إعلان قيام دولة العسل الجبلى فى مصر

من طرف **Admin** الجمعة 26 أكتوبر 2012, 10:39 pm

إعلان قيام دولة العسل الجبلى فى مصر

المرض.. الفقر.. الجهل مثلت الرعب فى مصرنا المتعوسة عفوا.. المحروسة فعند اجتماع هذه العناصر الثلاثة والتى أخطرها المرض فى شخص واحد نقول «رحمة الله عليه». فنجد أن الكذب.. والغش.. والخداع.. وصل إلى المرضى الغلابة الذين يتعلقون بقشة!! والسبب حالتهم التى يرثى لها وللأسف لا أحد يوقف هذه المهازل المذاعة على الفضائيات بهدف واحد فقط هو التلاعب بمشاعر هؤلاء المرضى الغلابة وجمع الأموال الحرام من لحم الحى - المريض - فلا حياة لمن تنادى!!
وكل ذلك ليس غريبا على مصرنا والبقية تأتى حيث المريض الذى باع ما وراءه وأمامه على أمل العلاج والشفاء يا ولداه.. مخدوع!! فهل سيكون التداوى فى المستقبل بالعسل الوهمى أقصد.. الجبلى؟! وبالتالى لا يصبح هناك مكان للأطباء والصيادلة ولا المستشفيات مكنش حد غلب يا موهومين!! فإذا كان العسل الجبلى يشفى من الأمراض والأورام السرطانية فلماذا لم يعالج أمراء السعودية؟! فكله لعب بمشاعر الفقراء المرضى الذين أصبحوا يمثلون الجانب الأكبر من مصرنا.. آه يا بلد!! أكذوبة العسل الجبلى المتداول فى اعلانات الفضائيات؟
لقد استغلوا حلم وحاجة المرضى بالسكر والكبد والسرطان بالشفاء وبرهنوا بالقرآن ان العسل هو الحل والعلاج من كل الأمراض.. واقتنع المواطنون بذلك واستمروا فى شراء العسل وزاد الاقبال عليه من خلال العرض التليفزيونى المستمر ليلا ونهارا.. ولكن ما هى الحقيقة؟
فقد تمكنت مباحث التموين بالمنصورة من ضبط ثلاثة أطنان من العسل الجبلى المغشوش وبين تقرير وزارة الزراعة بعد فحص العينة انها منتجة من عسل البطاطس ومضاف إليها زيت حبة البركة لتكسب المنتج طعما ورائحة طبيعية.. فتم إعدام الكمية التى كانت عبارة عن 2800 برطمان من زجاج فاخر. وأكد مدير عام بحوث النحل بالدقهلية ودمياط ان العسل السدر لا يوجد داخل مصر كما يوجد قرار بمنع استيراد عسل النحل وجميع منتجاته وهذا القرار صادر من وزارة الزراعة لأنها تحمل الأمراض ولخشية انتشارها، كما أكد ان العسل المضبوط عبارة عن مواد سكرية ومكسبات طعم وبذور غير صالحة للاستهلاك الآدمى..
وإليكم حقيقة العسل الطبيعى وفوائده يعتبر العسل من أقدم الأطعمة والأدويةالتى نشأت مع الإنسان الذى اعتمد عليه لقرون عديدة كغذاء أساسى قبل أن يعرف الخبز واللبن والحبوب، واستعمله فى لعلاج الأمراض منذ سابقة عهده، فاحتفظ بصحته وقوته إلى أن أقبلت المدنية الحديثة وغيرت وجه الحياة والغذاء.
ويتكون العسل من 19 مادة حيوية ومفيدة لجسم الإنسان، منها البروتين الذى يعطى الطاقة الحرارية ويساعد فى نمو العضلات والكربوهيدرات على شكل سكريات سهلة الهضم والامتصاص وفيتامينات «ب1» و«ب ج» و«ب6» المفيدة فى حالات شلل الأعصاب وتنميل الأطراف والأمراض الجلدية والتهاب العين. ويحتوى أيضا على فيتامين «E» وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والنحاس والفسفور والكبريت والكلورين. فكل مائة جرام من عسل النحل تعطى 294 كيلو سعرا حراريا من الطاقة وقد ثبت ان كيلو واحد من العسل يفيد الجسم بما يعادل 5،3 كيلو جرام من اللحم أو 12 كجم من الخضار أو 5 كجم من الحليب.
أما عن حقيقة العسل والسرطان فقد نشرت مجلة «أرشيف الطب الجراحى» الأمريكية بحثا متميزا يفيد بأن دهان الجروح الناتجة عن عمليات إزالة الأورام بالعسل يمنع ظهور الورم المزال فى جرح العملية. ويقول الشيخ يوسف البدرى: ان الله سبحانه وتعالى بين فى كتابه الكريم ان العسل فيه شفاء للناس وجاءت كلمة الشفاء منكرة والتنكير يعنى التعدد والشمول أى شفاء الأمراض عدة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الطب فى ثلاثة شربة عسل وشربة محجم وكية نار وأنهى أمتى عن الكى». وقد أكد هذا الحديث حديث آخر وهو «عليكم بالشفائين العسل والقرآن» وان كان فى هذا الأخير ما قال، وعموما فان الشفاء والطب أمور من أمور الدنيا والنبى صلى الله عليه وسلم تكلم فى العموميات ليس معنى هذا ان مريضا يتعرض لأى مرض يتداوى بعسل النحل لان الله تعالى قد خلق الأمراض وخلق لها الأدوية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان الله لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء فتداووا عباد الله ولا تتداووا بمحرم».
ومعنى هذا ان هناك أدوية كثيرة للأمراض التى نشأت من جديد. والنبى صلى الله عليه وسلم له طب نبوى جمعه ابن قيم الجوزى فى كتابه «زاد المعاد من هدى خير العباد» وقد تم أخذ الطب النبوى من هذا الكتاب وطبع فى طبعة مستقلة وعلق عليه الأطباء ولكن بينوا ان هذا لا يعنى ان فيها الشفاء لكل الأمراض لأن الأمراض منها ما يناسب ومنها ما لا يناسب حسب ما خلق الله تعالى وقد ذكر فى الحديث الشريف «ابتلاهم الله بأمراض لم تكن من قبل».
ومعنى هذا ان الأمراض تجد بحيث نرى أمراضا عندنا لم تكن عند السابقين من المرضى، فكلما جد مرض جدد الله له دواء وعليه فأن الذين يزعمون ان العسل الجبلى أو غيره فيه شفاء من كل الأمراض فهم لا يعلمون وعلى جهل، فالنبى صلى الله عليه وسلم عندما مرض قال «صبوا على من سبع قرب لم تحلى أو كبتها أى لم تفتح بمعنى انها تكون شديدة البرودة» وقال «ادعوا لى بالنطاسى فلان أى «الطبيب». وهذا بيان ان الأمراض تتعدد ويتعدد لها العلاج وتحتاج إلى طبيب لكى يصف العلاج وهذه العلاجات يجب أن تأخذ بحذر فإذا وجدت الأمراض يجب أن نرجع إلى الأطباء والطب لا لأصحاب العمائم.

وتقول د. مايسة شوقى «أستاذة التغذية والصحة العامة بجامعة حلوان»: ان العسل الجبلى موصوف على انه من أصناف العسل الذى يقوى المناعة لدى الإنسان فتجعله يقاوم الأمراض التى يمكن أن يتعرض لها، وقد ذكر فى القرآن الكريم والسنة النبوية ان العسل فيه شفاء للناس باذن الله لذلك لا يحتمل هنا أن نسأل عن انه مفيد أو غير ذلك فالعسل مفيد جدا ولكنه لا يمكن أن يكون علاجا.

ولكن يمكن أن نفاضل بين أنواع العسل وأصنافه فنجد ان العسل الجبلى أو السدر خصوصا يوصف للأفراد الذين يعانون من نقص المناعة والذين يتعرضون للأمراض بسهولة كبيرة ولكن لا يمكن أن نوصفه كعلاج فالفرد عندما يتعرض لمرض معين يجب عليه أن يذهب إلى الطبيب المعالج أو الجراح ويتناول الأدوية المناسبة له والتى يعطيها له طبيبه المعالج. فهناك أغذية كثيرة جدا غير عسل النحل من شأنها أيضا أن تقوى المناعة لدى الإنسان مثل فول الصويا فهو ينشط المناعة وكذلك الثوم والبصل والروزمارى. فالمريض بنقص المناعة والأورام السرطانية ننصحه بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء والدواجن المحقونة بهرمونات كثيرة وفى نفس الوقت الاكثار من الأسماك البحرية والنيلية ويمكن تناوله للدجاج غير المحقون ويتناول فول الصويا بمشتقاته من اللبن واللحم الأبيض فكلها أغذية يمكن أن تقوى المناعة أيضا وليس العسل فقط فهو يوصف في حالات البرد والانفلونزا بأن العسل يوضع على كوب ليمون لكى يخفف من آلام المريض فقط.
أما عن عسل السدر فهو غال جدا ومكلف جدا على المرضى فالكيلو يصل إلى 750 جنيها.
العسل لا يشفى بل يقوى المناعة فقط لا غير وعلى المريض ان يتجنب كل الملوثات ومكسبات اللون والطعم والرائحة إلى غير ذلك.

الغد - نبيهه صبحى

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/