تغير المناخ يفتك بثروة المناحل المربحة فى أوروبا

تغير المناخ يفتك بثروة المناحل المربحة فى أوروبا




تسبب تغير المناخ الناجم عن التلوث البيئى فى كوارث مزدوجة بيئية واقتصادية، طالت بقعا متنوعة من العالم، بينما حصلت أوروبا على حظا وفيرا من تلك الكوارث، حين أصيب مناخها الممتاز بعدة تقلبات خلال العام الحالى، كان أحد نتائجها تراجع ثروة المناحل التى جنت عدة بلدان أوروبية أرباحا طائلة من ورائها.

ويتعرض تقرير لقناة "فرانس 24" لمشكلة تراجع إنتاج العسل فى أوروبا وعلاقته بالتغيرات المناخية.

واعتبر العام الحالى عاما أسودا للمناحل الأوروبية وتحديدا فى دول فرنسا وإيطاليا ورومانيا التى تصدرت من قبل قوائم الدول المنتجة للعسل فى أوروبا.

ووفقا لاتحاد الزراعة الإيطالى كولدايريدى فإن العام الحالى سجل أسوأ ناتج لحصاد العسل من نوعه، حيث بلغ الإنتاج 11 ألف طن من العسل أى ما يعادل ناتج حصاد العسل العام الماضى.

وأما فى فرنسا فكان الوضع أسوأ ليتراجع إنتاج العسل لنحو 9000 طنا ما يعادل ربع المعدل الطبيعى وفقا لاتحاد المناحل الفرنسية آناف.

ورغم تصدر رومانيا للدول المنتجة للعسل فى أوروبا العام الماضى بإنتاج 30 ألف طنا فإن ذلك المعدل تراجع هذا العام تحت المستوى المعتاد، وهو 25 ألف طن، وذلك وفقا لاتحاد المناحل الرومانية.

كما أفادت وزارة الزراعة الإسبانية بأن الدولة التى تصدرت الدول الأوروبية بعدد خلايا النحل لديها عانت انخفاضا فى إنتاج العسل بنسبة 5% منذ عام 2015.

ويعزي سبب ذلك التراجع فى الأغلب لموجة تقلب المناخ التى أصابت أوروبا بأكملها.

فحسب اتحاد المناحل الإيطالية، فهذا العام شهد 1000 موجة طقص متقلب بين عواصف وأمطار غزيرة وموجات حرارة شديدة ما يعادل ضعف تلك الموجات العام الماضى.

وبالنسبة لفرنسا فقد شهد الربيع الماضى موجة سقيع مفاجئة، تلتها موجة حارة للغاية يونيو الماضى ما أدى حسب اتحاد المناحل الفرنسية لصهر الشمع فى خلايا النحل وحبسها عن الخروج.

وتقول خبيرة المناحل الرومانية ماريان بتراسكو إن بلادها شهدت شحا فى الأمطار فصلى الخريف والشتاء ما أدى لكساد فى إثمار الزهور المحلية وبالتالى تراجع منتوج العسل السنوى.

وعلى العكس فى فرنسا وإيطاليا أدى المطر الغزير المتبوع بموجات الجفاف لفساد الزهور الحديثة وعدم احتوائا الرحيق المغذى للنحل ما دفع المربين بجلب غذاء خاص لها كى لا تنفق جوعا.

ويكون لتلك الأزمة تبعاتها الاقتصادية فوفقا للتقرير ستخسر إيطاليا هذا العام 73 مليون يورو من الدخل القومى ما يعزز أزمتها الاقتصادية القائمة بالفعل.

وبوقع الأزمة يجد المربون أنفسهم عالقون فى كميات هائلة من الديون وتكلفة إصلاح خسائرهم ولهذا يتمنون أن يتحسن المناخ العام المقبل، رغم أن رئيس اتحاد المناحل الفرنسية تشيلينيو لا يتوقع الأفضل.

وأشار التقرير إلى أن أعداد النحل تعانى انخفاضا الأعوام المقبلة، بسبب إقدام النحل الإناث على قتل الذكور بسبب شح الغذاء ما يعنى أن لا تحدث عمليات تلقيح واسعة فى ما بعد لإنتاج جيل جديد من النحل الأوروبى.

ووفقا لسايكلوبس الفرنسى فإن نفوق النحل يرجع كذلك لانتشار وباء فاروا الذى سببه استخدام سلالات النحل الآسيوى فى أوروبا إلى جانب استخدام الكيميائيات الزراعية.

وأوضح التقرير أن مربين العسل الأوروبيون يواجهون مشاكل أخرى، جراء استيراد العسل الصينى المخلوط بالسكر رخيص الثمن والذى ينافس بقوة.

وأفاد التقرير بأن التشريعات الأوروبية لا تلزم أى من المنتجين بتوضيح أصل العسل إذا كان أوروبيا أصليا أم صينيا مقلدا بل يتم التوضيح فقط أن ذلك العسل غير نقى حتي وإن كانت نسبة العسل الأصلى فيه لا تتجاوز 1%.

وقام المربون الإسبان بمظاهرات مطالبين بتعديل التشريعات المتعلقة بأصل العسل المتداول ولكن الحكومة الإسبانية وعدت بتنفيذ مطالبهم.

وعلى عكس التأثير السلبى لتغير المناخ على معظم دول أوروبا فإن صيفا حارا هذا العام سبب انتعاشا لتربية النحل فى الدول الإسكندنافية.

فوفقا لاتحاد المناحل النرويجى فإن الإنتاج بلغ هذا العام 1300 طنا ورغم أن ذلك لم يغطى بعد حاجة السوق المحلى إلا أنه يتخطى نسب إنتاج الأعوام الماضية كما تزايد عدد المربين لنحو 4000 مربى.

وأما الدنمارك فالمنافسة فى تزايد منذ العام الماضى لتستمر تربية النحل فيها بالانتعاش للعام الثانى على التوالى.

https://www.france24.com/en/20191004-black-year-for-european-beekeepers

أدهم السيد:نشر فى : السبت 5 أكتوبر 2019 - 7:12 م | بوابة الشروق