لحمايتها يُشترط أن تكون بعيدة عن الناس والطرقات والمصانع في موسم قطف العسل.. لا مجال لكسل خلية النحل

لحمايتها يُشترط أن تكون بعيدة عن الناس والطرقات والمصانع
في موسم قطف العسل.. لا مجال لكسل خلية النحل

إعداد - أسماء صرصور

"فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ" .. جزءٌ من آية موجودة في محكم التنزيل في قوله تعالى: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

عزيزي القارئ في هذه الأيام نعيش موسم "القطف الأول" للعسل، ويبدأ كل تاجر يدلل على بضاعته بجودتها، وخبرته في هذا المجال، ولكن هل كل "العسل" عسل؟! وما هي الخطوات العملية البسيطة التي تساعد على إنتاج "العسل" بجودة عالية؟ "فلسطين" حاورت خبير تربية النحل لما يفوق الأربعين عامًا "حسن يوسف أحمد"، وأعدت التقرير التالي..

خمس خلايا
يوضح "أحمد" أنه لابد لأي شخص يريد خوض مجال تربية النحل أن تكون لديه خلفية -ولو بسيطة- حول كيفية التعامل مع النحل، إضافة إلى أن يبدأ بما يقارب خمس خلايا من النحل لا أكثر في سبيل تطويرها وزيادتها. (الخلية هي الصندوق الأبيض في الصورة).

ويبين أن الفائدة التي تعود من خلال تربية النحل هي إنتاج العسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات، وبعض المواد التي تستخدم في المضادات الحيوية، والشمع، وطرود النحل، منوهًا إلى أن أهم شروط المكان المناسب أن يكون بعيدًا عن الناس لحمايتهم، وبعيدًا عن الطرقات العامة لتخفيف الاهتزازات التي تؤثر على النحل، وبعيدًا عن المصانع لحماية الخلايا من التلوث والضوضاء.

ويتابع: "إضافة إلى وجود مصدر للمياه، والأزهار كالحدائق والبيارات، وترك مسافة بين كل خلية وأخرى ما يقارب المتر ونصف المتر، لتسهيل الحركة فيما بينها"، لافتًا إلى أنه لابد من العناية بغذاء النحل على مدار العام لعدم وجود أزهار مزهرة طوال الوقت، فتتنوع تغذيته ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء.

ويقول "أحمد": "في الربيع تكون تغذية تنشيطية للنحل، فيكون الأكل على فترات متقاربة وقليلة الكمية بمعدل كوب سكر لكل كوب ماء، وأما في الصيف فتقل كمية الأكل، وتكمن الأهمية في المحافظة على حياة الخلية وتبريدها فيكون معدل الغذاء كوب سكر لكل كوبين من الماء"، مشيرًا إلى أنه في الخريف تكون التغذية مهمة جدًا لتمرير وقت الشتاء على النحل دون أية أذية، ويخزن الطعام لديه فيكون كوبا سكر لكل كوب ماء.

تخصيب وأمراض
وينوه إلى أنه في وقت الشتاء يفضل عدم فتح الخلية على النحل بسبب برودة الجو، "وإن اضطر المربي إلى فتح الخلايا في الشتاء يجب اختيار يوم دافئ نوعًا ما ومشمس، وطعامه يكون بمعدل ثلاثة أكواب أو اثنين من السكر مقابل كوب ماء"، على حد قوله.

وبالحديث عن الأمراض التي تصيب النحل، يقول "أحمد": "هناك أمراض تصيب "الحضنة" أو اليرقة وأمراض تصيب الحشرة البالغة"، منوهًا إلى أن ما يصيب الحضنة إما تكيس الحضنة الأمريكي، أو تكيس الحضنة الأوروبي أو تحجر الحضنة وتكلسها، "وكلها يمكن معالجتها، ولكن بالنسبة لتكيس الحضنة الأمريكي ففيه يفضل إبادة الخلية بالكامل"، وفق قول أحمد .

وأما أمراض الحشرة البالغة – وفق قوله – فالتي يعاني منها النحل في غزة هي "الفارو" و"النوزيما" و"شلل النحل" و"الأكارين"، لافتًا إلى أن الأطوار التي تمر بهاالنحلة هي "البيضة" ثم "اليرقة" ثم "العذراء"، ثم "الحشرة الكاملة" بعد مرور (14) يومًا على وضع البيض.

ويبين أنه بعد حدوث التزاوج وتخصيب الملكة يتم طرد الذكور من الخلايا لعدم الحاجة إليهم، وتضع الملكة البيض بعد أربعة أو خمسة أعوام، موضحًا أن النحل يعمل على تنظيف الخلايا بنفسه والذي لا يعمل فيها يطرد بلا رحمة.

ويلفت الانتباه إلى أن المربي لابد أن يرتدي ملابس بيضاء قطنية تغطي جميع مناطق جسده ويبتعد عن (النايلون) واللون الأحمر، "وعندما يريد فتح الخلية يتم رشها بواسطة "الداخون" الذي يدفع النحل لأكل العسل وتهدأ حركته ويفقد الرغبة في مهاجمة أحد"، تبعًا لقوله.

المصدر: صحيفة فلسطين السبت, 12 مايو, 2012, 09:00 بتوقيت القدس
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/