن المشروع حقق أغلب أهدافه بدأ بترك المجال للقطاع الخاص، وتقديم الدعم له في تأمين مستلزمات تربية النحل /تصنيع الخلايا الخشبية استيراد الادوية ومستلزمات تربية النحل …/‏‏
وللمحافظة على سلالة النحل السوري وتحسينها تم إحداث محميتين معزولتين، الأولى الرحملية في اللاذقية، والثانية الثورة في محافظة الرقة.‏‏

معوقات بالجملة:‏‏
أهم المعوقات التي تواجه مربي النحل كما يراها الدكتور تيسير أبو الفضل مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة تتمثل بـ:‏‏
- الظروف المناخية الحالية وحالة الجفاف التي تتعرض لها بلدنا خلال السنوات الأخيرة، وانحسار بعض الزراعات، إضافة لعدم لزيادة التكثيف الزراعي، و موجات الصقيع وطول فترتها.‏‏
- الاستثمار غير المستدام للموارد الطبيعية، مثل الزعتر البري في المنطقة الساحلية.‏‏
- زيادة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية.‏‏
- توقف المصرف الزراعي عن تأمين القروض اللازمة لمربي النحل.‏‏
- عدم شمول مهنة تربية النحل في صندوق دعم المنتجات الزراعية.‏‏
- الحالة العامة التي تمر بها بلدنا وصعوبة نقل الخلايا إلى المراعي وعدم تمكن العديد من المربين من متابعة مناحلهم لتقديم الأعمال النحلية الضرورية لطوائف النحل.‏‏
- الاستخدام غير العقلاني للمبيدات الزراعية، ووجود سوق تهريب للعديد من المبيدات غير المراقبة والضارة بالنحل وبالصحة العامة.‏‏
- قلة الوعي لدى الفلاحين بأهمية النحل ودوره الكبير في زيادة انتاج الأشجار والمحاصيل الحقلية والخضار.‏‏
- جهل المستهلكين بأهمية العسل كغذاء ودواء معا، ووجود بعض المفاهيم الخاطئة عن العسل « مثل حالة التبلور» وهي حالة طبيعية فيزيائية للعسل.‏‏
- وجود كميات كبيرة من الأعسال المهربة أو المغشوشة، بالاضافة لتقليد بعض الماركات المشهورة.‏‏
- زيادة ظاهرة سرقة خلايا النحل خاصة في هذه الظروف التي نمر بها.‏‏
- و رغم منع استيراد النحل ، مازال هناك عمليات تهريب لملكات نحل (أجنبية-ايطالي ......) وصعوبة مراقبتها وضبطها لأنها توضع في جيب المسافر، لذلك هناك احتمال نقلها ونشرها للأمراض.‏‏
- ارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج.‏‏
- الانتشار الكثيف لطيور الوروار وصعوبة مكافحتها نتيجة قانون منع الصيد، حيث يتزامن وجوده(وهو طائر مهاجر) مع فترة تلقيح الملكات في فصل الربيع إضافة لعودته في فصل الخريف كما أنه استوطن في بعض المناطق الشرقية(الرقة-الحسكة).‏‏

ماذا عن دور الوزارة؟‏‏
يقول رئيس قسم النحل يتمثل دور الوزارة في تطوير قطاع تربية النحل،من خلال:‏‏
- مراقبة عمليات استيراد العسل وبقية منتجات خلية النحل(عكبر-غذاء ملكي-حبوب لقاح) وفحص العينات للكشف عن أمراض النحل.‏‏
- بيع الطرود للمواطنين بسعر /3/آلاف ليرة للطرد.‏‏
- تم فتح بيع طوائف عامر «خلايا أم» وبسعر/6/آلاف ليرة للطائفة الواحدة.‏‏
- الاشراف على تربية النحل لدى القطاع الخاص والكشف عن أمراضه.‏‏
- إصدار بوستر عن أهم أمراض وآفات النحل وطرق تشخيصها ومكافحتها.‏‏
- اصدار كتب عن هوية العسل السوري والخارطة الرعوية النحلية متضمنة(أمراض وآفات وأعداء نحل العسل)‏‏
- القيام بالكشف عن أمراض النحل في المخبر المركزي للوزارة والمخابر الفرعية في مديريات الزراعة وبشكل مجاني للمربين.‏‏
- وضع برنامج للمحافظة على النحلة السورية وتطويرها بالانتخاب والبدء بتنفيذه.‏‏
- اصدار القرار 86/ت لعام 2004 وتعليماته التنفيذية الناظمة لمهنة تربية النحل.‏‏
- التشجيع على إجراء المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية بإنتاج الأعداء الحيوية،لهذه الآفات للحد من استخدام المبيدات الزراعية الضارة بالبيئة والانسان والحشرات النافعة، وتوزيعها مجانا على الفلاحين.‏‏

المصدر: الثورة
الأحد 21 تشرين أول 2012
www.facebook.com/apicole