النحالون الفلسطينيون بين المطرقة والسندان

نشر السـبت 30/06/2012 الساعة 11:55
الكاتب: م.نبيل حمدان
لقد دق النحالون الفلسطينيون ناقوس الخطر بسبب انخفاض كمية الإنتاج من العسل في السنوات الأخيرة، ظهر هذا جليا في الموسم الحالي فإذا أخذنا نحالو محافظة طولكرم حالة ممثلة , فلقد بلغت كمية الإنتاج من العسل 80 طن لموسم 2011 تم جنيها من 7500خلية , بينما لا تتجاوز الكمية المنتجة في الموسم الحالي 2012 العشرة أطنان تم جنيها من 8000 خلية.

فهناك مجموعة من التحديات تقف عائقا أمام تطور و تقدم النحالون منها ما هو خارج عن الإرادة تتمثل في الظروف الجوية غير المأتية لجني العسل و التي تفتك بكثير من خلايا النحل , تتمثل في انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الربيع , فترة جني العسل , و انحباس الأمطار في أواخر الربيع , كذلك ارتفاع درجات الحرارة نهارا و انخفاضها ليلا خلال شهري أيار و حزيران . النوع الآخر من التحديات تتمثل في غياب الرقابة و التنظيم , فكثير من خلايا النحل تهلك و تندثر بسبب مبيدات الأعشاب التي ترش على الأعشاب بغرض إبادتها و اغلب المزارعون يقومون بعملية الرش و الأعشاب في مرحلة الإزهار و التي من المفروض ان ترش قبل تفتح الأزهار عندما يكون طول الأعشاب من 10 – 15 سم , فلقد استهلكت عشرات الأطنان من مبيدات الأعشاب ناهيك عن الضرر البيئي و الصحي لهذه المبيدات .
و من صور عدم الرقابة : العسل المغشوش و العسل المهرب من إسرائيل الذي يغرق الأسواق الفلسطينية , فبعض الجشعين من التجار و النفسيات المريضة من مربي النحل يلجئون إلى غش العسل و تداول العسل الإسرائيلي المهرب بشكل غير قانوني , مما يضر بصحة المستهلك بشكل أساسي و يضر بالنحالين المهنيين الحقيقيين , فعندما تكون فرصة العرض للعسل المغشوش و العسل الطبيعي واحدة دون تميز , في ظل غياب الرقابة و الفحص ألمخبري و القوانين الرادعة دفع بمربي النحل إلى خفض سعر منتجاتهم للمنافسة في السوق إلى درجة أن السعر أصبح غير مجدي لا يحقق مصاريف الإنتاج.

كما ان هناك ظاهرة غير صحية ؟؟ و هو ما تقوم به الموسسات غير الحكومية من مشاريع التوزيع العشوائي و غير المدروس و المخطط لخلايا النحل .
فمن المعروف أن مساحة المراعي في فلسطين محدودة و لا تستوعب عدد لا نهائي من الخلايا , فالعدد الموجود من الخلايا يكفي بل يزيد , المشاهد أن كثير من الموسسات توزع خلايا نحل بالمئات مما يودي إلى التزاحم على المراعي و خفض الإنتاجية ناهيك عن انخفاض أسعار خلايا النحل و المستفيد الوحيد من هذه المشاريع بعض التجار الذين لا خبرة لهم في النحل سوا الربح فهم يعمدون الى تسليم خلايا النحل بوصفات رديئة للحصول على هاش ربح عالي , و هذا ساهم في تلف كثير من الخلايا الموزعة و عدم الاستفادة منها , فهذه المشاريع بدل ان تكون مشاريع لرفع المستوى المعيشي لتصبح مشاريع لهدم الاقتصاد الفلسطيني.

لقد حان الوقت للاستجابة لنداء النحالين وصرخاتهم ففصل الصيف طويل جاف شديد الحرارة سيحصد معه كثير من الخلايا إذا بقينا مكتوفي الأيدي , فقطاع النحل , قطاع اقتصادي مهم فهو يجني العسل من الأزهار الطبيعية ويساهم في شفاء كثير من الأمراض عدا عن الفوائد الصحية التي تساهم في خفض الفاتورة الصحية للبلد اذا أحسن استخدامه وتم حمايته من الغش.

نداؤنا موجه بالدرجة الأولى إلى صناع القرار في الحكومة الفلسطينية ومن ثم إلى الموسسات غير الحكومية التي تسعى إلى رفع المستوى الاقتصادي للبلد.

فنحن النحالون في جمعية مربي النحل في محافظة طولكرم و كافة النحالين في ربوع الوطن نطالب بما يلي :
1- دعم النحالين بالسكر للإبقاء على خلاياهم و مواجهة فصل الصيف الجاف .
2- أن تتعامل الموسسات مع النحالين أو من يمثلهم مباشرة دون وسطاء و دعمهم و دعم مشاريعهم .
3- التشجيع على زراعة أشجار حرجية رعوية مثل الصدر و الكينا ضمن مشاريع تتبنها الحكومة و الموسسات .
4- وضع رقابة صارمة على إنتاج العسل و التداول فيه و سن القوانين الرادعة لحماية المستهلك و المنتج على حد سواء .
5- تنظيم عملية نقل النحل و توزيعه على المراعي بشكل سليم و عادل .
6- توفير مختبرات فنية لفحص أمراض النحل و توفير العلاجات بسعر مناسب .
7- توفير محطات لإنتاج الملكات الجيدة ذات المواصفات الجيدة .
8- خفض كمية مبيدات الأعشاب المتداولة و التنسيق مع النحالين عند إجراء عملية الرش
9- دعم جمعيات مربي النحل التعاونية في جميع أنحاء الوطن .