حمص ثالثاً في تربية النحل بسورية... وإنتاج العسل تجاوز 234 طناً العام الفائت

حمص-سانا
تتميز سلالة النحل السوري بشكل عام بأنها أفضل سلالة في العالم بإنتاج الغذاء الملكي وبقدرتها على اجتياز الشتاء بأقل كمية من الغذاء السكري ومدافع جيد عن مسكنها ضد الأعداء الحيوية كالدبور الأحمر.

ونظرا لاتساع مساحة محافظة حمص فهي تتمتع بتنوع بيئي واسع وتنتشر على معظم مناطق الاستقرار وفيها تنوع نباتي ومراع وبيئات مناخية متعددة وخصوصا في فترة الربيع حيث تتوزع النباتات الرحيقية في معظم مناطق الاستقرار الأولى والثانية بما يناسب تربية النحل في حمص التي تحتل المرتبة الثالثة على مستوى سورية بإنتاج النحل و السابعة في عدد الخلايا وتتركز تربية النحل في كل من تلكلخ و الرستن والمخرم.

وقال رئيس شعبة تربية النحل في مديرية الزراعة مفتخر دعاس إن حمص تشتهر بالسلالة السورية الهجينة نتيجة إدخال سلالات مختلفة من النحل إلى القطر خلال العقدين الماضيين مثل السلالة الإيطالية والقوقازية وكانت تربية النحل فيها بدائية وقديمة تتم في خلايا طينية أو فخارية وكان انتشار الخلايا الخشبية محدوداً جداً إلى أن تم إحداث دائرة النحل في عام 1988 وأول مهامها تطوير تربية النحل وإدخال الخلايا الخشبية الحديثة ذات الإطارات المتحركة لتربية النحل.

وبين دعاس أن عدد خلايا النحل في محافظة حمص العام الفائت 35 ألفاً و536 خلية منها 378 خلية بلدية و35 ألفا و158 خلية حديثة وأن متوسط انتاج الخلية لعام 2009 هو 6 كيلوغرامات لكل طائفة نحل وإنتاج العسل للعام نفسه 234 طنا و 507 كيلوغرامات من العسل وإنتاج الشمع لهذا العام 17 طناً و 966 كيلوغراما وبلغت أعداد المربين في المحافظة لهذا العام 1353 مربياً.

وأضاف أن تغذية النحل عموماً تتم في فصل الخريف و بعد قطاف العسل من الخلايا على عدة دفعات بحيث يتم تأمين الغذاء الكافي لتمضية فصل الشتاء البارد وكذلك تغذية الخلايا في بداية الربيع لتشجيع الطوائف على التكاثر وإنتاج الطرود الحديثة أما باقي الأوقات فيتم تغذية النحل عن طريق النحل الشغال من رحيق الأزهار ويخزن الفائض من العسل ضمن الإطارات الموجودة في الخلية حتى موعد قطافها.

ويتم الكشف على خلايا النحل في الربيع أسبوعياً وصيفا كل عشرة أيام وشتاء كل شهر مرة وذلك في الأيام المعتدلة حيث يكون معظم النحل سارحا لجمع الرحيق أو حبوب اللقاح فيسهل فتح الخلية نظرا لقلة أعداد النحل بها.

ولفت رئيس شعبة النحل إلى أن من أهم الأمراض التي تصيب النحل مرض الحضنة الطباشيري "تكلس الحضنة" وهو من الأمراض الفطرية التي تصيب اليرقات مما يؤدي لموتها بعد تغطية العيون السداسية بحوالي يومين و يحولها لمومياء متكلسة و مرض عنكبوت القصبات الهوائية داء الحلم الأكارين ومرض الاميبا والأمراض البكتيرية ومرض فاروا النحل الذي ينشأ من خلال طفيل الفاروا وهو حيوان صغير يرى بالعين المجردة له أربعة أزواج من الأرجل ويهاجم طوائف النحل ويمتص الدم حيث تم اكتشافه في جزيرة اندونيسية وتم انتقاله من النحل الأسيوي الى نحل العسل وهو من أهم مشكلات تربية النحل.

والنحل ينتج عدة مواد هامة منها العسل و هو مادة حيوية كاملة القيمة الغذائية ناتج من رحيق الأزهار والغذاء الملكي وهو عبارة عن سائل هلامي أبيض حامض المذاق تفرزه الشغالات الصغيرة السن من غدد خاصة بالرأس ومن منتجات النحل أيضا العكبر وله العديد من التسميات منها علك النحل بسنيد سميطة غراء النحل صمغ النحل بروبوليس وله العديد من الفوائد الطبية وينتج النحل حبوب الطلع وهي الأعضاء المذكرة بالأزهار تجمعها الشغالات وتمزجها بلعابها وبالعسل من أجل غذائها و نموها وله العديد من الاستعمالات الطبية والغذائية كما ينتج النحل الشمع وسم النحل وله فوائد إنتاجية وحقلية.

وقال الدكتور عبد الله حاطوم من جامعة تشرين أن العسل يحتوي على سكر العنب وسكر الفواكه وسكروز وأملاح معدنية متنوعة وفيتامينات وأنزيمات عديدة وللعسل فوائد عديدة منها أنه يزيد من مقاومة الجسم للبكتريا والالتهابات وأمراض الكبد ويفيد في حالات فقر الدم و الضعف العام وأمراض القلب والأوعية الدموية ويعدل حموضة المعدة و خاصة مع حبوب الطلع ويخفف السعال والتهاب الحنجرة واللوزتين و يفيد في ترميم الجروح والحروق وفي حالات الأمراض العصبية ويفيد الأطفال و الطلاب والنساء الحوامل والرياضيين وذوي الأعمال العضلية و الذهنية المجهدة وفي حالات الإمساك للكبار والإسهال عند الأطفال.

صبا خيربك