موسم عسل ضعيف بغزة بعد تدمير 50% من خلايا النحل

بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير
موسم عسل ضعيف بغزة بعد تدمير 50% من خلايا النحل



المحافظة الوسطى - مؤمن غراب– صفا



يتفقد النحال كمال أبو معلا من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بحسرة كبيرة الدمار الذي حل بصناديق خلايا النحل التي كان يملكها، والخراب الذي حل بأدواته بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع الصيف الماضي.

فكمال (32 عامًا) كغيره من النحالين الفلسطينيين الذين يترقبون موسم جني العسل، والذي يوافق هذه الأيام من كل عام، لكنه في هذا الربيع يقول إن الموسم لا يكاد يذكر مقارنة بالأعوام الماضية.

ويرجع أبو معلا- الذي يعمل مع ثلاثة من إخوانه في تربية النحل- ضعف الموسم إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي لكثير من الأراضي الزراعية التي تضم خلايا النحل، وأدوات المهنة خلال العدوان الأخير.



"تحطيم الحلم"
وبكثير من الحزن، يصف أبو معلا لوكالة "صفا" لحظات تدمير أكثر من 150 خلية نحل من أصل 300 كان يربيها بـ"لحظات تحطيم الحلم"، فهو كان يسعى لتوسيع عمله وتحويله لـ"منحلة كبيرة".

ويضيف "أن صاروخًا إسرائيليًا واحدًا كان كفيلًا بتدمير المنزل والمزرعة والمعدات باهظة الثمن، والتي يصعب الحصول عليها بفعل الحصار وغلاء الأسعار".

وبالإضافة إلى دمار خلايا النحل، فإن تجريف الأراضي الزراعية قلل من كمية العسل في الخلية الواحدة، إذ كانت الخلية تنتج نحو 10 كيلو جرام من العسل الصافي، "لكنها في هذا الموسم أنتجت أرقامًا لا تذكر"، وفق أبو معلا.

وتعتبر مهنة العمل في تربية النحل وجني العسل، من المهن المحفوفة بالمخاطر في قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية سنوات، ولاسيما أن أغلب هذه الخلايا تتواجد قرب مناطق حدودية تزخر بأنواع زهور الحمضيات، ولكنها تشكل خطرًا على ممارسيها بسبب استهدافات الاحتلال.

ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها الأخير آلاف الدونمات الزراعية، والمحاصيل التي يتغدى عليها النحل، مثل بيارات البرتقال والليمون التي يعتمد النحل غالبًا على زهرها ولقاحها لتكوين العسل.



خسائر بلا تعويض
ولم تقف خسائر النحال على تدمير خلايا النحل فحسب، بل تعدى ذلك لخراب الكثير من المعدات والأدوات الخاصة بالمهنة كـ"الفرازة"، التي تصفّي العسل، وملابس جني الموسم، وبعض المعدات التي "ذهبت تحت أنقاض المنزل المدمر".

وعن حصر الأضرار والتعويضات، يقول أبو معلا إن وزارة الزراعة سجّلت جميع الأضرار، "لكننا لم نتلق أي تعويض رسمي حتى الآن".

ويسرد أبو معلا لمراسل "صفا" الصعوبات التي تواجه النحالين في القطاع، متمثلة بصعوبة عملية التسويق خاصةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وقلة الرواتب الأمر الذي يعمل على عزوف الناس عن شراء العسل.

ويشير الى أن أخطر هذه المشكلات تكمن في إدخال الكثير من كميات العسل عبر المعابر الإسرائيلية مما يشكل خطراً على المنتج المحلي الفلسطيني، وقلة فرص تسويقه خاصة مع تشكيك المواطن بجودة العسل المحلي.

وفي الوقت الذي تعرض فيه النحال أبو معلا لخسائر فادحة في موسم جني العسل بفعل العدوان، فإن نحالين آخرين قالوا لـ"صفا" إنهم حظوا بموسم جيد بسبب عملهم في المناطق الداخلية للقطاع، والتي لم تتعرض لتجريف من جيش الاحتلال.



حين توافر الأموال
من جانبه، يوضح رئيس شعبة النحل في وزارة الزراعة بغزة جمال أبو سويرح أن أكثر من 10 آلاف خلية نحل تعرضت للتدمير الكلي خلال العدوان الأخير من أصل 20 ألف، فيما تضرر نحو 350 نحالًا بشكل كبير، عدا عن أدوات المهنة.

ويبيّن أبو سويرح لوكالة "صفا" بأن خسائر الخلية الواحدة تصل إلى 120 دولار أمريكي، ما يعني أن خسارة 10 آلاف خلية تبلغ نحو مليون و200 ألف دولار.

ويشير إلى أن وزارته أحصت أضرار النحالين بفعل العدوان، وأرسلت أسماءهم إلى الجهات المعنية "لصرف التعويضات حين توافر الأموال".

وتحدث عن وجود معيقات تواجه النحالين، أبرزها قلة المساحات المزروعة بأشجار الحمضيات، لكنه يشير إلى أن وزارته تعكف على إنشاء مراعي وزراعتها بأشجار "الكينيا" القزمية، والتي تعتبر من أهم مصادر الرحيق لكثرة زهورها.



تقرير وكالة الصحافة الفلسطينية
13 نيسان / أبريل 2015. الساعة 10:28 بتوقيت القــدس. منذ 22 ساعة
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/