جازان الأنسب لضخّ استثمارات في صناعة العسل الأبيض

جازان “ الأنسب” لضخّ استثمارات في صناعة العسل الأبيض
الخازم: تتميز بتنوّع نباتي ومناطق جبلية وساحلية


اعتبر مشاركون في ورشة العمل التي نظمها كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود، أمس الأول منطقة جازان هي « الأنسب « بين مناطق المملكة لضخ استثمارات في مجال تربية النحل وإنتاج العسل بما تحتويه من تنوّع نباتي، ووجود المناطق الجبلية والساحلية التي تمكّن من تربية النحل طوال العام.
وكشف الدكتور أحمد الخازم المشرف على كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل أن أعضاء الكرسي العلمي قاموا بزيارة ميدانية لبعض المناحل في منطقة جازان، وتم إجراء تطبيقات عملية خاصة في إعداد الخلطات الغذائية البروتينية السكرية، بغرض زيادة إنتاج العسل ، وأظهرت مؤشرات ايجابية.
وأبدى الخازم استعداد الكرسي لعقد دورة تدريبية لمربيي النحل بجازان على أن يحدد النحالون الموضوعات التي يرغبون المساعدة فيها، مثمنًا تعاون جامعة جازان في إقامة ورش عمل للنهوض بصناعة عسل النحل ، فيما جاء انعقاد ورشة العمل في جازان بالتزامن مع اللقاء السابع والعشرين للجمعية السعودية لعلوم الحياة، الذي سيعقد بجامعة جازان.
وقال: إن كرسي بقشان لأبحاث النحل يسعى لخدمة العاملين فى مجال تربية النحل بإعداد نشرات إرشادية عن تغذية النحل وزّعها على النحالين أثناء اللقاءات وخارجها، كما تمَّ تجهيز خلطات غذائية بروتينية يتم إنتاجها بالتعاون مع جمعية النحالين بمنطقة الباحة، ، بالإضافة إلى التعاون مع جمعية النحالين في توفير العلاجات المناسبة، كما يقوم بتحليل أي عينات مرضية ترسل إليه بالمجان.
وأشار إلى أن نتائج الجفاف تمثلت في فقد مناحل كلياً في بعض المناطق ، وتراجع المردود الاقتصادي لبعض المناحل، خاصة مع ظهور بعض الأمراض نتيجة نقص الغذاء المناسب لملكات النحل.
وبيّن أن النتيجة الحتمية لهذه الظاهرة هي خسائر كبيرة للنحالين ، وتكاليف تغذية مرتفعة ، وهو ما سينعكس على زيادة أسعار العسل البلدي والذي بلغ ثلاثة أضعاف سعره قبل موسم الجفاف.
وذكر أن جودة العسل ستتأثر نتيجة التغذية السكرية بجانب تلوث منتج العسل نظرا لاختلاط بعض الأدوية النحلية في مكوناته وهى الأدوية المستخدمة التي تستخدم بشكل مكثف بغرض مكافحة الأمراض التي نشطت نتيجة للجوع والإجهاد.
وتطرق إلى أن موسم الجفاف سيؤدى إلى عدم استقرار النحل في المناطق القاحلة لتأخر الأمطار سواء في الخريف أو الشتاء أو الربيع.
وأكد أن الكرسي سوف ينظم اللقاء الوطني الرابع للنحالين والمهتمين بالنحل وصناعته في المملكة 13 مارس الجاري، بالتعاون مع وزارة الزراعة، إلى جانب عقد ورشة عمل بمنطقة الباحة في الأسبوع الأول من شهر أبريل، بالتعاون مع جمعية النحالين التعاونية بمنطقة الباحة.
وأوضح الخازم أن هذه الفعاليات تركز على إدارة المناحل تحت ظروف الإجهاد، ومن محاور هذه الفعاليات عمل لقاءات مفتوحة مع النحالين والمهتمين، بالإضافة إلى محاضرات عن الوضع الحالي لتربية النحل في المملكة، وملائمة البيئة في المملكة لتربية النحل، والمتطلبات الغذائية لنحل العسل، وكيفية الكشف عن الأمراض والآفات التي تظهر نتيجة للإجهاد، وكيفية علاجها، كذلك تشمل المحاور إدارة المناحل تحت ظروف الإجهاد الناتج عن الظروف البيئية.
وكان الكثير من أصحاب المناحل في منطقة الباحة تنقلوا إلى مناطق تهامة الدافئة خلف خلايا النحل التي تهاجر موسميا إلى تلك المناطق هربا من البرودة وانخفاض درجات الحرارة في جبال السراة حيث دفعت برودة أجواء السراة والأجواء الممطرة والضبابية الهجرة بقوافلهم النحلية والتي تقدر بـ 3 آلاف خلية إلى تهامة مودّعين جبال السراة لأكثر من أربعة أشهر، خوفاً من نفوق النحل من شدة البرودة، وأوضح أحد مربي النحل بمحافظة المندق أن دفء الأجواء وتوفر النباتات والزهور بمناطق تهامة يسهمان في إنتاج أنواع جيدة من العسل مثل السدر والسمر، الذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه ما بين 300 و470 ريال.
وأبدى عاملون في مجال تربية النحل إن استثمارات العسل باتت عملية مكلفة إذ يصل سعر الخلية الخشبية الواحدة إلى أكثر من 700 ريال بالإضافة إلى ما يتقاضاه العمال المكلفون بحماية النحل، من مرتبات تصل إلى ألفي ريال شهريا، وكذلك عملية نقل خلايا النحل في عربات تصنع خصيصا لذلك تصل تكلفة الواحدة منها إلى 10 آلاف ريال.

محمد البيضاني - الباحة
الإثنين 12/03/2012