سحر العـسل

لعـله ما من مادة غـذائية تكرّر ذكرها في التاريخ بقدر: العـسل... وهنالك سورة كاملة في القرآن تـُدعـى سورة النحل..



ومن الطريف أنه ليست هنالك مادة غـذائية تتعـرّض للغـش بقدر العـسل! (بإضافة ماء وقطر وملوّنات ومنكـّهات)!
كان القدماء يستخدمونها للتحلية قبل تصنيع السكر، ومن المعـروف أنه يحلـّي أكثر من السكر25-35%! واستخدم ثماني آلاف سنة قبل الميلاد، واستعـمله الفراعـنة لحفظ مومياءاتهم.
نقدّر العـسل كثيراً: فنحن نقول عـن أحلى أيامنا بـأنها: «شهر العـسل»..
ونزكـّي الفواكه بقولنا عـن طعـمها: متل العـسل..
وقد حفظها الفراعـنة قديما ً في قبورهم بالأهرامات، وتم تحليلها في مختبرات متطورة فوجد أنها ممتازة وصالحة للاستعمال البشري..
وليس العـسل بكمياته البسيطة، إلا نتاج عـمل شاق لمئات النحلات الدؤوبات في البحث عـن الرحيق.. عـلماً بأنّ النحلة كي تحصل عـلى (1) كغ من العـسل تطير مسافات تعـادل (11) مرة محيط الكرة الأرضية!
تختلف طعـوم العـسل وألوانه بحسب بيئته والنباتات التي يجمع النحل منها الرحيق، وتقوم بعـمليات استقلاب معـقدة لنصل لهذا المنتـَج ذائع الصيت في مذاقه، وقدراته الشفائية المختلفة..
يستخدمه الانجليز للتدليع (هوني- Honey)! أحدهم كان يصر عـلى مناداة زوجته بتعـبير «هوني» بعـد الزواج بعـشرين عـاماً، استغـرب صديقه.. وسأله في ذلك، فأجاب بهدوء «نسيت اسمها»..
في إحدى مسرحيات ليزا كليباس وعـد لمحبوبته، التي يحاول أن يستميلها، بأن يغـمرها بالحرير؛ ويطعـمها العـسل في ملعـقة من الفضة!
ومن الحكم التي تحضّ عـلى المثابرة للحصول عـلى أفضل نتاج: «لن تحصل عـلى العـسل إلا ّ إذا ذقت وخز النحل»..
خبر طريف في السياق ذاته:
أنشأ مزارعـون فلسطينيون في غزة مناحل قرب حدود القطاع مع الأرض المحتلة مباشرة ليتمكن النحل من جمع الرحيق من الحقول والبساتين في الجانب الإسرائيلي، يقول الفلسطينيون في خان يونس: إنهم لم يعودوا يزرعون زهوراً في أرضهم خوفاً من أي توغل عـسكري محتمل في غزة، وقال مربو النحل: إنّ نحلهم يقطع أربعة كيلومترات لجمع الرحيق، وبالرغـم من كون الأرض في المنطقة القريبة من الحدود تتعرض لتجريف ولإطلاق النار لتخويفهم من الاقتراب، لكن أصحاب المناحل ما زالوا يضعون خلايا النحل على أقل مسافة ممكنة من الحدود.
تحوي ملعـقة كبيرة من العـسل (21 غراماً): 64 وحدة كالوري، 6 وحدات كوليسترول، وكربوهيدرات ( 17).
وللعـسل عشرات الأنواع:
- عـسل السدر، عسل الحمضيات، عـسل الميرمية، عـسل القمح، عـسل البرسيم، عـسل الفراولة (الفريز)، عـسل التمرحنة إلخ.
- العسل المشع: استطاع العـلماء إثبات أن بعض أنواع العسل يحوي الراديوم، وهو اكتشاف عظيم الأهمية، لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية، وللعسل المشع أهمية علاجية كبيرة إذ يستخدم في علاج الأورام الخبيثة والسرطانات.
جاء في سورة النحل:
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون{69.
وحسب منظمة الأغذية والزراعة: فالصين، الأرجنتين, تركيا والولايات المتحدة الأمريكية كانوا كبار المنتجين من العسل.وأوكرانيا في المركز الخامس عالميا، وتعد المكسيك من أهم المنتجين للعسل الطبيعي إذ تنتج ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي.
في الختام: لدينا قول عـامي – لا أعـتز به- : «الكسل أحلى من العسل».. ماتعـليقكم!!

sadbsata@gmail.com
صحيفة تشرين 19/06/2013