“النحالين الأردنيين”: اعتداءات على أشجار طلح تاريخية في غور عسال (صور وكتاب)

“النحالين الأردنيين”: اعتداءات على أشجار طلح تاريخية في غور عسال (صور وكتاب)



فرح عطيات الغد الجمعة, يونيو 12 2020

عمان ـ انتقد الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين “الاعتداءات” التي تتم على الموائل الطبيعية في مناطق الإرث البيئي التاريخي في غور عسال، والتي تشكل مأوى طبيعية للطيور والحيوانات في تلك المنطقة.

وطالب الاتحاد، في كتاب وجهه لوزير البيئة الدكتور صالح الخرابشة أمس التي حصلت لـ”الغد” على نسخة منه، وقف ما أسماه “بالاستهتار والعبث بالموائل الطبيعية في الأردن، عبر قيام أحدى الشركات الاستثمارية بقطع الإرث الطبيعية، وبصورة استثارت استياء مواطني المنطقة”.



وأكد نائب رئيس الاتحاد محمود عربيات لـ”الغد” على أن ” الغور يمتاز بكثرة أشجار الطلح فيه، والتي تشكل مأوى طبيعية للطيور والحيوانات، بل وتعد كذلك مرعى للنحل، ومصدر لأجود وأندر أنواع الأعسال الطبيعية التي تميز المنتج الأردني”.

وكان سمح وزير الزراعة بالوكالة الدكتور صالح الخرابشة، في كتاب أرسل الى مدير مديرية زراعة الأغوار الجنوبية في نهاية شهر أيار (مايو) الماضي، “بإزالة عشرون شجرة طلح بعمر ١٢ سنة، و١٠ شجرات اخريات بعمر الـ٤ سنوات، وتقليم ما يماثلهم بالعدد وبناتج ٣٠٠٠ كغم حطب حكومي”.



واشترط الوزير، في الكتاب ذاته الذي وصل لـ”الغد” نسخة منه، أن “يتم دفع ١٨٠٠ دينار من قبل المستثمر، على أن تزال بعد الحصول على المبلغ المالي المترتب، بواسطة عمال وزارة الزراعة، وتحت إشراف رئيس قسم الحراج والمراعي، وعند البدء بتنفيذ العمل وحضور الاليات، وبيع الناتج لصالح صندوق (إيرادات قانون تنظيم توريد إيرادات الدولة/ بيع أحطاب، إزالة أشجار) وحسب الأصول”.



لكن مربي النحل ساري العجالين أكد لـ”الغد” على أن عملية إزالة الأشجار وتقطيعها لم يكن تحت إشراف وزارة الزراعة أو بتواجد أي من الجهات الرسمية وإنما من قبل عمال تم توظيفهم من المستثمر، والتي جرت خلال ساعات المساء”.

ولفت الى أن “منطقة غور عسال تتصف بأنها حرجيه ويكثر فيها شجر الطلح، والسمر، والسدر، والطرفاء وهي أشجار نادره عمرها أكثر من ٣٠٠ عام ولا يوجد مثلها إلا باليمن”.

وبين أن” تلك الانواع تنتج عسل الطلح والسمر والسدر، كما أنها مأوى لجميع انواع الطيور، ومثل هذه الاعتداءات تهدد مصدر أرزاقهم كمربي للنحل”.



وأظهرت الصور والفيديوهات التي حصلت عليها الـ”الغد” من الموقع المنوي فيه إنشاء مصنع للملح، تقطيع أعداد كبيرة من الأشجار، وتجميعها في منطقة محددة.

ويدافع مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة المهندس خالد القضاة عن “القرار المتعلق بالإزالة والتقليم” بان ” منطقة غور عسال تنمو فيها الأشجار بصورة بعلية، ويتكاثر فيها النحل بلا شك، لكن بغض الطرف عن التصلب في رأينا كوزارة بشأن بعض الاجراءات المماثلة، لكن لا يمكن أن نقف عائقا في نهاية الامر في وجه الاستثمار، خصوصا إذا كان يدر منافع للأردن”.



وتابع، في تصريحات لـ”الغد” “نحن نقف مع مربي النحل في ضرورة توافر الموائل وحمايتها، لكن في الكثير من الأحيان نضطر الى الموازنة بينها وبين حاجات الاستثمار، ولدينا العديد من الاجراءات التي تتخذ في عمليات إكثار النباتات الموجود، والمرغوبة لمربي النحل، تعويض ما يتم فقدانه من تلك الانواع”.



وأضاف أن “إحدى الشركات الاستثمارية، والتي قامت باستئجار قطعة أرض من سلطة وادي الأردن، لإنشاء مصنع ملح، توجهت للوزارة بطلب بإزالة بعض الأشجار، التي بدورها منحتها الموافقة الرسمية على ذلك لعدم وجود أي موانع، ووفقا للمعايير المذكورة في الكتاب السابق”.

وأكد على أن “الأشجار التي تزيد أعمارها عن الـ٢٠ عاما، تم إصدار توصية من قبل وزارة الزراعة بتقليمها فقط”.

وشدد على أن “هنالك عدد من المهندسين الزراعيين يتواجدون في الموقع، من أجل تحديد أعمار الأشجار والتأكد من العملية التي تجرى في المنطقة”.

و”تعيد المديرية في الكثير من الأحيان إجراء الكشف على المنطقة المنوي إزالة الأشجار فيها، للمحافظة على الحد الأدنى من أعداد المنوي تقطيعه، ومن قبل لجان تشكل لتلك الغاية، إذ أنه من غير السهل أن يتم منح الموافقات على مثل هذه العملية”.

وحول وجود دراسة أثر بيئي لدى وزارة الزراعة، مقدمة من قبل المستثمر ووزارة البيئة، أكد على أن ” المديرية لا تطلب وجود مثل هذه الدراسات من بين الشروط المطلوبة في مثل هذه الاستثمارات”.



وحاولت الـ”الغد” التواصل مع وزير الزراعة والبيئة الدكتور صالح الخرابشة، للاستدلال على حثيثات الموضوع من الجانب المتعلق بالبيئة الا أنه لم يتسنى لها ذلك.

وللاستدلال على رأي الشركة، صاحبة المشروع المنوي إنشاؤه في المنطقة في هذا الموضوع، أكد المستثمر يزن الجرابعة لـ”الغد” على أن “الشركة حصلت على الموافقات الرسمية لإنشاء المصنع، الذي سيوفر أكثر من ١٠٠ فرصة عمل”.

وبين أنه “سيتم زراعة ما يزيد عن ٦٠٠ شجرة نخيل، مقابل تلك التي سيجري على إزالتها، في وقت أن كافة إجراءاتنا قانونية ورسمية”.



على أن مربي النحل علي الفقهاء أبدى في تصريحات لـ”الغد” “استغرابه من أن يتم منح الموافقة للشركة ببناء مصنع الملح في هذه المنطقة، رغم وجود العديد من قطع الأراضي في غور العسال الخالية من الأشجار”.

ولفت الى أنه” وخلال الزيارة الميدانية التي أجراها أمس للمنطقة تفاجأ بان العديد من أشجار الطلح، والسدر المعمرة ونادرة الوجود، تم تقطيعها والاعتداء عليها، والتي أصبحت تهدد رزق مربي النحل، رغم وجود أرض بجانب تلك المخصصة للمصنع بالإمكان تنفيذ المشروع فيها، والحفاظ على الموائل الطبيعية بالمقابل”.