تربية النحل وانتاج العسل مورد اقتصادي يبحث عن سبل الاستثمار

تربية النحل وانتاج العسل.. مورد اقتصادي يبحث عن سبل الاستثمار
علي الخياطي
قال الله تعالى: «وأوحى ربك الى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون،
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سُبُل ربك ذُلُلاً يخرج من بطونها شراب مختلفُ ألوانه فيه شفاء
للناس إنَّ في ذلك لأيةً لقوم يتفكرون» صدق الله العظيم.

النحل.. هذا المخلوق البسيط في حجمه العظيم في سلوكه وملكاته ونظام ودقة حياته هو النحلة
(الحشرة الذهبية) او (النوبة) كما عرفها اليمني منذ آلاف السنين وقد ورد ذكرها في بعض النقوش المسندية، فقد كانت موجودة بكثرة خصوصاً في تهامة ومنطقة الجبال والاودية مثل وادي حضرموت وشبوة وغيرها.

والنحل اليمني أصغر حجماً من النحل المصري والهندي والتركي، وجودة العسل اليمني افضل من العسل المصري والتركي والهندي حسبما أكده لي احد خبراء تربية النحل وانتاج العسل وهو سويسري الجنسية زار اليمن في مطلع التسعينات وأجرى عدداً من التحاليل في مناطق مختلفة من اليمن وأفضل العسل اليمني العسل المحويتي والذي هو نموذج للمنطقة الجبلية الوسطى والتي تشمل حجة وحراز وعتمة وريمة وتعز ومناطق إب وذمار مثل وصاب وبرع وغيرها.

الانتاج المحلي والاستيراد:
واليمن برغم من أنها من أفضل البلدان لتربية النحل وانتاج العسل إلاّ اننا مازلنا نستورد اكثر من 30 طناً سنوياً من العسل من دول مختلفة، بينما تقدر كمية العسل المحلي المنتج عام 1999 بـ173 طناً بقيمة 73 مليون ريال. وقد لا تكون هذه ارقام دقيقة رغم انها صادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء بالنسبة للمنتج، لكن هناك من يقدرها اكثر بكثير مما جاء في كتاب الاحصاء.
متى نطور هذه الثروة حيثما ما يتوفر الغطاء النباتي الغني بالفلورا او الازدهار وخاصة في تهامة والتلال التهامية والمنطقة الجبلية حتى ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر، وهذه المناطق يتكون فيها الغطاء النباتي من الاشجار الحراجية مثل الاكاسيا «الصلحية» هي عائلة تزيد انواعها عن 20 نوعاً من اشهرها السلام، الضبة، الضهيا، الحوجم، القرض، الطلح... الخ.. وعائلة السدر واشجار الطنب والبكا والبن والحمضيات والمنقه وغير ذلك من الشجيرات والاعشاب والاشجار التي تتفاوت بين منطقة واخرى وموسم وآخر.. كما ان ادخال التقنية الحديثة في تربية النحل وانتاج العسل والتي تختلف عن التقنية التقليدية فالخلايا القديمة ذات القطر الاسطواني الشكل والمعروف باسم الجبح وهو عبارة عن جذع شجرة يحفر داخله وله بابان وتقطع الاقراص (الشهد) بالسكين دون معرفة كمية العسل، وهذه الطريقة تكلف النحل جهد شهور في اعادة بناء الشهد او الشمع الذي تضع فيه الملكة البيض وتضع النحل فيها العسل.
اما الطرق الحديثة تعرف باسم «كينيان بي هايف» وهذه التقنية معروفة لدى مكاتب وزارة الزراعة وخاصة في المحويت وتعز وبإمكان الخلية الواحدة من النحل تنتج خليتين نحل في العام الواحد وتنتج 10 كيلو من العسل وللدخول في مشروع مربح فعمل منحل مكون من مستعمرة من الخلايا من 10 خلايا الى 200 خلية او اكثر لأن المشروع الذي يبدأ بعدد محدد من الخلايا وتحظى بالعناية والرعاية الحديثة يصبح عدد الخلايا بعد عام ضعفين وبالامكان انتاج عدد من الملكات وتقسيم النحل في الخلية على خلايا كثيرة ووضع ملكة جديدة من الملكات المخصبات وتتضاعف عدد الخلايا وهكذا.

ان مشروع تربية النحل وانتاج العسل يعتبر من المشروعات الناجحة بكل المقاييس وسهل التعامل ورخيص التكلفة وسريع وكثيف الربحية. لقد عملت لمدة 3 شهور في مشروع بحث يمني - ألماني
في التسعينات ووجدت ان بلدنا تمتلك ثروة اقتصادية لم تكتشف ولم تستغل بعد وينبغي على المستثمرين التوجه لاستثمار رؤوس اموالهم في هذا المجال الخصب والنافع في مردوده الاقتصادي.

توصية:
المطلوب من مشاتل وزارة الزراعة التركيز على العائلات المحلية من الاشجار الحراجية الزهرية مثل الاكاسيا والطنب وغيرها من الاشجار الدخيلة الفلفل والكافور والاشجار دائمة الخضرة ذات الازهار الكثيفة مثل شاينص ملس وفلورا فاميلي. ونتمنى ايضاً ان توزع نشرات ارشادية تتعلق بالموضوع بغية الوصول الى الهدف المنشود في هذا الجانب.