حضرموت خلايا تربية النحل وتجارة العسل الحضرمي

تربية النحل وإنتاج العسل مهنة متوارثة منذ قرون هل تصبح صناعة متعددة ؟

" دمون نت " في استطلاع ميداني لأكبر سوق للعسل بحضرموت في مدينة القطن

رب ضارة نافعة .. خلافا لتوقعات مختصين رسميين ومحليين بتراجع حجم الإنتاج السنوي للعسل خلال هذا العام بسبب موجة الفيضانات الكبيرة التي اجتاحت محافظة حضرموت أواخر أكتوبر من العام المنصرم وتسببت في جرف مئات الآلاف من خلايا النحل وإتلاف وهدر كميات كبيرة من مادة العسل ، يؤكد نحالون وتجار عسل زيادة كميات الإنتاج ومضاعفة خلايا النحل بعد الكارثة ..

ما شهدنه هنا في سوق العسل بمدينة القطن الذي يعد اكبر الأسواق بحضرموت والذي يحرص على الوجود فيه نحالون وتجار عسل من مناطق حضرموت ومحافظات أخرى لعرض وبيع منتجاتهم خلال الموسم بعد انتهاء فترة القطف ـ جني العسل ـ . وتربية النحل وإنتاج العسل من الحرف القديمة في بلادنا حيث يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد كمصدر رزق وزيادة في الدخل لكثير من الأسر فضلا عن توفيرها لفرص عمل جديدة ..

ويتمتع العسل الحضرمي بمكانة مرموقة وشهرة تجارية كبيرة فقد بلغت قيمة الكيلو جرام الواحد من العسل سعرا لم يبلغه أي نوع من العسل في العالم .. فاليمن من أهم المناطق لتربية النحل لتنوع المناخ والمراعي الطبيعية طوال العام .

وقد تزايدت أعداد النحالين في السنوات الماضية بشكل كبير وأصبحت مهنة النحالة المصدر الرئيسي لدخل الكثير من الأسر ، وأشارت بيانات كتاب الإحصاء الزراعي لعام 2004م أن عدد طوائف النحل ارتفع من 137300طائفة في عام 1990م إلى أكثر من مليون طائفة خلال عام 2003م ، وارتفع عدد النحالين من 7100 نحال عام 1990م إلى 16500 نحال خلال عام 2003م ، في تقرير صادر حديثا عن الإدارة العامة للإحصاء بوزارة الزراعة والري أكد أن عدد خلايا النحل في بلادنا
( 1223000 ) خلية النسبة الأكبر منها تتركز في محافظة حضرموت لتوفر البيئة والمرعى المناسب لنحل ، وان إنتاج العسل يصل سنويا إلى (2438000) كيلو جرام ووصل حجم الإنتاج عام 2007م إلى (2409000) كيلو جرام ، وتبلغ كمية العسل المنتجة سنويا من محافظة حضرموت حوالي (800000 ) كيلو جرام من ( 325000) خلية نحل تليها محافظة أبين بإنتاج سنوي (367000) كيلو جرام وجاءت محافظة شبوة في المرتبة الثالثة بكمية إنتاج تصل إلى (315000) كيلو جرام وحلت الحديدة رابعا بحوالي (298000)كيلو جرام ..

• وتتصدر محافظة حضرموت المحافظات الأكثر إنتاجا للعسل اليمني بأنواعه المختلفة التي من أهمها وأشهرها العسل الدوعني ..
ـ ولفت التقرير الإحصائي إلى ارتفاع حجم الاستهلاك المحلي للعسل بنوعية الطبيعي والتجاري إلى حوالي (3.1) مليار ريال منه 2.4 مليار ريال لنوعية العسل الطبيعي و700 مليون ريال حجم الاستهلاك لعسل التجاري ..

* وقد ثبت أن للعسل أروع المميزات الغذائية والعلاجية ، فهو غني جدا بمكوناته من طاقة وبروتينات وأملاح وفيتامينات وأنزيمات ملونة ومواد مضادة بالإضافة إلى كونه يساعد في شفا الجروح وأمراض المعدة ، والأمعاء ، الكلية، الالتهابات البلعومية والحنجرية وأمراض الكبد والجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض ..
- وذكرت أحاديث كثيرة عن أهمية العسل وقد وهبها الله سورة من اكبر سور القران الكريم ( سورة النحل ) التي تحدثت عن أهمية العسل في العلاج.
* بالرغم مما تشهده تجارة العسل من رواج واسعا في الاستهلاك المحلي ورفد الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة فإن النحالة اليمنية يواجهون مشاكل ومعوقات تحد من تطوره ومنها : ـ

* الآفات التي تصيب النحل وتسبب أضرارا كبيرة بالطوائف ، استخدام المبيدات بشكل عشوائي بقرب المناحل تؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة من النحل في ظل عدم إدراك المزارعين بأهمية نحل العسل في زيادة الإنتاج الزراعي ، استخدام الخلايا التقليدية وضعف الرغبة في استخدام الخلايا الخشبية الحديثة لتخوف لصعوبة التنقل والاعتقاد بانخفاض جودة العسل الناتج منها ، استيراد طوائف نحل إلى بلادنا نتج عنها تدهور بعض صفات النحل المنتشر في معظم المناطق ، لجو بعض التجار إلى غش العسل اليمني بأنواع مستوردة مما يؤثر على جودة العسل اليمني وسمعته وشهرته العالمية ، عدم وجود لوائح وتشريعات لعمليات النحالة وغياب المواصفات القياسية لنوع العسل ، تعبئة العسل في عبوات غير جذابة كما إن الهدف الأساسي من تربية النحل في بلادنا هو الحصول على العسل ولم يؤخذ بالفوائد الاقتصادية الأخرى من تربية النحل (زيادة الأزهار لجمع الرحيق وحبوب اللقاح ، إنتاج الغذاء الملكي ، والشمع البر بوليس – صمغ النحل -، وسم النحل ) .

جولة استطلاعية

صحيفة ( دمون نت الالكترونية ) تجولت في سوق القطن أكثر من مرة وسط زحام كبير من الباعة والسيارات والمتسوقين في ساحة صغيرة بجانب شارع خلفي محاط بالمحلات التجارية وسوق النساء ..

فالنحالون الباعة مشغولون بتسويق عسلهم على شكل علب قصدير أو عبوات بلاستيكية حجم 5 لتر يعرفون الشخص من بداية حديثه هل نيته الشراء أم الفضول – مثلي – فهم إما جلوس خلف عسلهم أو يفترشون الأرضية أو أرضية سياراتهم أو واقفين والزبائن يتجولون بينهم تارة يقومون بالاكتفاء بالنظر إلى العسل وشم رائحته وفي حال رغبتهم بالشراء أو أعجبهم العسل يقومون بإدخال سبابة أصابعهم في أعلى العبوة لإخراج جزء بسيط لتذوقه . نحالون وتجار توافدوا من مناطق حضرموت كافة وصحرائها ومن محافظات أبين وشبوة ومأرب والحديدة ..

تحدثنا لمن أراد الحديث معنا والبعض مشغول لاستقبال الزبون وقفنا أمام سيارة النحال / احمد حسن من وادي عمد وقال لنا : ـ (السوق نص بنص لم نحصل على السعر الجيد فالباعة كثيرون والموسم في بدايته ولكنني مجبر على بيع جزء من عسلي لتغطية نفقات العيد وسأحتفظ بالباقي إلى بعد العيد إن شاء الله السوق يتحسن ، اطلب منكم رفع شكوى إلى المسئولين والمعنيين عن استخدام المبيدات لرش النخيل أو المزروعات بصورة تضر بنوبنا وتقتله ، ونحمد الله كثيرا انه عن نحلنا الذي جرفتة السيول العام الماضي وصندوق الأعمار وإدارة الزراعة حتى اليوم لم تعوض نحن)

النحال /صالح حسين احمد من محافظة أبين أشار بأنه وعدد من أصحابة يحرصون على بيع منتجاتهم من العسل في سوق القطن منذ أربع سنوات فالسعر جيد وليس ممتاز وانأ بعت عسلي بنصف مليون .. وأصحابي بعضهم باع وبعضهم ينتظر وقت آخر .. وارجوا منكم أن تخاطبوا المسئولين هنا بضرورة ترتيب وتنظيم السوق فالازدحام كبير إلى قبل الظهر ومن العصر إلى العشاء ..

تاجر العسل المعروف الشيخ / دويل محمد بن مرتع ـ القطن ـ (( الموسم في بدايته ونحن لم نشتر كثيرا إلا الصنف الممتاز ، فأحيانا نتعرض للغش لهذا نحرص على الشراء من نحالة معروفين وثقة ، العام الماضي السوق صاعد أعلى كثير نتيجة لكارثة السيول التي جرفت المناحل والعسل ، قبل أيام اشتريت عسل بغية ـ حبيب ـ سائل عبوة 5لتر بمائة ألف ريال وعلبة القصدير بأكثر من 15 ألف ريال وأنواع أخرى من جيدة بأقل من ثمانين إلف ريال وقد يصل إلى عشرين ألف ريال فالسوق متأرجح .. ونتعرف على جودة العسل حسب خبرتنا.

وهناك عسل مستورد من تركيا وكشمير وهو عسل تجاري نوعية رديئة كل تجار العسل في حضرموت وخاصة الوادي يبتعدون عنه رغم انه مشابه في لونه ورائحته إلى حد ما العسل اليمني وبأسعار زهيدة سعر العبوة 5 لتر من 30 -20 ألف ريال يمني ..

الزبون يفضل الشراء من المحلات أفضل من الباعة المتجولون أو خارج المحلات لضمان الجودة والنوعية ونحن نتعامل مع زبائن في محلات في محافظات أخرى .
هناك مختبر للعسل لكنة ف سيئون ومش معقول إنني اذهب إلى هناك لأفحص كل عينة فلو كان المختبر هنا وهو الأفضل والأحسن وسط السوق.

نحن أعضاء في جمعية النحالين بتريم ونتدارس لفتح فروع في مديريات أخرى . ونطالب الدولة بالاهتمام ورعاية الجمعيات المختصة وتصدير العسل في عبوات صغيرة ومناسبة لأتزيد عن 2 كيلو جرام وتشكيل لجنة من النحالين للتحري من مروجي العسل المغشوش واتخاذ إجراءات رادعه بحقهم . وترتيب وتنظيم هذا السوق كأكبر سوق للعسل في حضرموت ))

*طلبنا من احد الباعة في محلات العسل وهو الشاب / صالح حسين الحضرمي أن يعرفنا على أنواع العسل فأجاب : ـ
( عسل السدر – البغية – أهمها وأجودها يليه السمرة والمراعي ، حبضة والمربعي ) وموسم كل نوع مره واحدة في الموسم أو العام .
الزبون يحرص على الشراء من المحلات أكثر من خارجها فإذا وقع بالغش لأسمح الله أو اشتبه فيه يرجع العسل لك لاحقا ، في الموسم يكثر عرض العسل ويقل سعره ، البداية ابتاع البغية بأكثر من 95 ألف ريال يمني اليوم اقل من 90 ألف ريال وستجده بـ 80الف ريال غدا ، علب القصدير بها قرصين من الشمع يختلف شكله ونوعه.
*وتبقى مهنة النحالة وتجارة العسل مربحة إذا وجدة الاهتمام والرعاية الكافية من قبل الدولة والجهات المعنية.

فبالرغم من كل ما ورد ف الكتب عن قدم مزاولة اليمنيين لمهنة تربية النحل وإنتاج العسل إلا إننا يجب أن نقر بان أوضاع هذا القطاع في بلادنا في تدهور مستمر خاصة إذا ما قارنا وضعنا مع أوضاع دول وشعوب أخرى لم تكن تملك أي ميراث ثقافي أو تاريخي في هذا المجال وأصبحت من الدول المتقدمة حيث أصبحت تربية النحل صناعة متعددة المنتجات فمتى نبدأ بداية صحيحة بتشخيص الوضع الحالي تشخيصا علميا دقيقا يمكن وضع أسس سليمة لاستراتيجة وطنية تحقق الأهداف المرجوة.
المصدر :موقع دمون نت الاخباري تاريخ الاضافة: 29/06/2011

في مربين الآن بدؤبطرق حديثه غير تقليديه والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه