تربية النحل: استثمار ناجح .. وصحة دائمة

تربية النحل: استثمار ناجح .. وصحة دائمة


تعتبر تربية النحل بطرقها الحديثة أحد أكثر أنواع تربية الحيوانات تطوراً، وأكثرها ربحية، وأوفرها إنتاجاً وينتج صندوق النحل الواحد أكثر من منتَج. أهم عامل في تربية النحل هو المعرفة– وليس من الصعب تحصيلها- ولا تحتاج لرأس مال كبير كبداية، ويمكن إنتاج غالبية المواد اللازمة لعملية التربية في ورشة خاصة، وأكبر عائق هو لسَعات النحل السامة، ما يؤدي إلى ندرة اليد العاملة في هذا التخصص.

ولصندوق النحل ثماني منتجات هي:
1- النحل: يمكن لخلية نحل واحدة (أو صندوق النحل) أن تنتج أكثر من أربعة خلايا نحل أخرى خلال سنة واحدة، ويُقدّر سعر الخلية الواحدة بين 250 و300 ريال سعودي للخلية (أو الصندوق).

2- العسل: ينتج صندوق النحل في الحالات العادية أكثر من 10 كلغ من العسل في الموسم، وقد يصل إلى 03 كلغ فما فوق في الحالات الجيدة، ويقدر سعر الكيلو الواحد بحوالي 150 ريالاً.

3- غبار الطلع: غبار الطلع هو غذاء يرقات النحل في فترة الحضانة، ويجنيه النحل من الأزهار- ليس الرحيق- ويمكن لصندوق النحل أن ينتج بسهولة حوالي 5 كلغ من غبار الطلع سنوياً وأكثر، ويقدر سعر الكيلو بـ 200 ريالاً.

4- ملكات النحل: ملكة النحل هي النحلة الوحيدة التي تلد النحل -تلد العاملات والملكات والذكور، بينما يمكن للعاملات أن يلدن ولكن ذكوراً فقط- ويعتبر إنتاج الملكات في تربية النحل من أحدث التقنيات، وتتطلب معرفة واسعة، ويمكن للمتمرس فيها أن ينتج ما يشاء منها –ظروف السوق تحدد كمية الإنتاج- يقدر سعر الملِكة (الحشرة الواحدة) بحوالي 100 ريال، علماً بأنه لا يمكن أن تعيش أكثر من ملكة واحدة في الصندوق.

5- العسل الملكي: غذاء الملكة طوال حياتها، وغذاء باقي اليرقات خلال أول ستة أيام في الحضانة، منتَج نادر جداً، حيث لا ينتج الصندوق إلا جرامات معدودة خلال السنة، وهو غذاء غني جداً – من بين أغنى الأغذية على الإطلاق- يكفي أن نعرف أنه يحتوى على جميع الأحماض الأمينية، وأن معدل عُمُر النحلة العادية 40 يوماً، وتتغذى على العسل، بينما تعيش الملكة خمس سنوات لأنها تتغذى على العسل الملكي - سعر الكيلو جرام الواحد حوالي 7000 ريال، وما فوق- وقد يصل إلى أضعاف مضاعفة- ويُنصح بتناول كمية بحجم رأس عود الثقاب يومياً لمن يريد استهلاكه.

6- الشمع: تختلف كميات الإنتاج حسب حاجة المربي، يصل سعر الكيلو إلى أكثر من 50 ريالاً .

7- سُمّ النحل: نادر ويستعمل في صناعة الأدوية.

8- البروبوليس: لونها أسود يجمعها النحل من براعم الأشجار والصُّموغ التي تفرزها الأشجار، وإنتاجها محدود وسعرها لا يقدر بثمن– آلاف الريالات- وتوفر حسب الطلب، وتستعمل في الصيدلة، وخاصة في مستحضرات التجميل.

ينفق المستثمر حوالي 1200 ريال سنوياً على خلية النخل في عامها الأول، وتقل المصاريف إلى أقل من النصف خلال السنوات اللاحقة. خلية النحل قد تعيش إلى أكثر من ثلاث سنوات إذا وُفرت لها كل الشروط اللازمة. الطقس والأمراض والطيور هي أكبر مهدد لتربية النحل – وخاصة مرض اسمه لالوك الأمريكية- حيث يستلزم على النَّحَّال حرق كل منحلته؛ إذا صادف وأن تواجد هذا المرض في إحدى الخلايا، فهو مُعدٍ وخطير.

يمكن للمستثمر صاحب الإمكانيات أن يجني العسل أكثر من مرة في السنة، حيث يقوم المربون الكبار بنقل صناديقهم في الشاحنات أو القوارب إلى أماكن تواجد العسل -وأشير هنا إلى أن النحل لا يجمع العسل طوال السنة بل في فترة محدودة زمنياً، حيث ترتبط عملية جمع العسل بالعديد من الظروف، أهمها درجة حرارة الجو، وكمية الرطوبة في الجو، والرياح، يضاف لها إلزامية وجود أشجار مزهرة خلال تلك الفترة، وأي خلل في هذه الظروف يجعل موسم العسل دون عسل.

الصحة والفائدة والمتعة في تربية النحل:
العسل الملكي أو الغذاء الملكي – كما أفضل أن أسميه- لونه أبيض، كثافته مقاربة لكثافة العسل، طعمه حامض غير حلو، يحوي العديد من الفيتامينات، وجميع الأحماض الأمينية، باختصار يفيد في كل شيء، ولا يضر في أي شيء، حسب الوصف الصيدلي- إذا تم تناوله بشكل سليم طبعاً- وكما قلت فإنه يكفي المقارنة بين مدة حياة النحلة ومدة حياة ملكة النحل حتى نعرف حجم الفائدة.

العسل غني عن كل تعريف لكن أنبه فقط إلى أنه ينصح به كوقاية أكثر منه كعلاج: وللمعلومية فإن أغنى أنواع العسل هو أكثرها شفافية، وليس كما يعتقد بعض الناس أنه كل ما كان لونه داكناً وأسود فهو أفضل، وفي حالات العلاج تختلف فاعلية العسل حسب نوع العشب الذي جُنيَ منه، وأشير هنا أنه هناك فرق بين كون العسل غنيًّا للغذاء، وبين كون العسل دواءً .

كثافة العسل يمكن التحكم فيها عن طريق تغير درجة الحرارة، كما يمكن تغير لون العسل بتعريضه لأشعة الشمس، ووجود حبات تشبه السكر في العسل الجامد أمر عادي، حيث تمثل تلك الحبيبات تجمع لجزيئات الجلوكوز أحد أهم مكونات العسل الطبيعي.

لا يمكن بالعين أو باللمس أو بالذوق التعرف على جودة العسل، والمكان الوحيد لتحديد مدى جودته هو المختبر وفقط.

غبار الطلع مفيد جداً خاصة لمرضى فقر الدم، وينصح به كوقاية وغذاء يومي، طعمه قوي وينصح بتناوله مع الحليب. سم النحل مفيد ويقي النحَّالين من العديد من الأمراض كالروماتيزم وبعض السرطانات، ويجعل الجسم أكثر مقاومة للسموم، فمثلا قد يتوفى الإنسان العادي من لدغة عقرب بعد ساعة، بينما يقاوم النّحَّال إلى أكثر من ساعتين بسبب تعوّد جسمه على سم النحل.أسوأ مكان قد تلدغك فيه النحلة هو الأنف، مؤلمة جدا تسبب سيَلانًا قويًّا للدمع، وفي الأنف ( نزيف الماء) وتُفقد السيطرة تماما.

أخيرا– مع أني لا أريد أن أتوقف نظراً لكبر الموضوع- أريد أن أشير إلى أن النحل هو أول من استعمل عملية التحنيط، حيث يقوم النحل بقتل الدخلاء إلى خليته – فئرانًا أو زواحف- فيلدغه حتى الموت ثم يقوم بفتح الجثة وتنظيفها من كل مكونتها الداخلية، ويقوم بتعقيمها عن طريق مادة البروبيليس، حتى يحافظ على نقاوة عسله ويحمي خليته من الأمراض.

المصدر: موقع ألفا، بيتا (بتصرف)
الاثنين, 19 مارس 2012 07:42 محمد معماري