ألف أسرة تعمل في تربية النحل..

ألف أسرة تعمل في تربية النحل..
"شبشير الحصة".. قلعة العسل بالغربية بلا بطالة



"قلعة تربية النحل وإنتاج العسل الأبيض".. هكذا توصف قرية "شبشير الحصة" التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، والتي يعمل بها أكثر من 1000 أسرة في مجال تربية النحل وتصدير منتجاته، الأمر الذي قضى على مشكلة "البطالة" بداخلها، على حد وصف الكثير من أبنائها.

أيمن عثمان، مدير إحدى شركات تصدير العسل العاملة بالقرية - يروي لمراسلة "مصر العربية" تاريخ مهنة تربية النحل في قريته، قائلا: "هذه المهنة كانت بدايتها الخلايا الطينية لكنها كانت تتسبب فى إصابة المربين بكثير من الأمراض، مما دفع البعض لتركها، فكادت المهنة تنقرض وسط تجاهل المسؤولين، إلا أن المربين وأصحاب محطات إنتاج وتربية النحل قاموا بتطوير المهنة التى ورثوها أبا عن جد باستخدام الخلايا الخشبية بدلا من الطين".

وعن مراحل تربية النحل قال: "تبدأ رحلة تربية النحل باختيار موقع لإنشاء المنحل به ويجب أن تتوافر فى هذا الموقع عدة شروط منها، أن تكون المنطقة المحيطة بموقع المنحل غنية بالمراعي، وأن يكون بعيدا عن شبكات المحمول والطرق وكل ما يؤثر على الجهاز العصبى عند النحل والذى يجعلها تخرج من مكانها وتعود إليه مرة ثانية بنفس السرعة والزاوية".

واستطرد قائلا: "بعد ذلك يقوم النحال بشراء طرد النحل من الشركة ليضعها فى الخلايا الخشبية والتى يتكاثر فيها النحل حتى يأتى موسم قطفة العسل والذى يتوافق مع مواسم الموالح والبرسيم والقطن وكذلك محاصيل حبة البركة والكافور والينسون وتأخذ هذه العملية حوالى 5 شهور".

وفيما يتعلق بمنتجات النحل، أوضح "أنها لا تتوقف فقط على العسل بل هناك أيضا حبوب اللقاح وغذاء الملكات وصمغ النحل (البروبلس) وحبوب اللقاح التي تعد من المنتجات الأساسية التى تحتوى على مواد بروتينية يعيش عليها النحل ويتم جمعها بمصايد خاصة وتجفيفها وتعبئتها وتسويقها وهى تمد الإنسان بقدر كبير من الفيتامينات والحديد والأملاح المعدنية كما تعد علاج أساسي لمرضى الكبد ومقوى عام".

وأضاف: "بالنسبة لغذاء الملكات فهى مادة كريمية ينتجها النحل من غدد خاصة ويستخدمها الرياضيون كمقوى عام وكذلك لها أهمية كبيرة بالنسبة لتقوية ذاكرة الأطفال، أما البروبلس فهو يعتبر مضاد حيوى طبيعيًا يعالج جميع أمراض المعدة والجروح والحساسية بأنواعها".

وعن دور شركات تصدير العسل، يقول عثمان: "الشركة تأخذ منتجات النحل من عسل وحبوب لقاح وغذاء ملكات وغيرها من النحال مربى النحل فى شكل طرود وتقوم بتصديرها للدول العربية، والأوروبية وكل هذا بدون دعم من الدولة وهو ما يعرضنا لبعض الخسائر فى بعض فترات العام مما يهدد بانقراض المهنة".

ولفت إلى أن شركته تواجه العديد من المشاكل أهمها رفض المطار فى حالات كثيرة استقبال النحل المصدر داخل ساحات مكيفه أثناء انتظار الطائرة وهو ما يتسبب فى خسارة فادحة، حيث إن الشحنة الواحدة قد تصل قيمتها إلى 150 ألفًا، وفي حال عدم وضع النحل فى درجة حرارة من 10 إلى 15 درجة مئوية تموت كل هذه الكمية فورا وتقع الخسارة على صاحب الشركة".

بدون بطالة
الشيخ عمر مخلوف، أحد أبناء القرية العاملين في هذا المجال يتحدث هو الآخر لمراسلة "مصر العربية" عن تربية النحل بالقرية قائلا: "هذه المهنة توارثها أبناء القرية أبا عن جد ولم يساعدهم أحد على تطويرها أو الارتقاء بها بل اعتمدوا اعتمادا كليا على الجهود الذاتية بداية من صناعة الخلية ووصولا لإنتاج العسل وتصديره".

وأوضح أن هذه المهنة قضت على البطالة في قريته وقرية حصة شبشير التابعة هي الأخرى لمركز طنطا، مشيرا إلى أن الكثير من شباب القريتين حديثو التخرج يجد فرصته في تعلم كل ما يتعلق بتربية النحل ومن ثم يستطيع إقامة مشروع تكسب منه في هذا المجال .

وبين أن "ثمن الخلية الواحدة يبلغ 300 جنيه فيستطيع الشاب شراء عدد من الخلايا ليبدأ مشروعه"، موضحا أنه بجانب أصحاب المشاريع فإن هناك كثيرين لا يستطيعون تحمل تكلفتها لكن يمكنهم العمل فى المناحل والشركات التي تعمل في هذا المجال خاصة في مواسم الجني، حيث تصل أجرة الفرد في اليوم الواحد إلى 150 جنيها في حال عمل ورديتين.

دور الدولة الغائب
وعن دور الدولة في حماية هذه المهنة، اشتكى مخلوف من غياب دور الحكومة في هذا الجانب، مشيرا إلى أن النحالين في القرية، هم من يتولون مسؤولية حماية هذه المهنة بأنفسهم لدرجة انهم هم من يبتكرون علاج الأمراض الخاصة بالنحل، أو البحث عن علاجات مستوردة.

وأوضح أنه حتى الوحدة الزراعية الموجودة بالقرية لا يوجد بها متخصص فى تربية النحل رغم أن القرية تعد الأولى فى هذا المجال بمصر.

واستطرد قائلا: "لولا ظهور شركات تصدير العسل في القرية والتى لا تتعدى 3 شركات لانقرضت مهنة النحال من قديم الأزل لأن مصر من الدول التى تعد أقل الدول استهلاكا للعسل ولذا ينخفض مستوى بيعه بدرجة كبيرة برغم العناء الذى يجده النحال فى تربية النحل ومتابعته لحين إنتاج العسل".

وفي الختام، طالب الدولة بتوفير سوق محلي لتسويق العسل ومنتجات النحل الأخرى، على غرار الفلاح الذي يجمع محصوله وإرساله للشونة التابعة للجمعية الزراعية ويتقاضى مقابل محصوله مبلغا ماديا يستطيع من خلاله أن يمارس عمله الزراعى من جديد. وطالب أيضا بتأمين على حياة النحال الذى يتعرض لمخاطر كثيرة، على حد وصفه.

بدوره اشتكى حلمى رضوان، صاحب شركة أخرى لتصدير النحل ومنتجاته، هو البخر مما وصفه بغياب دور الدولة في الاهتمام بهذه المهنة قائلا: "مراكز البحث العلمي بمصر لا تهتم بدراسة الأمراض التى تصيب النحل واكتشاف العلاج المناسب لتلك الامراض، وهو ما يجعل الحمل كبير جدا على النحال وأصحاب الشركات التى تعانى معاناة كبيرة فى الحصول على الأدوية المناسبة لأمراض النحل حتى لا يخسر مصدر رزقه الوحيد".
وأشار إلى ان فوائد منتجات النحل العلاج لا تقتصر على الغذاء فقط، بل في العلاج أيضا، مشيرا إلى مادة مستخرجة من النحل تسمى "سم النحل" بها 24 صنفا من المضادات الحيوية، وتستخدم فى علاج فيروس سي وخشونة المفاصل والصدفية والدوالى والسكر، على حد وصفه.

هبة أسامه مصر العربية في: السبت, 28 سبتمبر 2013

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles