تربية النحل مشاريع اقتصادية يمارسها الهواة

تربية النحل .. مشاريع اقتصادية يمارسها الهواة



كركوك – نهضة علي
تربية النحل هي احدى وسائل الاقتصاد الزراعي التي تسهم في توفير العسل ومنتوجات خلية النحل الاخرى التي اصبحت علاجا اساسيا للكثير من الامراض واستخدامات التجميل والتغذية، الامر الذي ادى الى التوسع في اقتنائها وازدياد الطلب عليها لدى الكثيرين،

تربية النحل هي احدى وسائل الاقتصاد الزراعي التي تسهم في توفير العسل ومنتوجات خلية النحل الاخرى التي اصبحت علاجا اساسيا للكثير من الامراض واستخدامات التجميل والتغذية، الامر الذي ادى الى التوسع في اقتنائها وازدياد الطلب عليها لدى الكثيرين، وافتتحت أسواق ومناحل عديدة في المزارع والبيوت لانتاج عسل النحل ومكونات الخلية الاخرى لتصبح مصدرا مدرا للدخل، فضلا عن مساهمتها في تقليص البطالة من خلال توفير فرص عمل للتربية والانتاج والتوزيع، وكغيرها من عمليات الانتاج الحيواني فهي تبحث عن تسهيلات ودعم من قبل المؤسسات المعنية التي يمكن ان توسع من قاعدة تربية النحل وزيادة انتاج العسل في العراق .

تربية النحل
الطبيب البيطري احمد محمد خلف مربي يمتلك مزرعة كاملة لتربية النحل تحتوي على 150 خلية قال: للنحل عالم خاص ولتربيته شروط، اهمها وجود مزرعة تتوفر فيهاعلى الاقل5000وردة تقريبا وتكون ذات اشجار معينة كاشجار الكالبتوز والرمان والخوخ والعرموط والزيتون، والخلايا البرية تحب الصبير والخرنوب،موضحا ان ابسط معدل انتاج للخلية الواحدة هو 10 كغم سنويا في الظروف الطبيعية في حال عدم وجود الغبار والرياح العالية لان النحل حساس ويكره التلوث البيئي والتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والضجيج كصوت المولدات، العطور، الالوان، فهو يفضل اللون الابيض ويتحسس من الاحمر والاسود، واضاف: الخلية ذات الطابقين تنتج 20 كغم وهي تحتاج الى مراقبة شديدة من قبل اختصاصين ذوي خبرة لحمايتها من الاصابة بالامراض، وتحتاج الى توفير اللقاحات عند الحاجة وتنظيفها وتدقيق اعدادها ومراقبتها بعد ان (تسرح) ومن ثم تعود، واوضح خلف ان النحل يمتلك500عدسة في عينه حسب البحوث والدراسات، ولديه لغة ومحاكاة عند اكتشاف مكان للطعام، اذ يقوم بالابلاغ عن مكان وجوده، مشيرا الى ضرورة ان يكون صاحب الحقل على علم ودراية في مراقبة الخلايا والتحقق من كميات العسل الموجودة فيها، ففي حال نقصان كميات العسل داخل الخلية تشير الحالة الى ان النحل يأكل العسل، الامر الذي يستدعي تفريغه مرة اخرى وهذا يؤدي الى اصابة الخلية بالعفن وامراض (التقمل) الذي يأكل اجنحة النحل، ويصاب النحل بالاسهال ايضا، وهنا يقع الدور على المربي والاختصاصي لمكافحتها وبين الطبيب البيطري ان للمهنة اسرارا عند الضروريات يتم استخدامها عند قلة اعداد العاملات في خلية او تكون من دون ملكة، اذ يجب ان يقوم المربي بدمج خليتين، موضحا ان العملية ليست بالسهلة على الذين يجهلون اساسيات المهنة، حيث ان النحل لايسمح بمجيء نحل اخر من خلية اخرى في خليته ويتم تمييز اصحابه من خلال الرائحة، وفي هذه الحالة يرش الخليتين بماء الورد لالغاء الرائحة الخاصة بالخلية ويدمج الخليتين، مؤكدا ان للدمج والخلط فوائد ايجابية عالية، وان الخلية من دون ملكة تعاني الضوضاء والارتباك.

أنواع وأسعار العسل
واضاف خلف ان للخلية عدة منتجات ولكل منها اهميته واستخداماته واولها مادة لسعة النحل فهي اول مادة من منتوجات العسل(لسعة النحل ) تعالج الروماتيزم وتعد اغلى انواع العسل، اذ يصل سعر الكيلو الواحد 100 دولار، لاسيما ان جمع هذه المادة صعب جدا، والنوع الاخر هو البريولس او عقبر النحل تسد به المنافذ والابواب في الخلية ويعالج امراضا كثيرة،(السرطان، الالتهابات القوية ) وحبوب لقاح النحل الذي يجلبه النحل برجله لتطعيم النحل الصغير وهو يعالج العقم والامراض النسائية.
وافاد هناك منتوج اخر هوغذاء الملكة تجلبه العاملة ويؤخذ من البيض ويستخدم في معالجة امراض السرطان والكلى والصرع ويحفظ في مكان بارد ويصعب جمعه، لانه قليل وغالي الثمن، مؤكدا ان العسل ساعد في علاج 500-700 حالة عقم في محافظة كركوك، وحذر خلف من العسل المغشوش الذي يخلط بالشيرة(الماء المخلوط بالسكر في درجات حرارة عالية ) لزيادة الكمية والربح، موضحا ان الكثيرين اصبحوا يزاولون هذه الطريقة من اجل الكسب السريع ويتفنون باضافة الشيرة لكي لاتكشف .
واوضح ان النحل فيه انواع مختلفة منه النوع الشرس واخر الهادئ، فهناك النحل الكارنيولي اليوغسلافي وهو المرغوب به في العراق لانه يقاوم الحرارة والبرودة معا ويكون لونه اسود، وهناك الايطالي وهو كثير الانتاج وكثير البيوض لكنه لايقاوم الحرارة والبرودة ولايسرح كثيرا اما انواع العسل فكثيرة ومتعددة فهناك عسل الخرنوب، العسل المر وهو من نبات الصبير ويستخدم لعلاج مرضى السكر والعسل الجبلي وعسل الازهار، واخرون استحدثوا العسل الصناعي من خلال اطعام النحل بمادة السكر، لافتا الى ان مهنة تربية النحل استقطبت الكثيرين مؤخرا حتى النساء، فهناك بعض النساء الارامل امتهنن هذه المهنة لرعاية اطفالهن، وتوجد امرأة من قضاء طوز خرماتو لديها مزرعة لتربية النحل تراجعها اسبوعيا لتبيع منتوجها من العسل ولتشتري ماتحتاجه من مبيدات ومستلزمات خاصة بتربية النحل.

الدعم
الدكتور دلشاد عزيز رسول عميد كلية الزراعة جامعة كركوك تحدث عن مزايا بناء حقول تربية النحل وفوائدها الكثيرة قائلا : وورد ذكر النحل في القرآن الكريم وهناك دلالة واضحة على الفائدة العظيمة لهذه المادة، لذا فان التشجيع على تربيته ضروري ويحتاج الى الدعم الفني والمادي والمعنوي، وهذا الامر يقع على عاتق جمعية النحالين في المحافظات وعلى عاتق منظمات المجتمع المدني التي تهتم بتنمية الاقتصاد الزراعي والحيواني مؤكدا ضرورة ان تقوم تلك الجمعيات بفتح دورات تثقيفية وتعليمية لتنمية الوعي لدى مربي النحل والنحالين لاستثمار تلك المهنة واستقطاب اكبر عدد وتوفير مستلزمات التربية بمبالغ مدعومة وتوفير الاجواء المناسبة لها، واوضح ان مربي النحل في اقليم كردستان ينتمون الى جمعيات تقيم المعارض لتبادل الخبرة والنوعية وتفرض بعض المحددات من اجل الحفاظ على المنتوج الوطني،
واضاف رسول: مربو النحل يواجهون معوقات عمل تسبب لهم بعض المعاناة،منها قلة الدعم المقدم من وزارة الزراعة مثل توفير مستلزمات التربية وبعض الامور التي تساعد في تنمية خلايا النحل وتكاثره واستخدام مبيدات عالية السمية التي تؤثرفي النحل بعد تردده على النباتات المرشوشة، اضافة الى عدم تطوير النحل او ركوده على اقل تقدير لصعوبة نقله من محافظة الى اخرى،
خاصة ان النقل يجب ان يتم خلال الليل والوضع الامني لايسمح بذلك مايؤدي الى عزوف النحالين عن التنقل، وهذا الامر يؤثر في الانتاج سلبا، كما ان العشوائية في استيراد النحل ودخول العسل المستورد من دون رقابة او ضريبة، خاصة من دول لاتشتهر بنوعية العسل الجيد يؤثر سلبا في السوق والتضارب فيه بسبب عدم وجود موصوفة للعسل العراقي ومختبرات علمية لقياس جودة العسل، وهذا ما يجب ان تهتم به المؤسسات المعنية في الانتاج الحيواني.

كركوك – نهضة علي 2013.08.19

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles