تربية النحل في سلطنة عمان

نظرا لما يمثله من أهمية اقتصادية ومردود وفير من الإنتاج
اهتمام متزايد لدى العمانيين لتربية نحل العسل

نحلة العسل هي إحدى نعم الله على عباده ، فهي تعطينا ما فيه شفاء لنا .. وهي الصابرة المثابرة المضحية التي تمثل أدق وأعقد المجتمعات ، ولا يجد من يتعامل معها بدلاً من أن يحبها ويحسن معاملتها . ولقد أحبها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم ) وشبه المؤمن الصالح بها وقد كثرت المتاجرة بهذه الحشرة المباركة .
وتربية نحل العسل في السلطنة مهنة زاولها الآباء والأجداد بالطرق التقليدية في المناطق المختلفة كذلك لوحظ أن المرأة لها دور أيضا في هذا المجال لذلك اهتمت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتطوير مشروع نحل العسل حيث أدخلت طرق التربية الحديثة بين المواطنين ونتيجة لذلك تضاعفت أعداد خلايا نحل العسل في السلطنة .
تعظيم إنتاج عسل النحل:
عسل النحل هو من أعظم منتجات طوائف نحل العسل ولقد ارتبط اسم النحل دائما بالعسل فإذا ذكر النحل يذكر العسل فورا وقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في القرآن الكريم وخصص سورة باسم النحل قال عز وجل فيها ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون) صدق الله العظيم. وأنه لأمر يشغل عقل النحال دائما وهو كيف السبيل لإنتاج أكبر قدر ممكن من العسل يتمتع بجودة عالية أيضا وفيما يلي أهم العوامل التي تساعد النحال في تعظيم إنتاجه من العسل ذي الجودة العالية:
أولا: العوامل الهامة في إنتاج العسل:
هناك عدة عوامل تؤثر بشكل لافت على كمية العسل الناتجة من طوائف نحل العسل وهي:-
نوع السلالة: فهناك بعض السلالات النشطة جدا في جمع الرحيق طالما توفر في المساحات الخضراء القريبة منه ومن أهم هذه السلالات السلالة الإيطالية والسلالة العمانية فهاتان السلالتان تتميزان بنشاطهما المكثف بحثا عن الرحيق أينما وجد وقد تتميز السلالة الموجودة في السلطنة بالهدوء الشديد وتتحمل ظروفا قاسية سواء من الحرارة الشديدة أو قلة الموارد الرحيقية في سنوات الجفاف لذلك فان اقتناء مثل هذه السلالة في المناطق الصحراوية أو القاسية الظروف هي السبيل الأمثل لحصاد قدر جيد من العسل.
خبرة النحال :
انه من المعروف أن صناعة تربية النحل تعتمد بشكل أساسي على ثلاثة أضلاع أساسية وهي نحل ونحال ومنطقة (مرعى) فإذا توافرت السلالة الجيدة والنحل السليم والنحال المتمرس والمنطقة ذات المرعي الجيد كان النجاح حليف هذه المهنة وإذا لم يتوفر أي عنصر من العناصر الثلاثة فأن إنتاج النحل يتأثر بشدة لذلك فإن النحال الواعي عليه أن يدرك أنه لكي ينتج قدرا جيدا من العسل لابد وأن يحرص على أعداد طائفته أو طوائف النحل الخاصة به بشكل جيد بحيث يقوم بتكثيف التغذية ومعالجة الأمراض إن وجدت والحرص على وجود ملكة شابة وملقحة بكل طائفة .
فوائد نحل العسل :
لقد ذكر الله النحل في كتابة العظيم بقوله ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) ولقد أثبت العلم الحديث أن هناك فوائد عظيمة لمنتجات النحل سواء كانت تلك الفوائد غذائية أو صحية كما يجب ألا يرتبط اسم النحل فقط بالعسل فان لم تتوافر مصادر الرحيق خارج الخلايا ما أنتج النحل هذا العسل أما المنتجات الأخرى من النحل فهي ذات فوائد عظيمة ولا تتأثر كثيراً بمصادر الرحيق وفيما يلي أهم منتجات النحل وفوائدها الغذائية والصحية.
أهم منتجات النحل:
أولاً : عسل النحل
العسل منتج ذو أهمية قصوى بالنسبة للنحل فلقد بذل النحل مجهودا عظيما في إنتاجه فيكفى أن نعرف أنه لكي تجمع الشغالة حملا واحدا من الرحيق (50ملغراما) فانه يتعين عليها أن تزور ما يقرب من 100 زهرة ولكي يتحول هذا الرحيق في النهاية الى عسل فان الخمسين مليغراما وهي حموله النحلة تتقلص الى 17 مليغرام عسل ويتحتم على النحلة نظرياً أن تقوم بزيارة 170000زهرة لكي تصنع كيلوغرام واحدا من العسل فإذا افترض أن مصدر الرحيق على بعد 5ر1 كيلومتر فانه يتعين على النحلة أن تطير مسافة 000ر121كم لكي تصنع 454غراما من العسل وبالتالي فانه لكي تصنع كيلوغراما واحدا عليها أن تطير مسافة 176000كم وهو ما يعادل 8ر3 مرة الدوران حول الكرة الأرضية عند خط الاستواء ومن المدهش في الأمر أن هذا المجهود الضخم وتلك المسافات الشاسعة للطيران تستهلك النحلة الواحد 136غراما من العسل أي بمعدل 0.7مليغرام من العسل لكي تقطع كيلومتر واحدا من المسافة فسبحان من خلق الخلق.
الشمـــــع
من المعروف أن شمع النحل من أغلى وأقيم أنواع الشموع وشمع النحل يتركب بصفة عامة من هيدروكربونات 16% ، كحولات احادية 31% ، أحماض 31% ومواد أخـرى 9% وتبلغ الكثافة النوعية لشمع النحل 96% ، ودرجة انصهاره 62 - 65م5 وهو ذو رائحة زهرية ويكون هشا سهل الكسر إذا كان بارداً على درجة حرارة 5ر15م5 أو أقل ويصير كالعجينة على درجة 49م5 ولكنه لا يلتصق بالأصابع .
الغذاء الملكي
الغذاء الملكي سائل كثيف القوام يميل الى اللون الأبيض طعمه حار حمضي سكري قليلا يذوب في الماء جزئياً وكثافته 1.1 في المتوسط وهو غذاء سريع التلف يتأثر بالحرارة والضوء والهواء ويتدهور بسرعة على درجة الحرارة العادية وهو ذو تركيب خاص يجعله يمثل بأكمله في الجسم ويمر في الدم دون الحاجة إلى عمليات هضم.
سم النحل
يفرز سم النحل بواسطة الشغالات وتكون كمية عالية في فصل الربيع والصيف (نتيجة لتوفر حبوب اللقاح) ويمكن القول ان كل شغالة تفرز ما يقرب من 15ر - 3ر مليغرام .
حبوب اللقاح
يجمع نحل العسل حبوب اللقاح من أجل استعماله الخاص فالطائفة القوية قد تجمع أكثر من 34كجم من حبوب اللقاح في الموسم الواحد يختلف تركيب حبوب اللقاح تبعاً للمصدر النباتي التي جمعت منه حيث أن نسبة البروتينات في حبوب اللقاح تتراوح بين 30 إلى 70% والسكريات 30% والدهون 5% وصبغات وهرمونات وأنزيمات وفيتامينات (3-4%) ويمكن القول أن حبوب اللقاح يحتوى على كل ما يحتاجه الكائن الحي.
البروبوليس
البروبوليس هي مادة صمغية يجمعها النحل من قلف بعض الأشجار وبراعم بعض النباتات لكي يقوم باستخدامها في سد الشقوق والفتحات في جسم الخلية وكذلك التحنيط حيث الآفات التي قد تدخل الخلية ولا يستطيع إخراجها .
طوائف نحل العسل
طائفة نحل العسل هي مجموعة من النحل تعيش معيشة اجتماعية تعاونية في مسكن خاص يسمى الخلية وتتكون طائفة النحل من ملكة وشغالات وذكور :
المكلة : وهي الأنثى الوحيدة كاملة التكوين ووظيفتها الأساسية وضع البيض وحجمها أطول من الشغالات.
الشغالات : اصغر أفراد طائفة النحل حجما وأكثرها عددا وتتراوح ما بين (20 - 60) ألف شغالة ويقع على الشغالات كل الاعمال خارج وداخل الخلية .
الذكور: تتصف الذكور بأنها ذات حجم كبير وجسمها اقصر من الملكة وليس للذكر آلة لسع ولا خرطوم لجمع الرحيق وهو غير مؤهل للعمل داخل أو خارج الخليلة ووظيفتها الأساسية تلقيح الملكة .
محتويات أقراص الشمع داخل الطائفة :
اليرقات (الحضنة ): ويختلف عددها وأعمارها حسب قوة وعمر الملكة وتوفر العوامل المناسبة لحياة النحل ومواسم التكاثر والنشاط .
) العسل وحبوب اللقاح: وتستخدمها الطائفة لتغذية الحضنة وأفراد الخلية.
شروط إنشاء المنحل
ترك مسافة لا تقل عن 2/1 متر بين الخلية والأخرى ومتر بين الصف والأخر لسهولة العمليات التحلية أو (عمليات النحالة ).
ان يكون بعيدا عن الطرق العامة وحظائر الدواجن والحيوانات .
وان يكون قريبا من مصدر ماء نقي وجود مكان مغلق، ونظيف وذلك لفرز العسل ووضع أدوات النحالة فيه ،وترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الخلية والأخرى لسهولة عمليات النحالة .
وعملية فحص خلايا النحل سهلة وغير خطيرة متى ما كنت ملما بطباع النحل واتبعت الاحتياطات الضرورية مثل استخدام أدوات النحالة وهدوء الأعصاب وتجنب الروائح العطرية .
رعاية طوائف النحل :
يكون فحص الخلايا بعد شروق الشمس عند اعتدال درجة حرارة الجو الوقوف على أحد جوانب الخلية وعدم الوقوف أمام مدخلها لأن ذلك يعيق من حركة العمل ويدخن عن مدخل الخلية قليلا وعلي فتحات التهوية في الغطاء الخارجي بحيث يدخل الدخان للداخل بعد ذلك يرفع الغطاء الخارجي ويوضع مقلوبا على خلية مجاورة أو على حوامل الخلايا ويدخل أثناء ذلك على قمم الإطارات ويفرق بين الإطارات بواسطة العتلة وتستخرج الإطارات للفحص واحداً بعد الآخر ويراعى الإطارات الذي به الملكة ويعاد كل الإطارات إلى أماكنها بالترتيب بعد انتهاء الفحص، وفحص الحضنة والتأكد من سلامة الملكة، وفحص الأقراص المحتويـة على الغذاء والتأكد من وجـود عـدد مناسب من أقراص العسل وحبوب اللقاح .وإضافة أقراص جديدة أو رفع الأقراص الزائدة عن حاجة الخلية .وتنظيف قمم الإطارات من الشمع الزائد وكذلك جدران الخلية وتنظيف قاعدة الخلية .وإزالة بيوت الملكات لمنع حدوث التطريد وملاحظة تكوين بيوت الملكات والتأكد من غرض وجودها في الطائفة .
الأعراض المرضية في النحل :
تلوث الأقراص وجدران الخلية ببراز النحل .وانتفاخ بطن الحشرة وارتعاش الأرجل وتهدل الأجنحة وعدم قدرة النحل على الطيران وزحف النحل أمام الخلية وتغير لون الشغالة إلى اسود لامع .
الآفات التي تصيب النحل :
والنحل كالحيوانات الأخرى، معرض في بعض الأحيان للإصابة بأمراض واضطرابات بعضها يصيب الحشرات الكاملة مثل الشلل والنوزيما والاكارين، والبعض الآخر يصيب الحضنة مثل: تعفن الحضنة الأميركي وتعفن الحضنة الأوروبي ومرض تكيس الحضنة .
كما ان هناك عددا من الآفات التي تصيب عسل النحل وهي :
الأكارين - الفاروا - الدبور الأحمر - قمل النحل - ديدان الشمع - النمـل - طيور الوروار - الضفادع - السحالي .
التدريب
تنظم وزارة الزراعة والثروة السمكية بن الحين والاخر دورات تدريبية في مجال تربية نحل العسل بهدف تحقيق المزيد من المعلومات التقنية والعلمية في مجال تربية نحل العسل لدى المربين والعاملين في مجال تربية نحل العسل وتأهيلهم لتحقيق النتائج المرجوة عند إقامتهم لمشاريع اقتصادية للعسل وذلك من خلال تمكين المتدربين من كسب مهارات علمية لتنفيذ مناحل عسل النحل بالطريقة العصرية التي تعتمد التقنيات المتطورة التي تراعي دائما الجانب الاقتصادي للمشروع مع رفع المردود الاقتصادي المنتظر من المنحل ، إضافة الى جعل المتدرب قادرا على إرشاد الآخرين في مجال تربية النحل بطريقة سليمة ومجدية لما تتطلبه تربية النحل من دقة متناهية يتسبب عدم اعتبارها في خسارة مادية وأخطار بدنية مؤكدة .

المصدر : جريدة الوطن الاقتصادي .

www.facebook.com/apicole