النحل الكويتي يقاوم الحر والغبار وينتج أفضل عسل بالعالم

النحل الكويتي يقاوم الحر والغبار وينتج أفضل عسل بالعالم
النحالون الكويتيون وضعوا بصمة عالمية



ارتفاع درجة الحرارة في الكويت التي يمتد صيفها لأكثر من ثلاثة شهور معروف، حيث تشتهر أجواء الدولة بالغبار الذي يستمر لفترات طويلة على مدار العام، وطبيعة البلاد الصحراوية، وهي صفات تجعل تربية النحل في الكويت أمراً أقرب للمستحيل.

في حين يعد ولوج كويتيين عالم تربية النحل مخاطرة كبيرة، نهايتها خسارة فادحة دون شك، فكل ما تحتاجه عملية تربية النحل لا يتوافر في ظروف تلك البلاد؛ بالنظر إلى حاجة النحل إلى وفرة في المساحات الخضراء والأزهار والأشجار، وأجواء معتدلة نظيفة، هذا بالإضافة إلى المراعاة الصحية وبرامج التغذية والتطعيم وغيرها.

- الأفضل عالمياً
برغم كل الظروف المذكورة سابقاً، والمعوقات التي تقف حاجزاً أمام نجاح تربية النحل، حصلت الكويت على الميدالية الذهبية عن أفضل عسل مستخرج ومعبأ في العالم، خلال مؤتمر دولي عقد في كوريا الجنوبية في سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال أمين عام النادي العلمي الكويتي، آدم الملا، في تصريح صحفي، إن النحال والباحث بمركز أبحاث النحل في النادي، عبد العزيز البرجس، نال الميدالية الذهبية عن أربع عينات من عسل السدر الكويتي، مضيفاً أن عينة عسل الزهور الربيعية المختلطة بالمكسرات حلت في المرتبة الثانية محققة الميدالية الفضية، لافتاً إلى أن الكويت حازت المرتبة الأولى من بين ما يزيد على 100 دولة.

المهتمون بتربية النحل في الكويت وبرغم المعوقات الكثيرة التي يواجهونها لكنها لم تصمد أمام طموحهم، بل تجاوزوها ناجحين في وضع بصمة مهمة في إنتاج العسل على المستويين الإقليمي والعربي.

وتتضح معالم ذلك الاهتمام بإنتاج العسل من خلال عدد من النحالين الذين تخصصوا في هذه المهنة لسنوات طويلة، وأتقنوا مهاراتها كافة، وانعكس ذلك على إنتاجهم المتميز من أنواع عديدة من العسل، نجح بعضها في تحقيق جوائز عالمية.

وهو ما أكده مساعد الأمين العام لاتحاد النحالين العرب، رئيس مركز أبحاث النحل بالنادي العلمي الكويتي، توفيق عبد الله المشاري، لافتاً إلى أن دولة الكويت تحتضن 10 آلاف خلية نحل منتشرة على البيوت والمزارع والمدارس.

وقال المشاري لوكالة الأنباء الكويتية، إن الدورات العلمية التي يقدمها النادي العلمي سنوياً عن تربية النحل جعلت الأعداد آخذة في تزايد مستمر، حتى وصل العدد الإجمالي إلى 500 نحال وهاو تربية النحل.

- مراحل الإنتاج
ويكون إنتاج العسل في الكويت على فترتين سنوياً؛ حيث يبدأ الهواة خلال شهر مارس/آذار بوضع الخلايا، ويحصدون الإنتاج في شهر يونيو/حزيران، معتمدين في غذاء النحل على أشجار الكينا والأزهار المتنوعة التي تظهر في الربيع، في حين تبدأ الفترة الثانية في سبتمبر/أيلول ويتم الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول بالاعتماد على التغذية من شجر السدر والبرسيم.

ويمتاز العسل الكويتي بجودته العالية؛ لأنه ينتج من أشجار السدر، وهو ما ساعد على فوز الكويت بالميدالية الذهبية عن عسل السدر الكويتي، الذي يعتبر أفضل عسل مستخرج ومعبأ في العالم.

وتعترض مربي النحل في الكويت جملةٌ من المشاكل أهمها ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، التي تقضي على معظم النحل، وكذلك الطيور الربيعية، خاصة طائر الوروار (الخضيري) آكل النحل، وبعض الحشرات، بالإضافة إلى العواصف الترابية، ثم جهل بعض المربين بقواعد تربية النحل وأصولها، في حين يبلغ إنتاج الكويت من العسل سنوياً ما بين 25 و35 طناً، وهو ما يغطي ما نسبته 25% من حاجة المستهلكين في البلاد.

لكن النحالون الكويتيون أثبتوا حرصهم على النهوض بواقع هوايتهم، التي من خلالها وضعوا بصمة عالمية، بعد جهود في متابعة إرشادات وتقارير عالمية حول تربية النحل، وحرص آخرين على دخول دورات متختصة، ومتابعة كل ما يطرأ على عالم النحل من جديد.

إسطنبول - الخليج أونلاين (خاص) 2015-12-19

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles