اكثر من 4000 نحال ينتجون حوالي 8000 طن من العسل في المملكة السعودية

اكثر من 4000 نحال ينتجون حوالي 8000 طن من العسل..

د. القرني: إطلاق أول جمعية لمنتجي النحل بالمملكة

تشير التقديرات أن ما بين 4000 و 5000 نحال يتمرآزون في جنوب وغرب المملكة ينتجون
حوالي 8000 طن من العسل، أوضح ذلك الدآتور عبدالعزيز بن سعد القرني أستاذ علم النحل المساعد والمشرف على وحدة أبحاث النحل بجامعة الملك سعود والمستشار بوزارة الزراعة حيث
قال إن النحالين في المملكة يتعرضون لخسائر نسبية في بعض السنوات وذلك لتنقلاتهم سعياً للبحث عن مصادر الرحيق وحبوب اللقاح وهذا يزيد من التكاليف .
وبين د. القرني أن هناك جهودا تبذل حالياً لتأسيس أول جمعية تعاونية لتربية النحل .

في البداية نود التعرف بمصطلح : Agriculture
-د. القرني: علاقة بين الإنسان والنحل موجودة منذ آلاف السنين،
ومنها نشأت تربية النحل ما زالت ومنذ قرون طويلة تمارس في كل منطقة من مناطق العالم بطرق ووسائل مختلفة ولكنها تتشابه بشكل أو بآخر.
وبداية ذلك تقريباً عام 1851 م حينما تم تصميم Apiology وباستمرارية تربية النحل وتطورها نشأ علم النحل الخلية الحديثة ذات الإطارات المتحرآة وانتشرت على مستوى العالم، تلا ذلك تصميم عدد من الأجهزة والمعدات لصهر الشمع وإنتاجه بشكل ملائم لإطارات الخلية الحديثة وآذلك صنعت فرازات العسل، وآل المعدات والأجهزة آانت تصنع لخلية ثابتة المقاسات مما ساعد على ابتكار وتصنيع أجهزة ومعدات مختلفة الأغراض، وترافق ذلك مع قيام العديد من العلماء والباحثين بدراسات واآتشافات في عالم النحل رآزت على سلوك هذه الحشرة مثل آيفية تحديد الاتجاهات ومقدرتها على العودة لخليتها من مسافات تزيد على 10 آيلو مترات، وآذلك فسيولوجيتها مثل آيفية إنتاجها للعسل وطريقة التزاوج بين الملكة والذآور التي لا يمكن أن تتم إلا في حالة الطيران وأهمية ذلك في الملكة تلقح بأقوى الذآور وهو الذي استطاع اللحاق بها في الجو، آما أدت الأبحاث إلى تعريف منتجات النحل وإجراء الأبحاث العلمية عليها لتحديد تأثيراتها الطبية والغذائية المختلفة .آما وصلت هذه الأبحاث إلى مراحل متقدمة لمعرفة
تفاصيل عمل دماغ النحلة وآيفية استجابتها للروائح الزهرية المختلفة وتحديد الجينات الوراثية المسؤولة عن خاصية التعلم في هذه الحشرة والتي تتضح بتعويدها على الربط بين المادة السكرية ولون أو شكل إناء الغذاء.
وبحث إمكانية الاستفادة من ذلك بإنتاج نحل لديه القدرة على التعرف على روائح الألغام الأرضية واآتشافها وآذلك إمكانية زراعة عدسات مصورة في جسم النحلة لتصوير مواقع يصعب الوصول إليها (مواقع العدو في الحروب مثلاً). وغير ذلك من الأبحاث مختلفة الأغراض التي لا تزال تجري في العديد من دول العالم، من هنا جاءت التسمية علم النحل .

ما مدى نجاح تربية النحل بالمملكة، وهل لها مردود مالي جيد لمربي النحل؟ :
-د. القرني: بالرغم من اعتماد تربية النحل بالمملكة على هطول الأمطار بشكل آبير مما يعرضها لعدم الثبات والخسائر النسبية في بعض السنوات وبالرغم من زيادة التكاليف التي يتكبدها النحالون بسبب تنقلاتهم من مكان إلى آخر سعياً وراء المناطق الأآثر وفرة بمصادر الرحيق وحبوب اللقاح إلا أنها تعتبر من المهن الناجحة إلى حد آبير،
فبالإضافة للمميزات الإيجابية لمشاريع تربية النحل بشكل عام مثل قلة رأس المال اللازم لبدء المشروع وسرعة دورة رأس المال وجني الأرباح خلال فترة قصيرة وغير ذلك من المميزات فإن نجاح تربية النحل بالمملكة يستند د. القرني نظرة المستهلك السعودي وإيمانه بالعسل ومنتجات النحل الأخرى آعلاج لما يعانيه من بعض الأمراض والأوجاع المختلفة، وآذلك التوجه الحالي للطب البديل والتي يدخل العسل في آثير من المشروبات والخلطات الموصوفة فيه، مما أدى إلى زيادة استهلاك الفرد السعودي للعسل والتي تعتبر من المعدلات العالية عالمياً، إضافة لذلك فإن غش العسل أحياناً يؤدي إلى بحث المستهلك عن العسل المحلي الطبيعي والذي يصبح نادراً وعالي الثمن في آثير من الأحيان، وإن آان هذا سلبياً في ظاهره إلا أنه يزيد من أرباح منتجي العسل المحلي الطبيعي ويساعد في ذلك طبعاً القوة الشرائية للسوق السعودي بشكل عام. إلا أنه وآما أشرنا سابقاً فإن بعض السنوات تعود بالخسائر على النحالين إذا لم تهطل الأمطار بمعدلات جيدة، آما أن تنقلات النحالين وبحثهم عن مناطق رعي جيدة يزيد من التكاليف وبالتالي أسعار بيع العسل .

هل هناك احصائية لعدد النحالين وآم عددهم وأين يتمرآزون؟
د. عبدالعزيز: حقيقة لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد النحالين في المملكة لكن - التقديرات تشير إلى ما بين 4000 و 5000 نحال يتمرآز معظمه في جنوب غرب المملكة بدءاً من منطقة الطائف وحتى جازان يمتلكون حوالي 800 ألف خلية نحل تنتج حوالي 8000 طن من العسل، ومرة أخرى هذه الأرقام تقديرية وليست احصاءات دقيقة .

في رأيك لماذا لم تنشأ حتى الآن جمعية تعاونية لنحالين في جنوب غرب المملكة وهل هناك جمعيات
في مناطق أخرى؟
د. القرني: الجمعيات التعاونية موضوع مهم للزراعة بشكل عام وليس فقط لتربية - النحل، وقبل أن تنشأ الجمعيات التعاونية فهي تحتاج إلى فهم دورها وأهميتها، وإذا لم يكن هناك جهود ذاتية من قبل النحالين أنفسهم أو البعض منهم للقيام بالاتصال والاقناع وشرح أهمية الجمعية التعاونية فلن تقوم ولن تتحقق الاستفادة منها، وقد سبق أن شرحنا في العديد من اللقاءات أهمية الجمعية التعاونية لتطوير أداء المناحل وزيادة تسويق العسل، وتجري حالياً جهود لتأسيس أول جمعية تعاونية لتربية النحل سيكون مقرها المنطقة الغربية من المملكة، وأتمنى حقيقة وجود أآثر من جمعية في مناطق مختلفة . أنت مع هذا الرأي؟ هناك من يطالب بعمل جماعي وعدم الاعتماد المباشر على الوزارة، هل :« الرياض » ٭
د. القرني: بكل تأآيد، وهذا ما تهدف له الجمعية التعاونية فكل ما يريده - النحالون من الوزارة يستطيعون الحصول عليه إذا انشئت الجمعية، بل سيكون هناك أآثر بكثير مما تقدمه الوزارة مثل إقامة مختبر لتحليل العسل وإصدارشهادات جودة للأعضاء مما سيسهم في زيادة الثقة بالعسل المحلي الحائز على تصريح الجمعية وبالتالي فأي عسل التعاونية . لا يحمل شعار الجمعية يكون مشكوآاً فيه، وتسويق المنتج من أهم أهداف الجمعية .

من وجهة نظرآم ما أبرز مشكلات ومعوقات إنتاج العسل وتسويقه؟ :
د. عبدالعزيز: إن معوقات إنتاج العسل هي نفسها معوقات تربية النحل بشكل عام - والتي يمكن تقسيمها إلى معوقات فنية تشمل المهارة والعلم بطرق تربية النحل ومعوقات بيئية تشمل الظروف الجوية وتأثيرها على حياة النحل وآذلك الأمراض والآفات، وغيرها من المعوقات. أما صعوبة تسويق العسل فتعود لطبيعة العسل آسلعة ذات أهمية طبية وغذائية تعتمد في تسويقها على الثقة بالمصدر نظراً لوجود العسل المغشوش ولصعوبة آشفه إلا عن طريق المختبر. ولذلك يبذل المستهلك جهداً للوصول إلى مصدر موثوق للعسل الطبيعي، آما أن العسل المحلي يواجه منافسة شديدة من العسل المستورد رغم فرق السعر الذي يكون في صالح المستورد غالباً، إلا أن المنتج الزراعي المحلي له ميزة خاصة دائماً خصوصاً إذا آان له قيمة شعبية مثل العسل أو السمن أو حتى الفقع، بل حتى الأغنام المستوردة لا تقارن أسعارها بالأغنام المحلية .

حوار - سليمان الفرحان:
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية