نحل العسل مصدر حيوي للدخل في السلطنة

السلطنة أولته اهتماما كبيرا -
اعداد: جمعة بن سعيد الرقيشي -


عسـل النحل مادة سكريـة ذات طعـم ورائحــة مميزتيـن تَنتجها عاملات النَحــل من رحيـقِ الأزهار وتقوم بتخزينِها في اقراصِ الشمع لإنضاجها، ويتضمن تحويل الرحيق إلى عســـل ثلاثــة تغيرات إحدهما فـيزيائي والآخران كيميائـيان، الأول يتمثل في تخفيض المستـوى من الماء والثانـــــي والثالـث إضافـــة أنزيمات تفرزها غدد النحــل.
كان إنسان العصر الحجري منذ 8 آلاف سنة يتناول في طعامه عسل النحل وكان يستخدمه كعلاج وهذا ما نجده في الصور والمخطوطات والبرديات عند قدماء المصريين والسومريين. وكان قدماء المصريين يستعملون العسل في التحنيط ليحافظ على أنسجة المومياوات. وورد ذكر عسل النحل في القرآن الكريم وبقية الكتب السماوية المقدسة الأخرى كما ورد ذكره في الكتب التراثية الصينية والهندية.
أنواع النحل

هناك عدد كبير من أنواع النحل في العالم يزيد عددها عن 20000 نوع لها جميعاً مميزات عامة معينه وهناك تسعة أنواع معروفة فقط لجنس نحل العسل ِApis يعيش في أسيا ثمانية أنواع في حين يوجد نوع واحد في قارتي أوروبا وافريقيا هو نحل العسل الأوربي Apis millifera (النحل حامل العسل) في حين انتشر نحل العسل الأوربي بشكل ثانوي في أرجاء العالم عن طريق الإنسان.

العسل العماني

يوجد في السلطنة عدة أنواع من نحل العسل منها: البري الذي يسمى (أبو طويق)، والنحل المستأنس، والنحل المستورد. ويتم تربيته باستخدام طريقتين تقليدية وحديثة، فالطريقة التقليدية تعتمد على التجويف الداخلي لجذوع ‏النخل، التي يطلق عليها محلياً اسم الطبل، أما الطريقة الحديثة هي التي تعتمد على عدة أنواع من ‏الخلايا الخشبية، وقد حددت مناطق معزولة خاصة بتربية ‏النحل العماني فقط، وذلك منعاً للخلط بين سلالات النحل المحلية والسلالات المستوردة.
وفي إطار تربية وإكثار ونشر وتوزيع ملكات نحل العسل من السلالة المحلية تم إنتاج 13000 ألف ملكة عذراء وتوزيعها على جميع المناحل التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية ومناحل مربي النحل بجميع محافظات السلطنة وذلك خلال عامي 2010- 2011. ويأتي ذلك حرصا على نشر وخطط سلالات النحل العمانية.

‏تشجيع المربين

هناك اهتمام كبير على الصعيدين البحثي والإنتاجي، للحفاظ على تربية نحل العسل وإيجاد الوسائل الكفيلة لتطويره لتعاظم مردوده الاقتصادي كنشر السلالة العمانية وذلك من خلال توزيع انواع نحل العسل للمواطنين حيث توزع تلك على المواطنين في مختلف المحافظات الزراعية بالسلطنة واعداد برنامج لضبط جودته الذي يهدف إلى زيادة كمياته المنتجة والمحافظة على أفراد انواعه عند إجراء عمليات قطفه وجنيه.

المرأة العمانية والعسل

كان للمرأة العمانية الريفية الاهتمام في مهنة تربية نحل العسل لذلك نجد النساء الريفيات يقمن بتربيته وإكثاره والذي يهدف إلى تنويع مصادر وزيادة دخل الأسرة الريفية بما يرفع من مستواها الاقتصادي وتحسين الوضع الغذائي للأسرة الريفية من خلال تحقيق إنتاجية زراعية عالية. والمحافظة على بقاء النحل في البيئة الزراعية المحلية كعنصر أساسي في زيادة الغطاء النباتي، وكذلك يهدف إلى رفع الكفاءة والإدارة والإنتاج من خلال التوعية والتدريب ومن اجل تعزيز ورفع مهارات الاستغلال الأمثل للمنتجات لدى المزارعات من خلال زيادة العائد الاقتصادي.

جودة وصفات

ان ضبط وتحسين جودة وصفات العسل مهم جدا إذ يترتب عليه زيادة الكميات المنتجة إضافة إلى المحافظة على أفراد المجموعة عند إجراء عمليات قطف وجني العسل وذلك باستخدام حواجز الملكات ومصارف النحل الأمر الذي يساعد في المحافظة على جودة المنتج باتباع الطرق الحديثة لفرز وإنضاج العسل بدلا من الطرق التقليدية وذلك عن طريق استخدام فرازات ومنضجات العسل.

الأهمية الاقتصادية

النحل ذو أهمية اقتصادية كبيرة تنعكس على المزارع والنحال بالدرجة الأولى وعلى الاقتصاد الوطني بالدرجة الثانية، وتتلخص في إنتاج العسل والشمع والغذاء الملكي وسم النحل وجمع حبوب اللقاح والبروبوليس، وقد ثبت أن هذه المنتجات لها أهمية كبيرة في شفاء الإنسان من الأمراض. وتكمن الأهمية أيضا في إنتاج الملكات بأعداد كبيرة وبيعها أو يتم إدخالها على نويات نحل جديدة لتكوين طرود جديدة بالمنحل ومن أهميتها أيضا إنتاج طرود النحل بأعداد كبيرة والاحتفاظ بها لزيادة عددها بالمنحل أو يتم بيعها. ويعتبر نحل العسل من أفضل الحشرات الملقحة لأزهار النباتات والاشجار نتيجة تنقلها من زهرة الى أخرى أثناء التغذية على حبوب اللقاح والرحيق مما يعمل على التلقيح الخلطي للأزهار عن طريق نقل حبوب اللقاح وزيادة غلة المحصول. وإذا تمت زيادة وتوفير العدد اللازم من طوائف النحل لتلقيح المحاصيل الزراعية لتحقق زيادة في الإنتاج الزراعي. وتزداد أهمية النحل في التلقيح الخلطي كلما تطورت وسائل الزراعة التي تقضي على الحشرات الملقحة البرية.

عوامل مهمة

هناك عدة عوامل تؤثر بشكل لافت على كمية العسل الناتجة من طوائف نحل العسل وهي (نوع السلالة) فهناك بعض السلالات النشطة جدا في جمع الرحيق طالما توفر في المساحات الخضراء القريبة منه ومن أهم هذه السلالات السلالة الإيطالية والسلالة العمانية فهاتان السلالتان تتميزان بنشاطهما المكثف بحثا عن الرحيق أينما وجد وقد تتفوق السلالة الموجودة في السلطنة بالهدوء الشديد وتتحمل ظروف قاسية سواء من الحرارة الشديدة أو قلة الموارد الرحيقية في سنوات الجفاف لذلك فان اقتناء مثل هذه السلالة في المناطق الصحراوية أو القاسية الظروف هي السبيل الأمثل لحصاد قدر جيد من العسل. ومن العوامل المهمة أيضا (خبرة النحال) حيث من المعروف أن صناعة تربية النحل تعتمد بشكل أساسي على ثلاثة عوامل أساسية وهي نوع النحل وخبرة النحال والمنطقة (المرعى) فإذا توافرت السلالة الجيدة والنحل السليم والنحال المتمرس والمنطقة ذات المرعى الجيد كان النجاح حليف هذه المهنة وإذا لم يتوفر أي عنصر من العناصر الثلاثة إن إنتاج النحل يتأثر بشدة لذلك فإن النحال الواعي عليه أن يدرك أنه لكي ينتج قدرا جيدا من العسل لابد وأن يحرص على إعداد طائفته أو طوائف النحل الخاصة به بشكل جيد بحيث يقوم بتكثيف التغذية ومعالجة الأمراض إن وجدت والحرص على وجود ملكة شابة وملقحة بكل طائفة.

شروط المنحل

توجد شروط يجب توافرها لإنشاء مناحل العسل وهي: ترك مسافة لا تقل عن نصف متر بين الخلية والأخرى وترك متر بين الصف والآخر لتسهيل عمليات النحالة وأن يكون المنحل بعيدا عن الطرق العامة وحظائر الدواجن والحيوانات وقريبا من مصدر ماء نقي مع وجود مكان مغلق ونظيف وذلك لفرز العسل ووضع أدوات النحالة فيه.

المناحل التقليدية

يجسد منحل قرية (ضبعوت) الجماعي صورة من النماذج الرائعة في تربية نحل العسل بالطريقة التقليدية المتبعة في وادي السحتن بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة منذ القدم حيث إن المنحل يقع في مكان بعيد نسبيا عن منازل الأهالي وهو ليس خاصا لفرد واحد بل كل فرد من أهالي القرية يمتلك عددا من الخلايا في هذا المنحل، وهو عبارة عن ثلاثة صفوف من الجذوع المتراصة فوق بعضها البعض ويصل عدد الخلايا الموجودة بالمنحل إلى حوالي 124 خلية.
ويتمكس المربون بنمط التربية التقليدية لرغبتهم في المحافظة على النوع وطرق التربية التقليدية المتوارثة بما فيها العمليات المرتبطة بالحسابات الفلكية ومواسم المراعي والزراعات المتعلق بها نشاط النحل وكذلك لملاءمة التربية التقليدية للمناخ ولتقلبات درجة الحرارة وسهولة جني العسل من الخلايا في الأوقات المختلفة لصغر حجم القرص ونادرا ما يكون مختلطا بالحضنة وحبوب اللقاح فضلا عن إمكانية وضع اكبر عدد من الخلايا في اقل حيز من المساحة واستخدام المعدات التقليدية والمتوفرة محليا في إعداد الخلايا وتجهيزها إضافة إلى إقبال المستهلك على شراء العسل المنتج من هذه التربية للفكر السائد أن عسل هذه التربية أكثر جودة ولا تكلف المربي أعباء مادية في إنشاء منحل.
منتجات متعددة يعتقد البعض بأن خلايا النحل تنتج فقط العسل بينما هناك العديد من المنتجات النحلية التي تنتج من الخلايا وهي العسل وغذاء الملكات والشمع والسم أي سم النحل وحبوب اللقاح والبروبوليس وهو ما يعرف بصمغ النحل وحسب فصول السنة نجد أن كل فصل يتميز بمنتجات نحلية معينة وجميع هذه المنتجات لها أهمية كبيرة من الناحية الغذائية والطبية والصحية. فهي عنصر هام للتغذية ومكمل في التصنيع الغذائي كما هي أيضا علاج للعديد من الأمراض وتستخدم على نطاق واسع في عمليات الجراحة وما زال العلم يكتشف يوما بعد يوم أهمية العسل الطبية.

الجمعة, 13 يناير 2012
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/