عسل النحل.. فوائد غذائية وعلاجية

عسل النحل.. فوائد غذائية وعلاجية

دراسة: يملك خصائص لمقاومة الجراثيم تجعله بديلا لكثير من المضادات الحيوية يعالج الدوسنتاريا والتقلصات المعوية للرضع‏ ويقتل البكتيريا‏ ويمنع التبول اللا إرادي يقي من خطر الكساح ويعالج التهابات اللثة واللسان وتسوس الأسنان وتشقق الشفاه

سلوى محمد: حريصة على أن أقدمه لأطفالي لأهميته في تقوية الجهاز المناعي

مدحت العطار: وصفة لا تخيب للخيوية والشباب المتجدد

يحظى عسل النحل بمكانة مهمة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، لما له من فوائد غذائية وعلاجية، فنجد سورة كاملة في القرآن باسم "النحل"، هذه الحشرة متعددة الفوائد، فقال الله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. وبين العادات اليومية والأراء العلمية المتخصصة نبقى وهذه التفاصيل عن فوائد عسل النحل..

اهتمت العديد من الأبحاث والدراسات باثبات الفوائد العلاجية للعسل، من بينها دراسة أظهرت أن العسل يملك خصائص يستطيع من خلالها مقاومة الجراثيم، كما أظهر فعالية ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي طورَّت أجهزتها المناعية لمقاومة المضادات، ما جعل مقاومتها بالأدوية العادية أمرًا صعبًا.. وأوضحت الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني الاسترالية،أن العسل يمكن أن يحل محل كثير من المضادات الحيوية المستخدمة في معالجة الجروح كالمراهم والكريمات المختلفة، كما أن استخدامه كوسيلة مساعدة للعلاج يزيد من عمر المضادات الحيوية".

وبحسب القائمين على الدراسة فإن العسل يعتبر من أكثر المواد تعقيدًا في تركيبته، إذ يحتوي على ما يقارب الـ800 مركَّب، وهذا التعقيد يجعل من الصعب على العلماء أن يدركوا تمامًا الآلية التي يقوم من خلالها بمقاومة البكتيريا وقتلها.

مثالي للأطفال
كما أكدت دراسة أخرى أجراها المركز القومي المصري للبحوث أن عسل النحل أثبت فاعليته في علاج كثير من أمراض الأطفال‏،‏ وأنه يفيد في علاج حالات الدوسنتاريا والتقلصات المعوية للرضع‏،‏ وكذلك الإسهال الحاد حيث يمتص السموم ويقتل البكتيريا‏،‏ كما أنه يفيد في منع التبول اللا إرادي‏.‏. كما أكد د.أحمد جعفر حجازي- أستاذ المناعة بالمركز والمشرف على الدراسة أن العسل يساعد على نمو العظام والأسنان ووقاية الأطفال من خطر الكساح لاحتوائه على الكالسيوم والفوسفور، كما أنه يعالج التهابات اللثة واللسان وتسوس الأسنان وتشقق الشفاه لاحتوائه على مادة الفلور.. أيضًا يعالج ضعف البنية لدى الأطفال وفقر الدم والأنيميا لاحتوائه على فيتامينات B1،C، كما يعمل على زيادة نسبة الهيموجلوبين بالدم ويقوي المناعة خاصة للأطفال الرضع.. ويساعد أيضًا في عملية هضم البروتين، كما أنه مهدئ جيد للسعال الجاف، وذو تأثير ملطف لالتهاب اللوزتين والحلق، ويفيد في حالات صعوبة الابتلاع وجفاف الحلق.. كما أن العسل أكثر ما يحتاج إليه الطفل الرياضي، فهو يعوض جسمه مما فقده بسبب المجهود الجسماني أو الذهني، كما أنه مصدر جيد للطاقة والفيتامينات.

شباب متجدد
ويقول اكرم احمد طالب إنه حريص على تناول ملعقة من عسل النحل يوميًا بعد أن نصحه مدربه لكرة القدم على جعل هذا الأمر عادة لا تنفصل عن حياته، خاصة إذا أراد أن يحترف المجال الكروي، لما لعسل النحل من فوائد كثيرة، إلى جانب إمداده بالنشاط والحيوية.

بينما يؤكد حسام عربي أن هذه العادة تصاحبه منذ اكثر من ثلاث سنوات، حيث اعتاد أن يتناول ملعقة عسل نحل يوميًا أو ملعقتين من العسل الأسود مع إضافة قليل من عصير الليمون كمطهر للمعدة.

في حين ترفض سلوى محمد تناول العسل، موضحة إلى أنه من الاطعمة التي لا تحب ان تتناولها على الرغم من معرفتها بفوائده الغذائية والعلاجية.. ومع ذلك تؤكد أنها حريصة على أن تقدمه لأطفالها، إدراكًا منها بأهمية عسل النحل في تقوية الجهاز المناعي خاصة بالنسبة لصغار السن.

بينما يؤكد مدحت العطار انه تجاوز من العمر 65 عامًا ومع ذلك يشعر بحيوية ونشاط رجل في الأربعين من عمره، وبرر ذلك بأنه تعود منذ صغره على تناول عسل النحل كوجبة أساسية يوميًا إما في الإفطار أو في العشاء.. مؤكدًا انه بلا شك وصفة لا تخيب للخيوية والشباب المتجدد.

ينظِّم مستوى السكر
إلى ذلك، يؤكد د.عبدالرحمن عطية رئيس قسم الأغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد جامعة حلوان أن للنحل فوائد عديدة من حيث مقاومة الأمراض، فمن منتجات مملكة النحل العسل والصمغ والشمع وحبوب اللقاح.. وإذا تحدثنا عن العسل فيفضل شرب العسل كما هو أو تخفيفه بماء بسيط دون تسخينه، كما يفضل البعض شربه مع الحليب.

ويشير إلى احتواء العسل على المركب الأساسي سكر الفركتوز، وعند تناول الانسان للعسل فان هذا السكر يمتاز بانه بطئ الامتصاص، ويعمل على حفظ مستوى السكر في الدم، وبالتالي فإن مريض السكر لا يخشى من تناول عسل النحل الطبيعي، لكن دون أن يفرط في تناوله، موضحًا أن مريض السكر يكفيه نصف ملعقة صباحًا، كما يحتوي العسل على هرمون يشبه الانسولين ما يؤدي إلى تنظيم مستوى السكر في الدم فضلا على احتواء العسل على نسبة عالية من السكر، فينشط البنكرياس لافراز الانسولين.

ولفت أيضًا إلى احتواء العسل على مواد مؤكسدة مثل الكتالاز التي تجعل هذا السكر اكثر سهولة في الجسم، فلا يتسبب ارتفاع نسبة السكر بل يمد الجسم بالطاقة والنشاط، ويعمل على تنشيط الامعاء ومقاومة عملية التخمر فيها، ويمنع الامساك، ويسهِّل عملية الإخراج، كما يزيد من نسبة الهيموجلوبين في الدم، ومن هنا تأتي أهميته للأطفال الصغار الذين يعانون من انخفاض نسبة الهيموجلوبين.

وبحسب عطية فإن تناول ملعقة من العسل صباحا يساعد الانسان على النوم الهادئ مساء، ويقلل من احساسه بالقلق، مشددا على أن العسل بتركيزه العالي من السكريات وانخفاض نسبة الرطوبة فيه يؤدي إلى ايقاف نشاط ونمو الميكروبات المرضية، وبالتالي لا تعيش هذه الميكروبات في العسل، فهو مادة مضادة للبكتيريا.. كما أن احتوائه على بعض العناصر المعدنية ذات التاثير الحامضي والقلوي يقلل من قرحة المعدة.

مرطِّب للجلد والبشرة
بينما يشير د.عبدالعزيز حجازي استشاري التغذية العلاجية إلى أن عسل النحل احد أنواع ومصادر سكر الجلوكوز التي يصعب على الجسم تحويلها إلى دهون، حيث يتم تحويل معظمه إلى طاقة، لذلك هو من نوع السكريات المسموح لمرضى السكر بتناوله، بالإضافة إلى أنه لا يتسبب في الإصابة بالسمنة طالما هناك حركة تقابل تناوله.

كما أن تكوين عسل النحل يحتوى على كثير من العناصر التي تزيد من كفاءة جهاز مناعة الجسم، ويعتبر علاج مثالي لاضطرابات القولون والمعدة، وهناك العديد من الأبحاث التي تؤكد على احتوائه على مضادات البكتيريا التي تساعد الجسم على التخلص من اضطرابات الامعاء والتهابات المعدة.

وأوضح حجازي أن عسل النحل يختلف عن معظم السكريات حيث أنه من الصعب أن يتسبب في اصابة المعدة بحموضة بعد تناوله، لأنه ليس من المواد التي تؤدي إلى تهيج جدار المعدة مثل معظم السكريات.. كما أن للعسل فائدة كبيرة في التئام الجروح والحروق والقرح، إضافة إلى ترطيب الجلد ومقاومة الجفاف الذي قد يصيب البشرة.

فيه شفاء للناس
من المواضع التي ذكر فيها العسل في القرآن الكريم ما جاء في سورة "محمد" حيث قال الله سبحانه وتعالى: "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفى".. وعُرف عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان محبًا للعسل، وأكد على أهمية تناوله لما له من فوائد تحمي وتقي الجسم من كثير من الأمراض، فقال صلى الله عليه وسلم: "خير دواء العسل"، وروى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لعق من العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء"، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول نعمة ترفع من الأرض العسل"، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالشفائين العسل والقرآن"، وغيرها من الأحاديث.

منى الموجي - القاهرة تاريخ آخر تحديث: 16.03.2015

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/