عـسل عـُمان مختلف ألوانه.. فيـه شفاءٌ للناس!

عـسل عـُمان مختلف ألوانه.. فيـه شفاءٌ للناس!
لعله ما من مادة غذائية تكرّر ذكرها في التاريخ بقدر: العسل... وهنالك سورة كاملة في القرآن تدعى سورة النحل..

ومن الطريف أنّه ليس هنالك مادة غذائية تتعرّض للغش بقدر العسل! (بإضافة ماء وقطر وملوّنات ومنكهات)!

كان القدماء يستخدمونه للتحلية قبل تصنيع السكر، ومن المعروف أنّه يحلي أكثر من السكر 25-35%! واستخدم منذ ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، واستعمله الفراعنة لحفظ مومياءاتهم..
تعتبر سلطنة عُمان بيئة ممتازة لتربية النحل، وحيث ‏الصناعة الزراعية من الأنشطة التقليدية كون موقع البلاد قد ساهم في إيجاد بيئة مناسبة لتربية النحل، كما يلعب التنوع البيئي بشكل ملموس دوراً في تنشيط الزراعة وتربية عسل النحل. وهنالك سلالات كثيرة للنحل في عُمان:‏ النحل العماني البري "أبو طويق"، والنحل العماني المستأنس والنحل المستورد.

وتتم تربية النحل بالأسلوب التقليدي، الذي يعتمد على التجويف الداخلي لجذوع ‏النخل، وهنالك الطريقة الحديثة التي تعتمد على عدة أنواع من ‏الخلايا الخشبية، وقد أوجدت وزارة الزراعة مناطق معزولة خاصة بتربية ‏النحل العماني فقط، منعاً للخلط بين سلالات النحل العماني والسلالات المستوردة. ويتميّز العسل العماني باحتوائه على نسب جيدة من الفيتامينات والبروتين والمركبات العطرية.

ويستخدم العسل ‏العماني، بالطب الشعبي ‏العماني لعلاج العديد من الأمراض، سواء منفرداً أو مخلوطاً مع بعض المواد والأعشاب الطبيعية. وتقدم الزراعة العديد من الخدمات البيطرية والإرشادية، إضافة ً لدعم مربي النحل، إضافة للمحاضرات والندوات والدراسات البحثيّة؛ ويبلغ إنتاج عُمان: 207 أطنان من العسل كل عام.

في ثقافتنا نقدّر العسل كثيراً: فنحن نقول عـن أحلى أيامنا بأنها: "شهر العسل"..

ونزكي الفواكه بقولنا عـن طعمها: مثل العسل..

وقد حفظه الفراعنة قديماً في قبورهم بالأهرامات؛ وتمّ تحليله في مختبرات متطورة فـُوجد أنّه ممتاز وصالح للاستعـمال البشري..

وليس العـسل بكمياته البسيطة، إلا نتاج عـمل شاق لمئات النحلات الدؤوبات في البحث عـن الرحيق.. علمًا بأنّ النحلة كي تحصل عـلى (1) كلغم من العـسل تطير مسافات تعـادل محيط الكرة الأرضية (11) مرة!.

تختلف طعـوم العـسل وألوانه بحسب بيئته والنباتات التي يجمع النحل منها الرحيق، وتقوم بعمليات استقلاب معقدة لنصل لهذا المنتج ذائع الصيت في مذاقه، وقدراته الشفائية المختلفة..

يستخدمه الإنجليز للتدليع (هوني- Honey)! أحدهم كان يصر عـلى مناداة زوجته بتعبير "هوني" بعد الزواج بعشرين عاماً؛ استغـرب صديقه.. وسأله عن ذلك، فأجابه بهدوء: "لقد نسيت اسمها"..!!

في إحدى مسرحيات ليزا كليباس وعد محبوبته التي يحاول أن يستميلها: بأن يغمرها بالحرير؛ ويطعمها العسل في ملعقة من الفضة!

ومن الحكم التي تحضّ عـلى المثابرة للحصول عـلى أفضل نتاج: "لن تحصل عـلى العـسل إلا إذا ذقت وخز النحل"..

خبر طريف في ذات السياق: أنشأ مزارعون فلسطينيون في غزة مناحل قرب حدود القطاع مع الأرض المحتلة مباشرة ليتمكن النحل من جمع الرحيق من الحقول والبساتين في الجانب الإسرائيلي. يقول الفلسطينيون في خان يونس إنّهم لم يعودوا يزرعون زهوراً في أرضهم خوفًا من أيّ توغل عـسكري محتمل في غزة. وقال مربو النحل إنّ نحلهم يقطع أربعة كليومترات لجمع الرحيق. وبالرغم من كون الأرض في المنطقة القريبة من الحدود تتعرض لتجريف ولإطلاق نار لتخويفهم من الاقتراب. لكن أصحاب المناحل ما زالوا يضعون خلايا النحل على أقل مسافة ممكنة من الحدود.

تحتوي ملعـقة العـسل الكبيرة من (21 غراما): 64 وحدة كالوري، 6 وحدات كوليسترول، وكربوهيدرات (17).

وللعـسل عشرات الأنواع:

- عسل السدر؛ عسل الحمضيات، عـسل الميرمية، عـسل القمح، عـسل البرسيم، عـسل الفراولة (الفريز)، عـسل التمرحنة.

- العسل المشع: استطاع العـلماء إثبات أنّ بعض أنواع العسل تحوي الراديوم. وهو اكتشاف عظيم الأهميّة، لأنّ احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية. وللعسل المشع أهمية علاجية كبيرة إذ يستخدم في علاج الأورام الخبيثة والسرطانات.

جاء في سورة النحل:

"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ(68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون"(69).

وحسب منظمة الأغذية والزراعة أنّ الصين، الأرجنتين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية من كبار منتجي العسل، وتأتي أوكرانيا في المركز الخامس عالمياً؛ وتعتبر المكسيك من أهم المنتجين للعسل الطبيعي حيث تنتج ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي.

في الختام: لدينا قول عامي - لا أعـتز به-: "الكسل أحلى من العسل".. ما تعليقكم؟!
sadbsata@gmail.com

الرؤية الإثنين، 09 حزيران/يونيو 2014 18:27
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/