لسعات النحل قد تكون قاتلة

لسعات النحل قد تكون قاتلة
الطبيبة فاطمة عزيزي قالت إن خطورتها تزداد عند حدوثها في الفم أو العنق أو الرأس
قالت فاطمة عزيزي، طبيبة عامة إن خطورة لسعات النحل قد تؤدي إلى الموت في بعض الحالات بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بحساسية مفرطة منها والذين لا يتلقون العلاجات الضرورية في أسرع وقت.
وأكدت فاطمة عزيزي أن الحساسية للسعات النحل تختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف الأعراض أيضا. عن أنواع الحساسية من لسعات النحل وأعراضها وكيفية علاجها والإسعافات الأولية ومواضيع أخرى التقت "الصباح" فاطمة عزيزي وأجرت معها الحوار التالي:

هناك بعض الأشخاص الذين يعانون حساسية مفرطة من لسعات النحل، فما أسباب ذلك؟
يعاني بعض الأشخاص حساسية مفرطة من لسعات النحل شأنها في ذلك شأن الحساسية التي تنتج عن تناول أدوية أو أغذية معينة. ويؤدي احتواء لسعات النحل على مواد بروتينية إلى حدوث حساسية واستنفار الجهاز المناعي وبالتالي فذلك يعد السبب المباشر في حدوث حساسية مفرطة.
ولابد من التأكيد على أن هناك ثلاثة أنواع من الحساسية تختلف تبعا لشدة تفاعل كل شخص مع لسعات النحل.
وفي هذا الصدد، فالنوع الأول من الحساسية يعتبر عاديا وينتشر بكثرة ويحدث عنه تورم صغير مصحوب بقليل من الحكة والإحمرار حول مكان حدوثها وعادة لا تكون لها خطورة وتختفي في مدة تتراوح ما بين 12 و24 ساعة.
أما النوع الثاني من حساسية لسعات النحل فينتج عنها تورم أكبر وعادة لا تكون خطورتها كبيرة رغم أنها أصعب بقليل من النوع الأول من الحساسية.
وفي ما يخص النوع الثالث من الحساسية فهي تعتبر مفرطة جدا لمادة البروتيين، إذ تؤدي إلى ما يعرف ب"صدمة الحساسية" وتكون حالة المصاب باللسعة خطيرة وتتطلب تدخلا طبيا سريعا.

ما هي أهم الأعراض الناتجة عن لسعات النحل بالنسبة إلى المصابين بحساسية مفرطة؟
تكمن خطورة الحساسية من لسعات النحل بالنسبة إلى الحالة الثالثة في ظهور أعراض تتمثل في تورم في الشفتين وانتفاخ اللسان وانتفاخ الجهاز التنفسي بشكل عام وظهور حساسية في الجسم بكامله تكون عبارة عن انتشار بقع في الجسم مصحوبة بحكة ودوخة وغثيان وتقيؤ وصعوبة في التنفس وصعوبة في البلع وانتفاخ في العينين وارتفاع الحرارة وارتعاش.
وتتجلى خطورة لسعات النحل كذلك بالنسبة إلى المصابين بحساسية مفرطة منها في حدوث اضطرابات في القلب وخفقان وانخفاض الضغط، كما أن هذه العوامل تؤدي إلى فقدان الوعي وأحيانا تصل خطورتها إلى الموت في بعض الحالات الخطيرة.
وفي هذا الصدد، ينبغي عند ظهور الأعراض سالف ذكرها التوجه إلى قسم المستعجلات في أقرب وقت من أجل التدخل الطبي السريع.
وأود أن أشير إلى أن لسعات النحل تزداد خطورتها عند حدوثها في الفم أو العنق أو الرأس، إضافة إلى التعرض إلى عدة لسعات في وقت واحد وأحيانا تكون أكثر من 30 لسعة.

هل تكون حدة لسعات النحل أكثر عند الأطفال مقارنة مع الأشخاص البالغين؟
ليس هناك فرق كبير وإنما الأمر مرتبط بمدى حساسية الشخص سواء الطفل أو البالغ للمواد البروتينية التي تفرزها النحلة أثناء اللسع والمؤدية إلى استنفار الجهاز المناعي.
ولهذا فإن خطورة لسعات النحل ترتبط بحساسية الشخص لذلك.

كيف يتم علاج لسعات النحل؟
تتلقى الحالات الخطيرة المصابة بلسعات النحل علاج خاص في أقسام المستعجلات وتكون عبارة عن حقن وتدابير طبية تندرج في إطار الإسعافات المستعجلة والعناية الخاصة والمكثفة من بينها تزويد المصاب بالأوكسجين نتيجة صعوبة التنفس ووضع حقن لادرينالين.
وفي هذا السياق، ينبغي على كل الأشخاص الذين يعانون حساسية مفرطة للسعات النحل أن يحملوا معهم حقن "لادرينالين" أو حبوب كورتيزون.

ما هي الإسعافات الأولية التي ينبغي القيام بها لمن ليست لهم حساسية مفرطة؟
تتجلى الإسعافات الأولية بعد التعرض للسعة النحلة في اقتلاع الإبرة بسرعة خلال الثواني الأولى، كي لا يتسرب سم لسعة النحل أكثر. وينبغي إزالتها بواسطة الأظافر دون استعمال آلة أخرى مثل "ناتف الحاجبين" ودون ضغط أو حك، إلى جانب غسل مكان اللسعة بالماء والصابون واستعمال مادة معقمة.
وعند ظهور الإحمرار يمكن وضع ثلج لمدة عشر دقائق، كما ينبغي على أي شخص التأكد من تلقيحه ضد داء الكزاز، إذ يمكن للسعة النحل أن تحمل الفيروس.

هل تشكل لسعات النحل خطورة بالنسبة إلى المصابين بأمراض معينة مثل السكري والقلب والشرايين؟
إذا كان بعض مرضى السكري ومرضى القلب والشرايين يعانون حساسية مفرطة من لسعات النحل فإنه ينبغي نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات اللازمة.
أما في ما يخص المصابين بالسكري وأمراض القلب والشرايين الذين لا يعانون حساسية مفرطة من لسعات النحل فالأمر لا يشكل أي خطورة عليهم ويكفي وضع الإسعافات الأولية.
وعلى العموم فالطبيب المعالج لمرضى السكري وأمراض القلب والشرايين غالبا ما يقدم النصائح الضرورية لهم.

أصبحت لسعات النحل تستعمل في علاج العديد من الأمراض، فما تعليقك على الموضوع؟
إن العلاج بواسطة لسعات النحل يعتبر من الطرق التي كانت تستعمل قديما، وحاليا أصبحت تستعمل بطريقة علمية وتدخل في إطار الطب البديل من أجل علاج مجموعة من الأمراض المزمنة وفي مقدمتها آلام الظهر والروماتيزم والرقبة.
لكن ما ينبغي التأكيد عليه أن العلاج بواسطة لسعات النحل يعتبر مجرد مسكن للآلام لأنها تعود للظهور مجددا بعد مدة ولا تختفي بشكل نهائي.

أمينة كندي نشر في الصباح يوم 27 - 01 - 2014
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/