عسل الأردن .. غذاء ودواء

عسل الأردن .. غذاء ودواء



أبواب- د. نزار جمال حداد
رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين

يمتاز العسل الأردني بتنوعه وتركيبته المميزة ؛ بسبب تنوع المناطق الجغرافية من جبال وسهول ووديان، وحيازات زراعية صغيرة متنوعة المزروعات؛ إضافة إلى تنوع النباتات البرية والتي في أغلبها من النباتات الطبية والعطرية؛ الأمر الذي يجعل العسل الأردني عموماً من الأعسال عالية الجودة مقارنة مع الأعسال المستوردة والتي في أغلبها من مصدر نباتي واحد. ويتميز العسل الأردني عن العسل المستورد في أن أغلبه لا يعامل حرارياً (عملية البسترة) ولا يفلتر بفلاتر أتوماتيكية؛ مما يبقيه محافظاً على خصائصه وقيمته الغذائية والطبية إلا أن ذلك يجعله عرضة للتبلور.

خواص العسل
العسل هو مادة تجمعها الشغالات من رحيق الأزهار، ويختلف في حلاوته ولونه ورائحته وكثافته وقابليته للتبلور؛ باختلاف مصادر الرحيق والبيئة المحيطة بالنبات وطرق فرزه وتخزينه، وتجري النحلة عليه عدة تغييرات فتخفض نسبة الماء فيه إلى ما يقارب %17، وتفرز عليه العديد من الإنزيمات أثناء وجوده داخل حوصلة العسل في جوف النحلة.
يحتوي العسل على عدد من السكريات تشكل في مجملها %70 من تركيب العسل. ويجب أن لا تقل نسبة سكر الجلوكوز والفركتوز في العسل الطبيعي عن %65 أما نسبة السكروز فلا تتجاوز 3 % بحسب المواصفات والمقاييس الأردنية.

فوائد العسل
يعتبر العسل ذو قيمة غذائية عالية، إذ يعوض السكريات المستهلكة بالجسم نتيجة المجهود الجسدي أو الذهني، مما يحافظ على مستوى السكر في الدم. ويوصف للأطفال والحوامل لمنع حدوث شلل الأطفال ولمقاومة الشيخوخة عند الكبار، وللرياضيين لزيادة الطاقة اللازمة للمجهودات العضلية. ويستخدم لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي لمقاومته التخمر الهضمي، كما يزيد من نشاط الأمعاء. هذا بالإضافة إلى أن السكريات التي يحتويها لا تسبب تهيجاً في جدران القناة الهضمية بل تعتبر مادة مهدئة وملطفة تساعد في عمليات الهضم.

ويحتوي العسل على بروتينات وفيتامينات مثل: B, B1, B2, B5, C ويدل يابها على تسخين العسل، وتتكسر الإنزيمات والفيتامينات بفعل التسخين. كما أن توفر فيتامين B2 أو الريبوفلافين في العسل يساعد على تحسين القدرة على الإبصار ويزيد مقاومة الجسم للجراثيم ويمنع أعراض فقر الدم والنزيف.

والعسل مادة حمضية (pH~4)، مثبط لنمو معظم أنواع البكتيريا؛ حيث يتمتع بخاصية أسموزية عالية بسبب إشباعه بالمحاليل السكرية، مما يجعله قادراً على قتل البكتيريا والفطريات من خلال سحب المحتوى المائي منها.وينتج العسل مادة (H2O2)، وهي مادة تقتل البكتيريا بالملامسة مما يجعل العسل مادة معقمة للإصابات الجلدية المختلفة. وتتمثل القدرة الشفائية للعسل في تسريع حركة الدم والليمف في الأنسجة المصابة بالحروق والجروح، فتزداد تغذية الأنسجة المتأذية مما يزيد من سرعة تجدد ونمو الخلايا. تجدد ونمو الخلايا.

تبلور العسل
تبلور العسل عبارة عن ظاهرة طبيعية تعني تكون حبيبات بلورية في العسل مما يحوله من القوام اللزج إلى القوام الصلب، وتسمى هذه الظاهرة الطبيعية بالعامية (بالتسكير أو الانجماد). وقد تحدث خلال أيام أو شهور أو حتى سنوات، وتعتمد سرعة التبلور على نسبة الجلوكوز إلى الفركتوز في العسل؛ وعلى وجود الشوائب والغرويات مثل حبوب اللقاح بالإضافة الى الرطوبة ودرجة الحرارة؛ حيث تزداد سرعة التبلور كلما زادت كمية الجلوكوز عن كمية الفركتوز.

ويزداد ميل العسل للتبلور بزيادة نسبة الجلوكوز إلى الماء في العسل وهذه جميعها تعتمد على مصادر النباتات التي جمع النحل منها الرحيق. وتؤثر درجة الحرارة على قابلية العسل للتبلور؛ ومع أنها ظاهرة طبيعية في العسل إلا أنه من الممكن تجاوزها بتخزين العسل على درجات حرارة دون 17.8 مْ تحت الصفر. أو على درجات حرارة أعلى من 24 مْ ، أو من خلال تسخينه على درجات حرارة أعلى من 45 مْ، إلا أنه لا ينصح بتسخين العسل لما لذلك من تأثير سلبي على خواصه العلاجية وقيمته الغذائية.

تناول العسل اليومي
كشفت العديد من الدراسات العلمية بأن تناول القليل من العسل المذاب في الماء بمعدل ملعقة طعام واحدة لكوب من الماء (200 ملم) على معدة فارغة في الصباح ؛ يؤدي إلى تشكل شعور الشبع لفترة طويلة من النهار، مما يجعل تناول هذا الكوب قبل تناول اي طعام بفترة وجيزة يولد حالة من الشبع لمدة طويلة أثناء النهار. حيث يعمل العسل المذاب في الماء على الحد من نشاط الخلايا الدماغية المحفزة لنشاط المناطق الدماغية المحفزة للشعور بالحاجة إلى السكريات.

ويعتبر العديد من علماء التغذية أن الدوام على تناول العسل المذاب في الماء صباحاً يعتبر عاملاً مهما في خسارة الوزن. كما بينت الدراسات هذه الطريقة في تناول العسل تخفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم بنسبة تصل إلى 10% خلال ساعتين. كما يحد من الشعور بالتعب والإعياء والتوتر النفسي ويزيل شعور الآلام في المفاصل ويولد تحفيز للنشاط الدماغي وهذا يجعل العسل أيضاً رفيقاً للطلبة المقبلين على الامتحانات؛ كما ينصح بتناوله كمقوي للجهاز المناعي.

ويمكن جعل العسل مصحوباً بنكهات طبيعية أخرى حيث يتم تقشير حبة ليمون جزئياً ويتم المحافظة على جزء من القشرة، تقسم بعدها إلى أربعة قطع توضع في الخلاط ويزاد لها بعض أوراق من النعناع الأخضر ويزاد عليها 600 ملم من الماء و 60 غرام من العسل، تخلط جيداً في حتى يصبح المحلول متجانساَ، ويتم تعبئتها في عبوة تحفظ في الثلاجة مبردة لحين تناولها مع وجبة الإفطار وترج جيداً قبل سكبها في الأكواب، ويمكن تناول هذا المزيج مع وجبات الطعام .

جريدة الرائ تاريخ النشر: الأربعاء 2015.07.22

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles