سيدى بوزيد الرابعة وطنيا وفرص متاحة لتطوير القطاع

تملك ولاية سيدي بوزيد منذ القدم تقاليد عريقة في تربية النحل وقد شهد هذا القطاع العديد من التطوّرات بفضل إدخال العديد من التقنيات العصرية ومستلزمات التربية من ذلك الخلايا العصرية وافرازات العسل والآلات التقنية لتحتل بذلك الولاية المرتبة الرابعة وطنيا في هذا المجال.

وقد وصل عدد المنتجين المنتشرين في مختلف مناطق الجهة اكثر من 400 مربّي يمتلكون حوالي 4400 جبح وقدّر الإنتاج بـ 48 طنّا من العسل. ويكتسي قطاع تربية النحل أهمية كبرى لما له من أدوار ومتنوعة على مختلف الأصعدة خاصة على المستوى الاقتصادي حيث يستوعب عددا هاما من اليد العاملة أو كذلك من حيث المنافع الغذائية والطبية التي توفّرها مادة العسل كاستعمال سمّ النحل فى التداوي من عدة أمراض عبر الوخز وأيضا على مستوى المحافظة على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي خاصة الدور الحيوي الذي تقوم به النحلة في تلقيح أزهار النباتات الطبيعية والأشجار المثمرة كاللوز والخوخ والمشمش والمحافظة عليها من الانقراض والترفيع فى المنتوج الفلاحي.

مواصفات عالمية:

وتتمّ عملية التربية عبر إيلاج خلايا النحل في صناديق عصرية ذات مواصفات ومعايير موحدة عالميا بأماكن بيئية سليمة ومزهرة ليتلاءم التواصل الحيوي للنحلة وضمان إنتاج وفير في العسل وبقية منتجات النحل كاللقاح والصمغ والشمع والغذاء الملكي.

ويرتكز قطاع تربية النحل أساسا على التنقل لعدة أماكن مختلفة الأزهار نوعا وكما حسب الفصول وتنوع الآليات لإيصالها وتقريبها من أماكن الرعي.

وعلى النحال أن يكون عارفا بأنواع الأعشاب والأشجار المزهرة وأماكن تواجدها وتاريخ ومدة إزهارها كما يجب أن يكون ملمّا بالمناخ ومتابعة أماكن الأمطار ذات الرطوبة العالية وطرق التربية وتغذية النحل والأمراض وآليات التعامل معها خاصة في الإرفاق والمداواة وجني المنتوج.

صعوبات ومشاغل:

غير أن القطاع مازال يشتكي من عدّة صعوبات خاصة على مستوى الإنتاج حيث أن معدّل إنتاج الجبح الواحد سنويا لا يتجاوز 10 كلغ بل وصل مؤخرا إلى 5 و 6 كلغ وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالمعدّل العالمي الذي يقدّر بحوالي 30 كلغ.

ومن العوائق أيضا صعوبة الترويج وعدم وجود مسالك توزيع منظمة تمكن المنتجين من ترويج منتوجهم بسهولة إذ يباع أغلب الإنتاج بطريقة تقليدية ولا تستوعب المحلات الكبرى سوى نسبة ضئيلة من مجموع الإنتاج .

كما يواجه أصحاب المناحل بسيدى بوزيد خلال السنوات الأخيرة العديد من الصعوبات نتيجة انحباس الأمطار وما أدّت إليه من نقص في المراعي الشيء الذي أجبرهم على التنقل إلى مناطق بعيدة بحثا عن المناطق المزهرة ويذكر السيد بشير الغربي مربي نحل بمنطقة الصندوق منذ أكثر من 15 سنة وصاحب اكثر من 70 خلية أنه قد اضطر إلى البحث عن مراعي بجهة الكاف مما أجبره على تكبّد مصاريف إضافية تتمثّل في كلفة التنقل والحراسة وكراء المرعى.

كما أشار إلى نقص الأدوية وارتفاع أسعارها ويدعو بالمناسبة إلى المساعدة على تأسيس جمعية لمربي النحل بالجهة قصد تنظيم القطاع وتوفير الإحاطة والإرشاد .

ومن جهته بيّن السيد عبد الرزاق الغابري مربي من معتمدية المكناسي منذ أكثر من 20 سنة وصاحب 40 خلية نحل أن القطاع شهد في السنوات الأخيرة غياب الدعم والمنح خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية وندرة المرعى وتلوّث المحيط بالأدوية والمبيدات وصعوبة استبدال الخلايا التقليدية بأخرى عصرية وعدم برمجة حلقات تكوينية وملتقيات علمية في الغرض ودعا إلى تنظيم المربين ضمن مجموعات وهياكل مهنية تمكنهم من الضغط على الكلفة والرفع من المردودية والتحكّم في حلقات الإنتاج والترويج.