مطلوب جمعية للنحالين القطريين

مطلوب جمعية للنحالين القطريين
تاريخ النشر: الثلاثاء8/5/2012, تمام الساعة 02:08 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


أكد أن المهنة تحتاج لدعم الدولة .. خالد السويدي لـ الراية:

1- عدم وجود حوافز وراء عزوف المواطنين عن تربية النحل
2- منح النحالين خليات نحل بالمجان كنوع من الدعم
3- أنتج طنين من العسل سنوياً .. ومشاكل في التسويق
4- طائر الوروار تحد يواجه المهنة .. ومطلوب دورات مكثفة للنحالين
5- تخصيص مزارع للمربين يحقق الاكتفاء الذاتي من العسل

كتب - عبدالحميد غانم :

طالب النحال القطري خالد السويدي بضرورة إنشاء جمعية للنحالين القطريين لتطوير المهنة والنهوض بها، مطالبا الجهات المختصة بتوفير معامل ومختبرات لعسل النحل وإقامة الدورات التدريبية المكثفة لتدريب النحالين، إضافة إلى دعم النحالين بتوفير الدراسات والأبحاث المتعلقة بالنحل ومنح النحالين عددا من خليات النحل بالمجان كنوع من الدعم، والعمل على إزالة الصعوبات والتحديات التي تواجه النحالين في قطر.

وقال السويدي، في حوار مع الـ الراية، إنه يعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمره 12 سنة، وفي 2004 أنشأ مناحل لإنتاج العسل والنحل والأدوات الخاصة بالنحالين .. مشيرا إلى أنه شارك في مؤتمرات دولية وفي جميع المعارض التي تقام بالدوحة ولديه سلسلة من المحاضرات سواء في المدارس أو الجامعة أو مركز أصدقاء البيئة، كما سافر إلى جميع دول أوروبا للاطلاع على مناحلها واكتساب الخبرات والتعرف على كل ماهو جديد في مهنة النحالين.

ويوجد لدى السويدي 150 خلية موزعة على أكثر من مكان في الدوحة والشحانية ومحيط جامعة قطر على حسب عدد الأشجار الموجودة.

وأضاف : قطر تعتبر بلدا صحراوية، لذلك أضع في كل مكان 30 خلية ويوجد لدينا اتفاقية مع جامعة قطر لإجراء بحث حول نوعية العسل الذي ينتج من محيط الجامعة، وسيتم طرح الإنتاج في السوق .. إنتاجنا من العسل 2 طن سنويا، ولدينا توسع آخر في مشروع المناحل بافتتاح فرع بمنطقة أبها السعودية وضعت به 75 خلية، وفي المستقبل القريب ستكون هناك توسعات أخرى في مدينة الطائف والباحة على حسب المناطق التي يوجد بها مراعي وأشجار يتغذى عليها النحل. وأوضح أن الخلية تتكون من ثلاثة طوابق، الأول يتضمن الحضانة والبيض والثاني يوجد فيه العسل أما الثالث فهو للتهوية من الحرارة والعوامل الجوية.

وعن الفرق بين العسل المختوم وغير المختوم، أوضح أن المختوم لا توجد به رطوبة والذي لم ينختم حتى الآن فيه رطوبة ويأخذ النحل وقتا حتى تتم عملية التجفيف، ولهم طريقة معينة في التجفيف بتحريك الأجنحة للوصول لعملية التجفيف.

وحول التحديات والصعوبات التي تواجه أصحاب المناحل قال السويدي : أول هذه التحديات هي طير الوروار، وهذا الطير يهجم بشراسة على النحل والطير الواحد يأكل حوالي 100 نحلة في اليوم، وإن كان فيه كثافة يمنعها من دخول الخلية لأن طير الوروار يأكل النحلة وهو يطير وبالتالي صعب مكافحته، وحاولنا كثيرا القضاء عليه لكن دون جدوى، ثم تأتي الحرارة لتشكل تحديا آخر يواجه أصحاب المناحل .. أيضا توجد صعوبات طبيعية وأخرى من صنع البشر، فمثلا البيئة والمناخ ودرجة الحرارة التي تصل إلى 50 درجة مئوية، لكننا نتكيف معها بحيث يتم وضع الماء ورفع الخلايا لتهويتها، كذلك يوجد لدينا تحد آخر وهو الجفاف، لذلك نقوم بشراء علب الماء لوضعها داخل الخلايا .. أيضا من التحديات التي تواجهنا قلة النحالين الموجودين في قطر، فالموجود منهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ويحصلون على خبراتهم من آخرين، حتى الكتب والمعلومات المتوفرة عن النحل والمهنة كلها معلومات عن دول البحر المتوسط والأجواء الربيعية مثل مصر ولبنان وتونس، والأجواء في هذه الدول لطيفة بعكس الجو في الخليج وقطر حار جدا، والمبتدىء في مهنة النحال يقرأ هذه الكتب ويطبقها فيفاجأ أن النحل كله مات، لأن طبيعة الجو مختلفة فيحدث له إحباط ويترك المهنة، لذلك نطالب بتوفير كتب ومعلومات عن تربية النحل في الأجواء القطرية تناسب الجو والبيئة والحرارة.

وطالب السويدي بدورفعال للجهات المختصة لتوفير معامل ومختبرات لعسل النحل وإقامة الدورات التدريبية المكثفة، فلا توجد مثل هذه الدورات ولا أي دعم يقدم للنحالين ومتابعتهم والاهتمام بهم .. مثلا في الجزائر يتم منح كل نحال 20 خلية مجانا كل سنة كنوع من الدعم، فلماذا لا يتم دعمنا بهذه الطريقة خاصة أن الامكانيات متوفرة. وأضاف : أنا على قناعة تامة بأنه لو تم استخدام مزارع قطر بصورة طيبة سيكون لدينا اكتفاء ذاتي من العسل في المرحلة الأولى وسنقوم بالتصدير في المرحلة الثانية، لأنني أنتج بمجهود ذاتي 2 طن من العسل سنويا وأسعى لزيادة هذه النسبة، ولو كل شخص أنتج هذه الكمية سنغطي السوق المحلي والفائض سنصدره للخارج خاصة أن العسل سلعة أساسية في كل بيت.

وأضاف أن هناك مشكلة أخرى، وهي ثقافة البيع والشراء، فيوجد تجار يغشون في العسل، والخوف أن تجار بعض الدول المصدرة تضع مواد كيماوية في العسل ليوازي المواد الطبيعية حتى لا يكتشف المستهلك إذا ما كان هذا العسل طبيعيا أم لا، وهذه المواد خطرة على الصحة العامة .. صحيح أن نسبة الغش عبر هذه الطريقة لا تتعدى 25 % لكنها موجودة وخطيرة على صحة الانسان وهنا المشكلة لأن أغلب المستهلكين يستخدمون العسل في العلاج، لذلك نحن نطالب الجهات المختصة بفحص العسل خاصة العبوات والكميات التجارية للتأكد من خلوها من أية مواد كيماوية قد تسبب السرطان على المدى البعيد.

وقال : أيضا لدينا مشكلة المستهلك نفسه، فلديه طرق بدائية جدا للتعرف على العسل الطبيعي والأصلي من المغشوش، فيلقي قليلا منه على الرمل إذا تكورفهذا يعني أنه أصلي وإذا امتصه الرمل فهو مغشوش وهي طرق ليس لها علاقة بمعرفة الأصلي من التقليد.. كما أن ثقافة المستهلك تضعنا في حيرة فيما يتعلق بتقييم السعر، كما أن هناك تنوعا في الإنتاج فمن المعروف أن النحل ينتج عسلا وحبوبا ولقاحا وغذاء ملكات وسم النحل وعجوة أو الشمع، لكن المستهلك لا يأخذ سوى العسل لذلك اتجاهنا وتركيزنا على انتاج العسل، فنحن مع رغبة المستهلك وأهملنا باقي عناصر الانتاج مع أنها كلها مفيدة.

وأشار إلى مشكلة تتمثل في شهرة بعض أنواع العسل مثل السدر مع أن القرآن الكريم ذكر أن كل الذي يخرج من بطن النحل مفيد للانسان وفي نفس الوقت عندما تسأل المستهلك عن مكونات عسل السدر يقول لك لا أعرف، ولكن عسل الربيع هو أفضل أنواع العسل لأن النحل يقف على جميع الأزهار، وبالتالي يحتوي على جميع الفيتامينات والعناصر الغذائية بعكس السدر لا يحتوي سوى على عنصر غذائي واحد فقط.

وأكد أن أفضل طرق فرز العسل هي الطريقة الآلية وليس طريقة الفرز عن طريق الشمس أو العصير باليد، لأن هذا ربما يصيب العسل بالتلوث. وقال إن جميع الأدوات التي يستخدمها في فرز أو عصر العسل أمريكية الصنع.

واقترح إنشاء جمعية للنحالين في قطر لتطوير المهنة والنهوض بها. وقال انه جاءه ترشيح من جمعية النحالين العرب التابعة لجامعة الدول العربية لكنهم طلبوا منه موافقة الجهات القطرية المختصة على الانضمام للجمعية وهذا صعب الحصول عليه لعدم وجود جمعية أو جهة تضم النحالين.

وأضاف : هذه الجمعية حال إنشائها ستساعد النحالين على حل المشاكل التي تواجههم وتعمل على تطوير المهنة والنهوض بها وستوفر الدورات التدريبية والمعلومات والدراسات، كما طالب الجهات المختصة بتوفير الدعم سواء توفير الدراسات والبحوث عن النحل وتوفير المناحل والفرزات ، إضافة إلى دعم الانتاج المحلي خاصة أن العسل القطري خال من التلوث والغش التجاري وتوعية المجتمع عن أهمية النحل والنحالين ويدرس في المدارس.

كما طالب بعدم رش المبيدات الضارة، لأنها تقضي على النحل خاصة أن لدينا مصدرين فقط نأتي بالنحل منهما الأول مصر والثاني السعودية، والنحل السعودي مطابق للبيئة والجو القطري لكن المصري يخف إنتاجه في بداية الأمر ثم مع الوقت يتأقلم على طبيعة الجو والبيئة فيشتد عوده وترتفع نسبة إنتاجه، لذلك نحن نتمنى الحصول على النحل اليمني لكن إجراءات دخوله من السعودية إلى قطر معقدة جدا جدا، لذلك نطالب بإنشاء جمعية للنحالين لأنها ستسهل إجراءات دخوله خاصة أنه يمكنه التأقلم مع البيئة القطرية. كما طالب الجهات المعنية بمحاربة الغش التجاري في العسل.

وقال انه تقدم بطلب لوزير البيئة لتخصيص مزرعة له لزيادة الإنتاج، حيث إنه لا يمتلك مزرعة وخلايا النحل التي يملكها موزعة على أكثر من مكان في الدوحة والشحانية ومحيط جامعة قطر، لكن لو تم تخصيص مزرعة له سيستطيع زراعة نباتات معينة تنتج العسل طوال العام. وأضاف : الآن أنتج مرتين فقط، لكن لو عندي مزرعة يمكن إنتاج 3 أو 4 مرات في السنة.

وأشار إلى أنه يعاني كذلك من عدم امتلاكه لمحل لتسويق إنتاجه في سوق واقف، مضيفا أنه طلب من إدارة السوق تخصيص محل لتعريف المستهلك بأن هناك إنتاجا محليا من العسل، خاصة أن سوق واقف بات واجهة سياحية وتراثية يأتيه الزوار من كل مكان في العالم وكل من تذوق العسل القطري أشاد به.