المبيدات والفطريات الكوكتيل القاتل للنحل

المبيدات والفطريات.. الكوكتيل القاتل للنحل



أظهرت دراسة حديثة أن خلط الفطر المسبب للأمراض والمبيدات الحشرية عملية ضارة بالنحل. ويشرح إيف لو كونت، من المعهد الوطني للأبحاث الزراعية بأفينيون كيف أن هذه الدراسة تقدم دليلا إضافيا لفهم وفيات عالية من النحل.

يعرف العلماء أن مبيدات الحشرات يمكن أن يكون لها تأثير ضار على النحل. وهم يعرفون أيضا أن النحل يتعرض للعديد من الأجسام أو الكائنات المسببة للأمراض مما يخفض من معدل بقائها على قيد الحياة. وركزت البحوث في الآونة الأخيرة على نتيجة التآزر بين اثنين من الطفيليات أو اثنين من المبيدات الحشرية أو من مبيد حشري وطفيل.

أعمال سيريل فيدو وفريق المعهد الوطني للأبحاث الزراعية الذي يشرف عليه لوك بلزنس تنطوي على مزيج من مبيدين حشريين معروفين وهما الفيبرونيل والتياكلوبريد مع نوع من الفطريات المسببة للأمراض وهو «نوزيما سيرينايي». وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخرا في «بلوس وان» أن التآزر المتأتي من هذه التركيبة ضار بشكل خاص لنحل العسل، أبيس مليفيرا.

تآزر مبيدات حشرات وفطر مسبب للأمراض

إن «فكرة اختبار النتاج جاءت من أن الأوساط العلمية تعتقد أن إجهادا واحدا لا يمكن أن يفسر ارتفاع نسبة الوفيات بين النحل منذ عدة سنوات كما يقول إيف لو كونت الذي يضيف: «اختبارنا قبل نحو سنة نتاج «نوزيما سيرانايي» و«إيميداكلوبريد» ولاحظنا ظاهرة تآزر. والهدف، في الواقع، هو اختبار عوامل الإجهاد الأصغر والأكثر فعالية.

«نوزيما سيرانايي» هو واحد من العوامل المختبرة في هذه الدراسة وهو واحد من الفطريات التي تسبب انخفاضا في مستوى السكر في دم النحل وزيادة في طلب الطاقة في كسر بمجرد دخوله إلى الجهاز الهضمي. والمبيدات الحشرية المدمجة مع هذا الفطر هي الفيبرونيل- عامل نشط للحشرات وهو المبيد الرائد عند بايير- والتياكلوبريد ويعمل كلاهما على الجهاز العصبي للنحل، ولكن حسب آلية مختلفة.

الجرعات الموجودة في الطبيعة

نتائج الدراسة تتحدث عن نفسها: من 75 إلى 90 % من الحشرات المصابة بـ«نوزيما سيرانايي» والتي تعرضت بعد عشرة أيام للمبيدات الحشرية تموت في العشرة أيام التي تليها. غير أن جرعات المبيدات التي تعرض لها النحل في هذه التجارب ليست قاتلة عادة مما يبين أن جمع المبيد مع الفطريات هو القاتل.

«نحن نعرض النحل لجرعات يواجهونها في الطبيعة» هكذا يبرر إيف لو كونت. كانت الجرعات المقدمة في هذه التجربة أقل بمائة مرة من الجرعة اللازمة لقتل نصف عدد النحل.

وتقدم الدراسة مؤشرا جديدا يسهم في فهم أعراض انهيار مستعمرات النحل التي لها بالتأكيد عوامل متعددة. من الصعب أن نرى بوضوح عندما نعلم أن النحل مستهدف من عشرين فيروسا ومن العديد من أنواع البكتيريا ومن طفيليات ومن العديد من المبيدات الموجودة في حبوب اللقاح التي تجمعها.

الخطوات المقبلة المتعلقة بدراسة هذه الأعراض تتمثل في مواصلة تقييم تآزر مختلف مسببات الأمراض.

المصدر : جريدة الوطن 2012/09/26