عسل المستوطنات والمستورد يهدد العسل الفلسطيني

عسل المستوطنات والمستورد يهدد العسل الفلسطيني


الخليل- حسن الرجوب- صفا
يشكل العسل القادم من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، والآخر القادم من داخل الكيان الإسرائيلي مصدر تقويض لتسويق العسل الفلسطيني، في وقت تباع به تلك الأنواع بأسعار أقل بكثير من العسل المحلي.

ويؤكد العاملون في تربية النحل أنَّ تكاليف إنتاج العسل المحلي مرتفعة، فيما تباع أصناف إسرائيلية بالسوق الفلسطينية بأسعار أقل بكثير من سعر العسل الفلسطيني، لكنها مستخلصة الفوائد، داعين الجهات المسؤولة في السلطة إلى التدخل لمنع إدخال العسل الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية.

كما تشكل الأصناف الأخرى من العسل المستورد من الخارج، عاملا آخر في التأثير على العسل المستورد من الخارج، بينما لا يخضع لفحوص الجودة المطلوبة.

من جانبه، يشير مدير مناحل جبال فلسطين جهاد الجنيدي لـ "صفا" إلى أنَ عسل المستوطنات يعد المكبل الرئيس لتسويق العسل الفلسطيني بالسوق المحلي.

العسل المستخرج من نحل المستوطنات خالية الجودة:

ويضيف "هناك أصناف مختلفة من العسل الإسرائيلي وعسل المستوطنات خالية الجودة، ومستخلصة الفوائد تسوق بسعر 30 شيقل للكيلو الواحد، بينما تصل أسعار المنتج الفلسطيني إلى 100 شيقل".

ويشير إلى أنّ أصنافا من العسل الإسرائيلي أو القادمة من المستوطنات مستخلصة الفوائد وعديمة الجودة، ويشكل تسويقها محليا ضربة لاقتصاد مربي النحل بالضفة الغربية.

ولفت إلى أنه "رغم محاولات شركته لتخفيض أسعار العسل بالسوق الفلسطيني، إلا أنها لم تفلح في إنهاء هذه الأزمة، للفارق الكبير في سعر الصنفين".

ويؤكد أنَّ الحل الوحيد لأزمة التسويق التي تعترض سبيل المنتج الوطني من العسل تتمثل في تدخل الجهات الرسمية في السلطة خاصة في وزارتي الزراعة والاقتصاد من أجل منع دخول عسل المستوطنات أو العسل الإسرائيلي إلى أسواق الضفة الغربية.

وعلى صعيد جودة المنتج الفلسطيني، يؤكد أنه حائز على شهادات جودة محلية وعالمية، ويضاهي أنواع العسل العالمية، لكن المنتجات الإسرائيلية هي المعيق الوحيد أمام تصديره المحلي.

وفي ما يخص أسواق العسل الفلسطيني، يشرح الجنيدي قائلا إنَّ أغلب تسويقنا يتم في مدن الضفة الغربية، بينما نواجه معيقات أمام عمليات التصدير للخارج.

ويؤكد بأن إجراءات الاحتلال داخل الضفة الغربية تشكل عائقا آخر أمام عمليات التسويق والإنتاج للعسل من خلال الاحتجاز الطويل للنحل على الحواجز العسكرية لساعات طويلة، تتسبب في موت كثير من الخلايا.

العسل المستورد:

من جانبه، يشير مدير شركة مناحل الشفاء عبد الله الرجوب إلى أن أبرز ما يعترض تسويق العسل المحلي تلك الأنواع القادمة من المستوطنات، ومن الداخل المحتل عام 48.

لكنه يشير إلى أنَّ أنواعا أخرى من العسل المستورد من السعودية وتركيا وغيرها من المناطق، وهو غير خاضع للفحص المخبري الفلسطيني، لمعرفة جودته ومطابقته لمواصفات الجودة المطلوبة محليا.




المناطق المتاحة لتربية النحل محدودة:

ويضيف أنّ هذه المشكلة ليست الوحيدة التي يواجهها العسل، بل إن أبرز المشاكل هو محدودية المناطق المتاحة لتربية النحل، لافتا إلى أن المناطق القريبة من المستوطنات والشوارع الالتفافية محظورة بسبب الاحتلال، بينما يكرر المستوطنون تخريب تلك الخلايا التي توضع في مواضع قريبة منها.

ويوضح أنّ قدرات أراضي الضفة الغربية تتسع لعيش حوالي 20 ألف خلية نحل، بينما تعيش الآن حوالي 60 ألف خلية، وهذا ينعكس على القدرة الإنتاجية لهذه الخلايا، جراء محدودية المرعى، فيما تتأثر بقلة الربيع وقلة مياه الأمطار، معربا عن أمله في إنتاج جيد لها بعد الموسم الوفير لهذا العام.

ويشير الرجوب إلى ضرورة تعريف المستهلك الفلسطينية بالمنتجات المحلية خاصة من العسل، من أجل تعريفه إلى جودتها وأهميتها بين الأصناف الأخرى لتشجيعه على اختيارها.

ملاحقة:

من جانبه، ينفي مدير وزارة الاقتصاد الفلسطيني بالخليل ماهر القيسي لـ "صفا" وجود أي نوع من العسل القادم من المستوطنات.

ويشير إلى أن هناك عسل قادم من داخل المستوطنات، ويؤكد بأن وجود أي عسل تابع للمستوطنات تجري مصادرته، ضمن قانون ملاحقة بضائع المستوطنات وتنظيف السوق الفلسطيني منها.

وعلى صعيد التشجيع للمنتج المحلي، يشير إلى سياسة عامة لتشجيع المنتجات الوطنية وإطلاق حملة من أجل تشجيع مختلف الأصناف الوطنية الفلسطينية.

ويتابع "نراقب جودة المنتج الوطني والمنتجات القادمة من داخل إسرائيل ومن الخارج، ويلفت إلى التعاون مع وزارتي الصحة والزراعة في مراقبة جودة الأصناف التي تنتشر بالسوق المحلي"، موضحا أنه جرى مصادرة كميات من العسل غير المتوافق مع شروط الجودة، من داخل أسواق مدينة الخليل.
http://www.4shared.com/account/dir/Z2eiQDwA/_online.html
الأربعاء, 25 إبريل, 2012, 10:23 بتوقيت القدس