العسل العماني يطرق أبواب الولايات المتحدة ومالطا بالجودة

العسل العماني يطرق أبواب الولايات المتحدة ومالطا بالجودة



دراسة تشخّص الحلول في إقامة سوق مركزي ومعارض موسمية – استطلاع – رحمة الكلبانية وماجد الهطالي

يمتلك حمود العامري مؤسسة صغيرة تختص بالعسل العماني إنتاجا وتسويقا بعد أن يقوم بتعبئته وتغليفه في علب جاذبة للزبائن، وضمن خططه الحالية أن يصل بمنتجه إلى خارج الحدود وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية ومالطا.

ويعد إنتاج العسل أحد المجالات التجارية التي ينشط فيه كثير من الشباب العماني منهم المتفرغون باعتباره نشاطا تجاريا رئيسيا في دخلهم، وغير المتفرغين لزيادة الدخل وتنويعه وبشكل عام ينتجون كميات كبيرة يستهلكها السوق المحلي مع قليل من التصدير إلى أسواق خارجية وخصوصا المجاور منها.

وفي دراسة تشخيصية أعدتها وزارة الزراعة والثروة السمكية كشفت أن جود سوق مركزي لبيع نحل العسل، وإقامة معارض موسمية لمنتجات النحل، وإيجاد محلات متخصصة في بيع العسل العماني من أهم الحلول التي اقترحها منتجون العسل لمعالجة المشاكل التسويقية والترويجية للعسل المحلي.

وشملت الدراسة التي تناولت الوضع الراهن لتسويق منتجات نحل العسل نحو 256 مشروعا من مختلف محافظات السلطنة.
يقول حمود العامري: إن مؤسسته التي تحمل اسم (دكان العسل) تنوي إيصال منتجاتها للأسواق العالمية، معتبرا أن تنويع أساليب تعبئة وتغليف منتجات العسل من خلال عرضه في زجاجات فاخرة وعلب مخصصة للهدايا والتوزيعات أمر ضروري لجذب الزبائن والمنافسة في الأسواق الخارجية. مضيفا قدرة هذا القطاع على توفير فرص عمل للكوادر الوطنية، من خلال تشجيع أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وحسب ما قاله العامري فإن تسويق منتجاته يتم عن طريق المنافذ الأقرب للسياح وزوار السلطنة كالسوق الحرة في مطاري مسقط وصلالة، إلى جانب المشاركة في المعارض والمحافل المحلية والعالمية الخاصة بالعسل، إلى جانب اعتمادهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول نحالون ومهتمون آخرون في استطلاع لـ(عمان الاقتصادي): إن قطاع المناحل من القطاعات الحيوية التي تحتاج إلى اهتمام وتطوير عن طريق تقديم الدعم الفني واللوجستي وتطوير عمليات تعبئة العسل المحلي من حيث معدات وأساليب حديثة، وكذلك الاهتمام بزيادة إنتاجية عسل النحل.

وأشاروا إلى أن هناك خططا ومساعي لإيصال منتجات العسل إلى معظم دول العالم وإبراز جودته، موضحين أن التسويق الحالي يتم عن طريق المنافذ الأقرب للسياح وزوار السلطنة كالسوق الحرة في مطاري مسقط وصلالة والمعارض والمحافل المحلية والعالمية الخاصة بالعسل، إلى جانب اعتمادهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع قاعدة زبائن المحل.

ويناشد النحالون بضرورة إقامة جمعية تعنى بالنحالين العمانيين، وتخصيص أراض للنحالين المسجلين من أجل إقامة المناحل وتصنيع المنتجات، وكذلك تسهيل إجراءات جلب أيد عاملة وافدة لحاجة النحال إلى معونة في عمليات تعبئه وتفريغ ونقل المنتجات.

سقف واحد
وتعتزم الشركة الوطنية للعسل الطبيعي في شهر فبراير القادم أن توسع نشاطها في تجارة العسل، ليمتد توزيع منتجاتها إلى دول الخليج عبر موزعين معتمدين.

يقول محمد الشنفري صاحب الشركة: إن هدف الشركة يتجسد في إيصال منتجات العسل العماني إلى جميع دول العالم وإلى إبراز جودته من بين مختلف أنواع العسل الأخرى، مضيفا إن الشركة تعمل على ضم النحالين تحت سقف واحد من خلال جمع إنتاجهم والتأكد من جودته من خلال الفحوصات المخبرية، ثم تعبئته وتغليفه في مقر الشركة حسب المواصفات العالمية، وتسويقه عبر منافذ الشركة التسويقية في كل من المصنعة و صلالة وقريبا ستي سنتر مسقط.

وأوضح الشنفري أن الشركة أنشئت في 2014 بدعم من صندوق الرفد، وتعتبر الوطنية أول شركة عمانية متخصصة في إنتاج العسل العماني وتوفير كافة مستلزمات تربية النحل بهدف زيادة الإنتاج في السلطنة.

طرق التسويق
محمد الحسني أحد النحالين بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية يمتلك مشروعا عائليا لإنتاج وبيع العسل العماني بمتوسط إنتاج يصل إلى 500 – 600 كيلوجرام سنويا، قال: إن قطاع العسل هو قطاع مربح للغاية على الرغم من التحديات البيئية.

ويحرص الحسني على تسويق منتجاته محليا من خلال مشاركته في المعارض والأسواق السنوية التي تنظمها وزارة الزراعة والثروة السمكية للنحالين العمانيين إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي. ويناشد محمد الحسني الجهات المعنية بضرورة تقديم تسهيلات لإيجاد منافذ بيع للنحالين العمانيين وتسويق منتجات العسل العماني.

قطاع مربح
وقال الدكتور حمد بن علي بن حمد البلوشي، عضو مجلس إدارة اتحاد النحالين العرب وصاحب مناحل الأسد الذهبي: قمت بتطوير مشروعي في تربية النحل وبيع العسل بعد حصولي على جائزة المناحل النموذجية عام 2003 بشهر الزراعة، وسرعان ما استطعت توسيع قاعدة زبائني محليا وخارجيا، مع حرصي على المشاركة في أسواق العسل في السلطنة وخارجها.

وأضاف البلوشي: إن الاستثمار في قطاع العسل العماني يعد مربحا، بالرغم من تفاوت إنتاجيته من سنة لأخرى اعتمادا على الظروف البيئية، إلا أنه ذو جودة عالية تمكنه من منافسة باقي أنواع العسل الأخرى.

ويسعى الدكتور حمد إلى إضافة قيمة لمنتجاته بتصنيع العسل من خلال تقديم منتجات مميزة كالخلطات العلاجية وبيع حبوب اللقاح وإنتاج العكبر وسم العسل الذي يستخدم كعلاج لكثير من المشكلات الصحية في الطب البديل.

وطالب البلوشي الجهات المعنية بتخصيص أراض خاصة للنحالين المسجلين لإقامة مناحلهم وتصنيع منتجاتهم، وتسهيل إجراءات جلب أيد عاملة وافدة لحاجة النحال إلى من يعاونه في عمليات تعبئة وتفريغ ونقل منتجاته وخلال السرح مع النحل في الأودية والجبال.
وأوصى الدكتور بإنشاء جمعية تعنى بالنحالين العمانيين، كما ناشد النحالين بضرورة الانضمام إلى اتحاد النحالين العرب، وهو اتحاد مهني متخصص بتنمية وتنسيق مجالات تربية النحل في الوطن العربي من خلال نشاطاته العامة أو من خلال المؤسسات والجمعيات والمراكز المنتمية له في الأقطار العربية.

دراسة ومؤشرات
وفي دراسة قامت بها وزارة الزراعة والثروة السمكية تحمل عنوان (دراسة تشخيصية حول الوضع الراهن لتسويق منتجات نحل العسل) وضحت أن نحو 19% من 256 مشروع تسوق إنتاجها في السوق المحلي للولاية ونحو 13% منها تسوق في الدول المجاورة، بينما نحو 19% يسوقون إنتاجهم عبر الوسطاء.

وحول أساليب وطرق البيع المتبعة في تسويق العسل العماني أفادت الدراسة أن 30% من مشروعات الدراسة يتبعون أسلوب البيع المفرد في تسويق إنتاجهم، بينما 4% فقط يتبعون أسلوب البيع بالجملة، وتشير بيانات الدراسة أن حوالي 66% من مشروعات الدراسة يبيعون منتجاتهم بكلا الطريقتين.

وأوصت الدراسة بتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في مجال المناحل والتوجه إلى فتح عدد من المحلات المتخصصة لبيع منتجات العسل العماني خصوصا في العاصمة والأماكن السياحية وإنشاء سوق مركزي لتجارة وتسويق منتجات النحل المحلي وكذلك تطوير عمليات تعبئة العسل من حيث معدات وأساليب التعبئة وإنتاج واستخدام عبوات مميزة وخاصة بتعبئة هذا النوع من العسل، بالإضافة إلى تقديم دعم فني ولوجستي لجمعيات منتجي العسل وذلك للتغلب على العقبات التي تواجه تطوير هذا القطاع الحيوي المهم والنهوض.

وأشارت إلى أن ما يزيد عن 87% من مشروعات الدراسة اعتمدت في إنشائها على التمويل الشخصي، بينما الـ13% الباقية اعتمدت على قروض من بنك التنمية العماني أو بنك تجاري أو غيره.

وأوضحت أن ما يقارب من 75% من الأيدي العاملة في المشروعات المسجلة بجميع محافظات السلطنة كانت من أسر أصحاب المشروعات منها أكثر من 55% سجلت كأيد عاملة دائمة، كما أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر من 92% من العاملين في مجال نحل العسل في المحافظات المختلفة هم من الأيدي العاملة الوطنية سواء من أسر أصحاب المشروعات أو من غيرهم وأقل من 8% فقط من الأيدي العاملة سجلت كأيد عاملة وافدة.

عيون الخليج / 2018.01.07

https://www.facebook.com/groups/wordbees