العسل.. ما يزال أقدم غذاء وعلاج للبشر يحتفظ بتنوع فوائده

العسل.. ما يزال أقدم غذاء وعلاج للبشر يحتفظ بتنوع فوائده

عمان - منذ نشأة الإنسان، والعسل واحد من أطعمة وأدوية البشر التي اعتمدوا عليها في عيشهم، قبل اكتشافهم للخبز والألبان والحبوب، واستعملوه في علاج أمراضهم، وبقي حافظا لقيمته الغذائية والعلاجية حتى يومنا، على الرغم مما طرأ من تغيرات على طبيعة استخدام الغذاء والدواء في عصرنا.
وأكد عاملون في حقول الطب البديل، أن العسل من العلاجات الفاعلة والجيدة لبعض الأمراض، إذ استشهد بعضهم بقوله تعالى "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة النحل(68).
وعبر ما مضى من قرون، ظل العسل سر صحة للبشر، إذ اعتبره القدماء رمز الصفاء، وسراً من أسرار الحياة، وكان الفراعنة يقدمونه لأطفالهم حين ولادتهم، دليلا على السعادة الدنيوية، أما الرجال فكانوا يقدمونه لزوجاتهم، تعبيراً عن سعادتهم بهن، بينما اعتمد المعمرون عليه كغذاء رئيسي.
ويذكر مؤرخون أن عالم الرياضيات الإغريقي الشهير "فيثاغورس"، عاش أكثر من تسعين عاما، وكان طعامه يتألف من الخبز والعسل، بينما أوصى أبو الطب "أبو قراط"، الذي عمر أكثر من 108 أعوام بتناوله لمن يريد حياة أطول وصحة أفضل.
في هذا الجانب يبين، مدير مديرية بحوث النحل في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي ورئيس الاتحاد النوعي للنحل الأردني الدكتور نزار حدادين، يبين أهمية العسل في الغذاء والعلاج.
ويلفت حدادين الى أن "الاتحاد يجري أبحاثا تطبيقية، لمعرفة أنجع الوسائل التي تساعد النحالين في تربية النحل لإنتاج العسل".
ويضيف أنه يجري انتخاب سلالات نحل محلية نوعية، تتأقلم مع الظروف والمناخ المحليين، ويوزع سنويا 2000 بيت ملكي على النحالين و5000 عبوة مبيد لمكافحة الدبور الأحمر مجانا. ويقول حدادين إن "الاتحاد ينتج من العسل 20 % هي إجمالي الاستهلاك المحلي، وتعتاش على العمل فيه 3 آلاف عائلة، 70 % منهم من ذوي الدخل المحدود، ليشكل جانبا مهما من وسائل مكافحة الفقر".
ويضيف أن "ميزة الاردن، أنه يتمتع بوجود 2500 نوع من الازهار المختلفة، تحمل خواص علاجية وطبية، الى جانب عدم وجود حيازات زراعية كثيرة، ما يجعل العسل متنوعا".
ودعا حدادين المواطنين الى "عدم شراء العسل من المولات والمحال الضخمة بأسعار خيالية، مبينا أنه يباع عند النحالين المحليين من 15 إلى 20 دينارا للكيلو غرام وهو طبيعي 100 %". بدوره، يوضح رئيس الاتحاد محمود العوران أن "العسل يتكون من 19 مادة حيوية ومفيدة للجسم، منها البروتين الذي يعطيه الطاقة الحرارية، ويساعد في نمو العضلات والكربوهيدرات على شكل سكريات سهلة الهضم والامتصاص، وفيتامينات (ب1) و(ب2) و(ب6)، المفيدة في حالات شلل الأعصاب وتنميل الأطراف والأمراض الجلدية والتهابات العين".
كما يبين العوران أن العسل يحتوي أيضا على فيتامين "E" وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والمنغنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريت والكلورين.
ويقول إن "كل مائة غرام من عسل النحل، تعطي نحو 294 كيلو سعرا حراريا من الطاقة، كما يشتمل العسل على أنزيمات، تلعب دورا في إتمام العمليات الحيوية في خلايا الجسم، ويستطيع حفظ المكونات الفيتامينية أكثر من الفاكهة أو الخضراوات".
ويضيف "لكي تجمع النحلة كيلوغراما واحدا من العسل، تنتقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة، محيط الأرض على خط الاستواء".
ويبين أن اللون الأساس للعسل ينتج من مكونات ذائبة ذات أصل نباتي مصدره الرحيق، إذ يتأثر بدرجة الحرارة، فيميل إلى اللون الداكن إذا اشتدت درجة الحرارة في موسم الرحيق.
وتمتاز أنواع العسل كافة، وفق العوران، بأنه سهل الامتصاص والتمثيل الغذائي، ويعتبر غذاء مناسبا يعيد الحيوية والنشاط، خصوصا لمن يبذلون مجهودا جسديا كالرياضيين.
ويميل العسل الطبيعي للتبلور عند انخفاض درجة الحرارة عن الحد الأدنى لحرارة خلية النحل، وهي 20 درجة مئوية، وتختلف سرعة وحرارة تبلور كل نوع منه عن الآخر باختلاف المصدر الرحيقي.

عبدالله الربيحات الغد الاردني
الجمعة 14 آذار / مارس 2014. 12:00 صباحاً
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/