أشهر نحالي فلسطين...من لسعة نحلة

أشهر نحالي فلسطين...من لسعة نحلة
جهاد الجنيدي...



خاص-راية: طه أبو حسين
لسعة نحلة..غيرت مجرى حياته، ومن لسعة نحلة تحول الشاب العشريني، جهاد الجنيدي، إلى أشهر نحالي فلسطين..

البداية كانت عندما لسعته "نحلة طائشة" كما يقول، بجفن عينه، ما أدى لانتفاخها، لتبدأ بهذه العين المنتفخة قصة عشق لا تنتهي.. فشيد بيوت النحل في مختلف محافظات الوطن ضمن قرية النحل الخاصة به والمعروفة باسم (عسل جبال فلسطين).



رب ضارة نافعة، فبداية جهاد الجنيدي من مدينة الخليل، بقرصة نحله، تلتها قرصات النحالين الذين عزفوا عن تزويده بالمعلومات حول طريقة تربية النحل، ناهيك عن قرصات المجتمع بمحاولة إحباطه دخول هذا العالم المعقّد بمستوى ربما يزيد عن عقد خلية النحل، وتلك القرصات كافة، زادته إصرارا وقوة ليشقّ طريقه ويبني خلية (عسل جبال فلسطين) بجهد ومشقة كبيرتين.

"بدايتي كانت قبل 25 عاما، بالصدفة، عثرت على خلية نحل برية في الجبل، أحضرتها ووضعتها في جرة فخارية، لم يكن لدي خبرة بالنحل، لكن جلوسي عند الخلية ومراقبة النحل، أوجد حبها في قلبي، فأصبح لدي شغف، وأصبحت أبحث كيف يعيش وكيف يحافظ على مستوى نظام رفيع المستوى" قال جهاد الجنيدي.



جهاد بدأ من خلية النحل الصغيرة التي وضعها في جرة فخارية، وبعد جمع المعلومات قرر أن يضاعفها "عملت على زيادة الخلايا، فبعد سنة أصبحت 7 خلايا، والعام التالي تضاعفت لـ 15 خلية، وبقيت كذلك حتى اليوم، أي بعد 25 عاماً، حتى أصبحت أشهر النحالين، وعندي 1500 خلية نحل، وحاصل على شهادة أجود عسل في فلسطين للعام الثالث على التوالي".

بناء الخلايا، تحتاج لعام كامل حتى يستخرج منها العسل، والعسل ليس نوعا واحدا، فكل نوع ينتمي للبيئة التي يتواجد بها، حسب الزهور التي يتغذى منها النحل، وعسل جبال فلسطين، انتشر في المناطق جميعها ليجمع كلّ النكهات.

عسل منطقة الأغوار، المنطقة الممتدة من أريحا للعوجا والجفتلك وفروش بيت دجن، تشتهر بشجر السدر، التي يتغذى النحل على زهرها، وهذا النوع معروف بجودته العلاجية حسب الجنيدي "يستخدم للأمراض الصعبة والمستعصية، كالسرطان، بالإضافة لمشاكل الإنجاب، ومشاكل الضعف لأنه منشط ومقوي لجهاز المناعة، وهو النوع الوحيد الذي يحتوي على الأحماض الأمينية".



جنين تتميز بزراعة حبة البركة واليانسون في سهولها، والنحل هناك يتغذى عليها، فيثمر عسلاً مميزا، يقول الجنيدي :"عسل حبة البركة عسل علاجي، فحبة البركة بحد ذاتها علاج، فكيف عند اندماجها بالعسل، فيستخدم لعلاج نقص نمو الأطفال، كما يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، بالتالي ننصح به للحوامل والمرضعات كونه مقوي".

في حين أن عسل منطقة طولكرم المعروف بعسل الشوك المر، هو الأعلى سعراً كونه الأقل انتاجاً. قال الجنيدي"يستخدم علاجا لمرضى السكري، فالعسل الطبيعي لا يؤثر على مريض السكري، لأن نسبة الجلوكوز الطبيعية في العسل هي أقل من واحد بالمائة، وعسل الشوك المر، يمتاز باحتوائه على أنزيم منظم للسكري، فهو يعطي نشاط وحيوية ويذهب الخمول لمرضى السكري".



أما الخليل، فهي المدينة الوحيدة التي يقطف العسل بها مرتين، قطفة الربيع والصيف. قال الجنيدي "قطفة الربيع الجبلي والمعروف بعسل العائلة، مكون من أزهار عديدة، وهذا العسل له ميزة، وينصح به للأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي، والنسيان، وضعف الذاكرة، فهو أكثر نوع يحتوي على فيتامينات".

بينما القطفة الثانية، تقطف فصل الصيف، "وهي قطفة الزحيف والزعتر البري، وتمتاز بأنها قطفة حامية، فلما تأكل ملعقة منه، تشعر بحرقان، وأغلبه يخرج خارج البلاد لأن بلدنا هي الوحيدة التي تنتج هذا النوع، يستخدم لأمراض الجهاز التنفسي، السعال، الرشح، ويستخدم أيضا للمدخنين، لتنظيف الأمعاء والرئتين" قال الجنيدي.



"يضع الله سرّه في أضعف خلقه"، هكذا يقال، وهي عين الحقيقة لو تفكرنا بالنحل، ذلك المخلوق الصغير الذي يحمل كثير الأسرار والألغاز، بعضها عرف وبعضها ما زال عصياً على التفسير، غير أن الله قد جزم أمره بأنه شفاء للناس، والعلم ما زال يبحث ويحاول حلّ شيفراته المعقدة والتي تفاجئ العلماء اكتشفاً بعد اكتشاف.




شبكة راية الإعلامية 2017.08.22

https://www.facebook.com/groups/wordbees