حرب النظام تدمّر قطاع الثروة الحيوانيّة

حرب النظام تدمّر قطاع الثروة الحيوانيّة
كلّنا سوريّون – بدر حسين:
تعتبر سورية واحدة من أهمّ الدول العربيّة في مجال الثروة الحيوانيّة، من حيث الأعداد والأنواع والإنتاج، وذلك لما تتمتّع به سورية من المناخ المتنوّع ووفرة المراعي والعناية الصحّيّة، وبعد انطلاق الثورة السوريّة وقيام النظام باتّباع الأسلوب العسكريّ لقمع الثورة في كافّة أنحاء سورية، ريفاً ومدينة، واستخدامه شتّى أنواع الأسلحة ضدّ المدنيّين، كان لابدّ من أن يتأثّر هذا القطاع بضرر كبير نتيجة: النزوح، وارتفاع أسعار الأعلاف، ونقص الموادّ والأدويّة المخصّصة للثروة الحيوانيّة؛ ونتيجة لكلّ ذلك حدث تدهور كبير في قطاع الثروة الحيوانيّة من حيث العدد والإنتاج، وبحسب أخصّائيّين، تشتهر سورية بتربية الكثير من الأنواع الحيوانيّة التي تحقّق مردوداً اقتصاديّاً لأصحابها، وتوفّر سلّة غذائيّة متكاملة تشمل الأجبان والألبان واللحوم والبيض والعسل والأسمدة الطبيعيّة للمزارعين، كما يدخل إنتاج هذا القطاع في مجال الصادرات.
اليوم، هو في وضع يرثى له، في ظلّ الغياب التامّ للجهات المعنيّة في معالجة هذه المشاكل.

قطاع الدواجن
في تصريح شامل ودقيق لمصدر من مديريّة الثروة الحيوانيّة في وزارة الزراعة والبنى التحتيّة في الحكومة المؤقّتة لجريدة “كلّنا سوريّون” قال: يعاني قطاع الثروة الحيوانيّة في سورية من مصاعب ومشاكل شملت كافّة القطاعات الحيوانيّة ومنها قطاع الدواجن الذي أصيب بشلل تامّ، وأضاف: يعاني قطاع الدواجن في سورية من توقّف شبه تامّ (ما يقارب 95%) وذلك منذ أكثر من عامين. ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب منها القصف الممنهج من قبل قوّات النظام الذي طال منشآت هذا القطاع، وأصوات الانفجارات التي تؤثّر على حياة أنواع من الحيوانات بالإضافة إلى عدم وجود أمّهات ومُفرّخات، الأمر الذي أدّى لارتفاع سعر الصوص. وتابع المصدر: علينا ألّا ننسى ارتفاع سعر الأعلاف والأدوية وعدم وجود اللقاحات، هذه الأسباب جعلت المربّين يعزِفون عن تربية الدواجن تفادياً للخسائر، ما أدّى إلى ارتفاع جنونيّ في أسعار المنتجات الحيوانيّة الذي يؤدّي بدوره إلى فقدان السماد الطبيعيّ اللازم للزراعة.
التهريب ونقص اللقاحات معاناة الأبقار
أمّا بالنسبة لوضع الأبقار فقد أشار المصدر من مديريّة الثروة الحيوانيّة، إلى أنّ الأبقار ليست أفضل حالاً، فهي تتعرّض للتهريب إلى دول الجوار وخاصّة للأنواع الجيّدة والمحسّنة ذات المردود العالي التي تعطي حوالي 40كغ من الحليب يوميّاً. حيث كان عدد الأبقار في سورية مليون ومئتي ألف رأس من البقر، وتراجع عددها إلى النصف!
وأوضح المصدر: هناك توقّف للتلقيح الصناعيّ، وعدم وجود معدّات وأدوات لجمع السائل المنويّ، والثيران المنتخبة، ممّا جعل المربّين يلجؤون إلى اللقاح الطبيعيّ الذي يتسبّب في انعزالات وراثيّة وتدهور الجيل بالمواصفات وبالتالي تدهور في الإنتاج.
وأكد المصدر أنّ النظام يحتكر “القشاة” التي تحوي السائل المنويّ المخصّص للقاحات بالإضافة للثيران والمعدّات اللازمة للتلقيح الصناعيّ، ونقص السائل الأزوتيّ الحافظ “للقشاة” حيث يتمّ نقلها إلى أماكن سيطرته. وأشار المصدر أنّ من المشاكل التي يعانيها هذا القطاع أيضاً النزوح للمربّين في كثير من المناطق نتيجة قصف قوّات النظام.


الأغنام والماعز ليست أحسن حالاً
وأضاف المتحدّث المختصّ في وزارة الزراعة التابعة للحكومة المؤقّتة: أنّ الأغنام والماعز تعاني من مشاكل عدّة أيضاً، جعلتها تتراجع إنتاجاً وعدداً، فسورية كانت تشتهر بأحسن الأنواع من الأغنام العواس، ذات الإنتاج الجيّد وأزكى أنواع اللحوم في العالم بسبب المرعى والمناخ، وقال المصدر: هذه الثروة اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب التهريب اليوميّ وبشكل لا يوصف، ممّا جعل أسعار اللحوم والحليب ومشتقّاته تصل لأسعار مرتفعة جدّاً، وكانت سورية تمتلك حوالي 13مليون رأس تراجع بحسب التقديرات اليوم إلى 6 مليون رأس، وهذا ما يُنذر بكارثة كبيرة. وأضاف أنّ هنالك مشاكل أخرى تشمل ارتفاع أسعار الأعلاف والأدويّة والمواصلات، وفقدان الأمان.
الماعز
يعتبر الماعز الشاميّ من أحسن أنواع الماعز، ويعدّ ثروة وطنيّة لها قيمتها العالميّة، وقد أوضح المصدر أنّ الماعز الشاميّ له مواصفات عالميّة منها الانتاج العالي من الحليب، 6كغ في اليوم، ويلد من 2 إلى 4 مواليد بالإضافة إلى الشكل الجميل وأوضح المصدر: لقد تمّ تهريب معظم هذه الثروة فلم يبقَ منها إلّا الأصناف الخليطة غير النقيّة وراثيّاً.

النحل والثروة السمكيّة في خطر
كذلك، فإنّ إنتاج العسل وعدد خلايا النحل في تراجع، وحسب المصدر المختصّ، يعود ذلك إلى عدم نقل النحل وتحويله إلى أماكن المراعي المتعدّدة في المحافظات في كلّ موسم بحسب النباتات. مثلاً، شتاءً إلى الساحل وفي الربيع إلى حمص وحماة وإدلب، وصيفاً إلى حلب، وبسبب القصف يصعب على المربّين نقل النحل، ممّا ينعكس سلباً على هذه الثروة.
أمّا الثروة السمكيّة فليست أفضل حالاً، يقول المصدر: هي شبه متوقّفة بسبب قصف النظام وحربه وعدم استقرار الأهالي ونزوحهم عن أماكن التربية وعدم وجود إصبعيّات (وهي البيوض الفاقسة حديثاً) وعدم سهولة التنقّل من أماكن الإنتاج إلى الاستهلاك وارتفاع أسعار المواصلات وغلاء الأعلاف والأدويّة، كلّ هذه الأسباب جعلت هذه الثروة شبه متوقّفة.
نداء
وعن الحلول والإجراءات التي يجب أن تتّخذ لمواجهة هذه المشاكل قال المصدر: أتوجّه إلى كافّة الجهات المعنيّة والقوى العاملة على الأرض في المناطق المحرّرة أن تتّخذ إجراءات صارمة تمنع التهريب وتقدّم التسهيلات للمربّين لكي يتمّ التعويض قبل فوات الأوان، فالأمر يُنذر بخطر يُهدّد هذه الثروة الوطنيّة التي تقدّم الغذاء للمواطنين بالإضافة إلى مساهمتها بتوفير فرص عمل لهم.

كتب بواسطة admin التاريخ: أكتوبر 04, 2014

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/