التطريد في نحل العسل

بسم الله الرحمن الرحيم

التطريد في نحل العسل The swarming in honey bees

المقدمـــــــــــــة ...

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير المرسلين .
تعني كلمة التطريد Swarming عملية إنقسام طوائف النحل و تكاثرها .
أن كل الكائنات الحية تنمو و تتكاثر لكي تستمر حياتها علي الأرض و كذلك فإن النحل له وسيلته الطبيعية في التكاثر و لا نقصد هنا زيادة عدد أفراد الخلية نفسها ولكن نقصد تكوين خلايا جديدة
أو بمعني آخر ، بيت جديد مستقل .
و يوجد نوعين من التطريد : التطريد الطبيعي و التطريد الصناعي .
ويعتبر التطريد الطبيعي غريزة طبيعية وراثية لتكاثر طوائف النحل و إنتشاره و حفظ نوعه
عندما تكون الظروف البيئية ملائمة لحياة كل من الطائفة الأصلية و الطرد .
و تنقسم طوائف النحل عند إرتفاع عدد أفرادها ارتفاعاً كبيراً بحيث لا تستطيع الخلية استيعابها و يصعب علي الملكة وضع البيض لقلة العيون السداسية فتغادر الخلية الملكة القديمة مع بضعة الآلف
من الشغالات مختلفة الأعمار و عدد قليل من الذكور و تبحث عن مكان جديد لتكوين طائفة مستقلة
بعد أن تترك في خليتها جزءاً من أفراد الطائفة و بعض الملكات العذارى أو بيوت الملكات حيث تستقر احدي هذه الملكات العذارى بالخلية و يتم التخلص من الأخريات أما بخروجها في طرود ثانوية أو بالقتل لكي تقوم بمواصلة حياة الطائفة .
ولذلك أصبح لزاماً عليها بجانب تكاثرها الداخلي المعتاد لكي تكثر من جنسها أن تكون جماعات جديدة و ذلك بالتطريد حيث يصبح الطرد أساساً لتكوين طائفة مستقبلاً في قوة الطائفة الأم ، لهذا يعتبر التطريد .. وسيلة النحل الطبيعية في التكاثر .

أما التطريد الصناعي فهو وسيلة للحفاظ علي الطائفة و زيادة عدد خلايا المنحل .
و نستعرض في هذه البحث سلوك التطريد في نحــل العسل .

Types of swarm أنواع الطـــرود:

تختلف الطرود التي يكونها النحل لتشمل الأنواع الخمسة التالية " وكلها عبارة عن خروج الملكات للتلقيح في ظل ظروف مختلفة "

1- Mating swarm طـرد التلقيـح :
يكون طرد التلقيح علي رأسه ملكة عذراء أو أكثر .. و ترافق هذه الملكة عدة الآلف من الشغالات مع عدة مئات من الذكور ، وحين يتم التلقيح تعود الملكة إلي خليتها برفقة الشغالات المرافقات لها .

2- Hunger swarm : الطـرد الجائـع :
و يحدث هذا النوع في أوروبا و البلاد الباردة و يطلق عليه طرد التجويع ، فعندما يقل الغذاء داخل الخلية و ينعدم أنتاج الحضنة – تبعاً لذلك – يهاجر النحل من خليته الأصلية في طرد كبير باحثاً عن مكان آخر يناسبه يتخذ منه سكناً ، و هذا النوع من التطريد شائع الحدوث – كذلك بين سلالات النحل الشرقي .
وبوجه عام فمثل هذا النوع من التطريد نادر الحدوث في سلالات النحل الغربي و يطلق عليه البعض أحياناً الطرد المهاجر ،أحيانا تحدث هذه الهجرة نتيجة لحالات الخطر الذي يسببها أعداء النحل مثل ديدان الشمع أو هجوم النمل بأعداد كبيرة أو حتى الفئران و السحالي .

1- Prime swarm : الطـرد الأول:

عندما تكبر الملكة في السن و يقل إنتاجها للبيض تلجأ الشغالات إلي بناء عدد كبير من بيوت الملكات قد يبلغ أثني عشر بيتاً ، تضع فيها الملكة بيضاً . وبعد الفقس تتعهد الشغالات اليرقات الملكية بالتغذية الوافرة . حتى أذا تم نضجها ، وبدأت في التحول إلي عذارى سدت الشغالات عليها فتحات البيوت الملكية بواسطة الشمع المعجون بحبوب اللقاح .
و بمجرد إغلاق الشغالات لأول بيت من بيوت الملكات تترك ملكة الخلية المسنة خليتها بصحبة عدد كبير من الشغالات ( معظمها صغيرة السن و متوسطة السن ) و ربما صحبها – أيضاً عدد قليل من الذكور ، يطير هذا الطرد حول المنحل ثم يستقر أخيراً علي فرع شجرة أو أي شيء مشابه ، و يتكور الأفراد حول ملكتهم مكونين ما يشبه عنقود العنب . و يستمر الطرد ساكناً في مكانه لمدة تتراوح بين ساعة واحدة و عدة أيام .
و بعد ذلك يترك مكانه و يتحرك طائراً ليحل في تجويف شجرة أو حائط أو نحو ذلك ، و يسبق الطرد – عادة – إلي مسكنه الجديد بعض أفراد النحل التي يطلق عليها أسم ( النحل الكشاف) و يقوم النحل الكشاف بتنظيف المكان الجديد قبل دخول بقية أفراد الطرد إليه .

2- secondary swarm: الطـرد الثانـوي:

بعد مرور نحو 8 – 10 أيام من خروج الملكة الأصلية علي رأس الطرد الأول تخرج إحدى الملكات العذارى علي رأس الطرد من الخلية نفسها للتلقيح ( و يكون عمرها حوالي خمسة أيام ) ،
و ما أن يتم تلقيحها تعود إلي خليتها لتكون الملكة البياضة الأولي في الطائفة ..

3- swerms after swarming : طـرد مـا بعد التطـريد

قبل خروج الطرد الأول تترك الملكة القديمة بيوت ملكات عديدة وقت التطريد و أذا لم تستطيع الملكة العذراء الأولي تدمير كل هذه البيوت الملكية قبل خروج الملكات عندها يتوالي خروج الملكات العذارى الواحدة تلو الاخري و يرافق ذلك خروج طرد ثانوي أصغر من الطرد الأول و ثالث أصغر من الطرد الثاني و هكذا لتوالي خروج الملكات العذارى من البيوت الملكية ...

مواسم التطريد :

ليس للتطريد وقت محدد و لكنه يحدث غالباً عند دفء الجو و بدء تزهير النباتات ، و يحدث التطريد عادة في الربيع و أوائل الصيف عندما تصل الملكة إلي قوة أنتاجها من الحضنة نتيجة لتوفر حبوب اللقاح والرحيق .
وقد يحدث أيضاً خلال الصيف و في بعض الحالات قد يحدث في الخريف و نادراً في الشتاء نتيجة وجود مصدر ثانوي للرحيق في تلك الفترة .
ولكن قد يحدث التطريد في منتصف الصيف ، و قد يحدث التطريد قبيل موسم الفيض بفترة قصيرة أو في أوله .
فقد شوهد في نحل العسل الكبير و يسميبنحل الصخور الهندي ، فقد شوهد حدوث موسم التطريد في أشهر أكتوبر و نوفمبر و مارس و أبريل ، حيث يبني هذا النوع من 4 – 6 بيوت ملكات .
أما في النحل المصري فقد لوحظ حدوث التطريد في شهريمارس و أبريل في المناطق التي تكثر فيها أشجار الحمضيات لغزارة تزهيرها في فترة قصيرة ، حيث يقوم هذا النوع ببناء من 100 – 150 بيت ملكي عند حدوث التطريد .
أما في منطقة الجبل الأخضر بالجماهيرية فإنه يحدث مع شهر فبراير و حتى شهر مايو و يصل في بعض الأحيان حتى شهر يونيو نتيجة توفر الرحيق و حبوب اللقاح و كثرة الشغالات الحاضنة التي لا تجد عملاً تقوم به فتدفع الملكة إلي أن تبيض في بيوت الملكات التي يتم بناؤها لهذا الغرض .
و قد لوحظ أن التطريد يختلف من موسم إلي آخر حيث أنه في سنة 1987 م خرجت الطرود بكثرة في معظم خلايا النحل بمنطقة الجبل الأخضر من منتصف شهر مارس و حتى نهاية شهر مايو و أنتشرت علي الأشجار و بالأماكن المهجورة والحدائق العامة .كما وجد بأنه حدث التطريد في موسم الخروب عندما كان جيداً في شهر أكتوبر حيث تكثر حبوب اللقاح و تنشط تربية الحضنة .

علامات و ظواهر التطريد :

1- وجود عدد كبير من بيوت الذكور علي الأقراص الشمعية التي توجد بالخلية وتكون هذه البيوت مبعثرة هنا وهناك و دون نظام ،

2 - سرعة حركة الملكة و اشتداد اضطرابها وعصبيتها و يلاحظ ذلك عند رؤيتها و هي تسير فوق الأقراص الشمعية ، وعند وضع الأذن علي جدار الخلية يُسمع صوت الملكات التي سبقت الإشارة إليها .

3 - عند فتح الخلية يمكن مشاهدة بعض الملكات فوق الأقراص و أحياناً يكون عدد البيض الغير ملقح أكبر من عدد البيض الملقح ..

4 - طيران عدد من النحل هائماً و بصعوبة في حركة دائرية حول الخلية بتثاقل لامتلاء بطنه بالعسل استعداداً للتطريد.

5 - تدفق النحل خارجاً من الخلية و في مظهر غير عادى يختلف عن السروح الطبيعي للنحل.

6 - امتناع الملكة الأم عن وضع البيض ..

7 - يقل سروح النحل بدرجة ملحوظة قبل خروج الملكات من البيوت ..

8 - إزدحام الخلية بالنحل و يتراكم بكميات كبيرة علي باب الخلية و قاعدتها و جوانبها .


أسباب التطريد :

فعلي الرغم من أن التطريد وسيلة النحل الطبيعية للتكاثر إلا أن هناك العديد من العوامل التي تحفز حدوثه مثل العوامل الوراثية وعمر الملكة ومدي ازدحام الخلية و طول فترة الإضاءة ، كما أن هناك أيضاً عوامل أخري معقدة وغير مفهومة بصورة جيدة حتى الآن والتي تتحكم بهذا السلوك ومن ضمن هذه العوامل :

1- تأثير الوراثة Influence of heredity :

يميل النحل إلى عملية التطريد بحكم الغريزة أو بعض الصفات الوراثية التي يحملها حسب أنواعها ، حيث نجد أن بعض السلالات ميالة للتطريد أكثر من غيرها و هناك سلالات قليلة التطريد ...
حيث تختلف السلالات في شدة ميلها للتطريد ، فبعض الطوائف لا تظهر بها علامات التطريد و هذه يجب علي المربي الإكثار من طوائفها إذا توفر فيها بعض بعض المميزات الاقتصادية الاخري .
و طوائف أخري تظهر ميلاً قليلاً للتطريد فتبني بيوت الملكات الا أنها ببعض العمليات تتراجع عن التطريد ... بينما هناك طوائف أخري خاصة تلك التي تحوي ملكات مسنة تكون أكثر ميلاً و شدة للتطريد ويجب أخذ الحيطة معها لمنعها من القيام بالتطريد ..
علي الرغم من أن ظاهرة التطريد ظاهرة طبيعية وراثية لتكاثر النحل و انتشاره إلا أن هناك عوامل أخري معقدة و غير مفهومة بصورة جيدة حتى الآن و التي تتحكم بهذا السلوك .

و من ضمن هذه السلالات :
سلالات النحل الايطالي و القوقازي و التركي و الكرنيولي من ضمن السلالات الغير ميالة للتطريد و قد وجد بأن سلالات النحل القبرصي و النحل السوري و النحل القزم قليلة الميل للتطريد ...
أيضاً من ضمن السلالات فقد وجد أن النحل الأسود و النحل الألماني و النحل البري الصغير و نحل شمال أفريقيا ميالة للتطريد ، أما سلالة النحل المصري و النحل الهندي و التونسي تمتاز بشدة ميلها للتطريد .
و قد وجد بأن النحل الأفريقي له قدرة فائقة علي التطريد حيث تتجاوز من 7- 8 مرات في السنة كما وجد في النحل الهندي خروج 7 طرود من النحل في المستعمرة.
كما و قد تم عمل هجن بين ملكات النحل المصري مع ذكور سلالاتي النحل الكرنيولي و القوقازى و العكس و كانت النتيجة كالتالي :
تم الحصول علي هجن ذات صفات جيدة تجارياً و ذلك من تلقيح ذكور النحل المصري مع الملكات الايطالية والكرنيولية ، فكانت الهجن الأولي ذات صفات ممتازة في المناخ البارد و المعتدل وغير ميالة للتطريد .
أما هجن الملكات المصرية مع الذكور الايطالية والكرنيولية أعطت إنتاجاً سيئاً و قد وجد بأنها مازالت ميالة للتطريد خاصة التي تعيش في الخلايا الطينية ، أما التي تعيش في الخلايا الحديثة فقد تم تحسينها نوعاً ما .
و قد حاول العلماء إجراء عملية تحسين وراثي لسلالة النحل الأفريقي لقدرته الكبيرة علي التطريد عدة مرات في السنة و تم تهجينها مع النحل الأوروبي و لكن من دون أي جدوى حيث كانت الطوائف الجديدة تعطي العديد من الطرود في العام كذلك ..
و قد قال العلماء بأنه كان الجينات في النحل الأفريقي متأصلة و من الصعب إبعادها عن الأجيال التالية ، و لكن يجب لتحسين سلالة النحل هو تغيير ملكات الطوائف بملكات إيطالية أو كرنيولية نقية لكي تعطي هجنها الجديدة إنتاجاً أكثر ملائمة و لابد أيضاً من الاستعانة بالتلقيح الآلي .
و السبب في هذا الاختلاف ما بين السلالات هي إنه تحركها ظروف و عوامل بيئية والتي تضطرها لبناء بيوت الملكات بكثرة .
و تعد السلالات الايطالية و الكرنيولية و القوقازية هي أفضل السلالات القياسية و التي تعتمد علي عمليات التحسين الوراثي .


2 - عمر الملكة :

حيث أنه نجد أن الطوائف التي بها ملكات صغيرة السن لا تميل للتطريد ، بعكس الطوائف ذات الملكات المسنة ولذا يتم تغيير الملكات المسنة كل سنة أو سنتين .
والتي أثبتتها نظرية العالم بتلر Butler من أنه عندما تصبح الملكة عجوزاً أو يقل إنتاجها للمادة الملكية يشعر أفرادها بذلك و يسرعون في بناء البيوت الملكية لإيجاد مكلة تحل محل الأم العجوز " لان الملكة المسنة تضع بيضاً غير ملقح و هذا البيض ينتج ذكوراً " .
وبعد ذلك تخرج الملكة العذراء الأولي للتلقيح و تعود للخلية لتعيش جنباً إلي جنب مع أمها و يعملان معاً في وضع البيض ، غير أن زيادة عدد البيوت الملكية في الخلية يؤدي إلي حدوث التطريد مرة ثانية و ثالثة وهكذا كما سبق الإشارة إليها .
و لكن ملكة الخلية تكون أحياناً نشيطة و بياضه ومع هذا يحدث التطريد ، و يفسر بتلر ذلك بأن نشاط الملكة في وضع البيض و ما يتبعه من زيادة عدد أفراد الطائفة زيادة كبيرة أنما يرجع إلي قلة ما تحصل عليه كل نحلة من المادة الملكية و لذلك يلجأ النحل إلي بناء البيوت الملكية و يحدث التطريد .


3- موسم الرحيق :

فقد أثبت أنه كلما زادت غزارة موسم الرحيق يتجمع معظم النحل بالطائفة فتزدحم الخلية وتبدأ الشغالات في بناء بيوت الملكات استعدادً للتطريد ، لأنه عندما تزداد قوة الطائفة فجأة و بسرعة في بداية الربيع فإنه يؤدي إلي زيادة عدد الشغالات صغيرة العمر وبالتالي لا تجد كمية كافية من اليرقات لتغذيتها لاستهلاك نتاجها من الغذاء الملكي ولهذا تلجأ الشغالات لبناء بيوت الملكات للتطريد .
والتي أثبتها العالم جير ستنجGerstung في نظريته التي سماها نظرية الغذاء الملكي و التي تتلخص في أنه عندما تضم الخلية عدداً ضخماً من النحل الحاضن الذي نضجت غدده البلعومية المنتجة للغذاء الملكي ( غذاء الحضنة ) يفيض إدرار هذه الغدد
فيضاً غزيراً يفوق احتياجات اليرقات الصغيرة التي توجد بالخلية من هذا الغذاء فتقوم الشغالات ببناء البيوت الملكية وتنقل إليها اليرقات الصغيرة و ذلك لكي يغذيها علي الغذاء الملكي الزائد الذي تفرزه الغدد البلعومية والذي لا يستطيع هذا النحل التخلص منه الا بهذه الطريقة و لذلك يزيد عدد بيوت الملكات العذارى و تلجأ إلي التطريد .


4- العيون السداسية الغير منتظمة :

فالعيون السداسية سميكة أو غير مناسبة فيؤدي ذلك لان تربك العمل داخل الخلية لأنه تضع فيها الملكة البيض وبالتالي يؤدي ذلك إلي تقليل من مساحة عش الحضنة و هذا ويشجعها علي التطريد .


5- التظليل :

فقد وجد أن الخلايا المعرضة للشمس مباشرة أكثر عرضة للتطريد من الخلايا المظللة . أن التظليل وأشعة الشمس وازدياد حرارة الخلية وسقوط أشعة الشمس المباشرة عليها يساعد على تطريد النحل وقد يخرج الطرد من الخلية إما مستقبلا أو مع ملكته و لهذا يفضل عمل مظلات أو وضع الخلايا في ظل الأشجار المتساقطة الأوراق شتاءً .

شكرا على الطرح القيم اخي ورمضان مبارك

اشكركم على المعلومات القيمه
انا من الكويت هاوى جديد واحب الاعتناء بالنحل
ولكن الشخص الذى اتعامل معه بملاحظة الخلايا
لايريد اعطائى المعلومات مماجعلنى استغنى عن خدماته
واتجه الى المنتديات لاخذ المعلومه الان عندى مشكله خليه
فارغه من النحل وثلاث خلايا احس ان العدد بداخلهم قليل
افيدونى افادكم الله