النحل ومربوه ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة

النحل ومربوه ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
صفد برس – أنسام مهنا
طالت الحرب الإسرائيلية على غزة تدميراً ممنهجاً لكل مناحي الحياة من الضحايا المدنيين، مروراً بتدمير آلاف المنازل وتجريف الأراضي، وصولاً إلى الحيوانات وحتى الحشرات التي لم تكن أفضل من حال سكانها وبالأخص النحل..

هشام الزعانين احد العاملين في مجال تربية النحل من سكان مدينة بيت حانون شمال القطاع، دمرت اله الحرب الإسرائيلية منحله الخاص بشكل جزئي خلال الحرب.
هشام العامل في هذا المجال منذ ما يزيد عن 10 أعوام، بعدما ورثها عن والده وأتقنها، وأصبحت مصدر دخله وقوت أولاده للتوسع تجارته مع مرور الوقت.

الزعانين وعلى وجه ملامح من الحزن يروي ” كنت امتلك اكثر من 50 خلية في منزلي وتأثرت هذه الخلايا من شظايا المدافع الصهيونية, وخسائر مناحلي تقدر بأكثر من 1300 دينار، حيث تم تدمير ما يقارب 11 خليه بشكل جزئي”.

وأضاف الزعانين انه خلال فترة الحرب كاملة لم يكن هناك الفرصة تتيح له الوصول للمناحل وتغذية النحل بالماء والسكر، كما هو مطلوب، مما أدى إلى أن تغذي النحل على ما ينتجه من عسل داخل الخلية.

وقال: مكان وجود المناحل وسط قطعة الأرض التي أقيم بها , جعل من الصعب الوصول لها في ظل التحليق الدائم للطائرات الحربية الإسرائيلية والتي كانت تستهدف كل ما يتحرك، دون تفريق بين مزارع أو طفل أو مقاوم، وحتى في ايام الهدنة لم اكن استطيع تفقد المناحل بسبب خطورة الوضع في منطقة بيت حانون الحدودية.

ارتفاع الاسعار
الزعانين الذي تكبد خسائر فادحة بسبب تدني نسبة الإنتاج ونفوق العديد من خلايا النحل، يؤكد أن الخسائر التي نتجت عن تدمير غطاء المناحل بشكل مباشر في جميع مناطق قطاع غزة هو السبب الحقيقي في ارتفاع الأسعار الذي شهده سوق العسل في الفترة ما بعد الحرب، حيث أصبح كيلو من العسل يساوي تقريبا 100 شيكلا .

وأضاف الزعانين ان المناحل التي تعود للنحالين والخاصة الموجودة على المناطق الحدودية , كانت تتضرر دائما وليست هذه الحرب فقط التي تضرر النحل بها , فالحروب السابقة والاجتياحاات المتكررة للأراضي وتجريفها كان يؤثر بشكل سلبي على النحل, ولكنه وصف هذه الحرب بالأشرس من بين جميع الحروب السابقة.

خسائر كبيرة
المهندس راتب سمور رئيس جمعية النحالين في غزة، من جانبه قال : اعمل في هذا المجال منذ حوالي 34 سنة، امتلك مناحل في عدة مناطق بقطاع غزة ويوجد لي منحل في منزلي وفي النصيرات وسط مدينة غزة والمغازي وامتلك واحدا أيضا في خزاعة جنوب القطاع، وقد تضررت جميعها تقريبا بسبب قصف مجاور لأرض زراعية.

ونوه سمور الى وجود اضرار غير مباشرة لدى النحالين في جميع القطاع، مضيفا خلال 51 يوما لم يكن لدينا القدرة للوصول دائماً إلى جميع المناحل التي نمتلكها، مع العلم انه يوجد من النحل من يحتاج لعلاج ولتغذية ورعاية كل فترة وأخرى، والغياب عنه طوال هذه الفترة يعني نفوقه وخسائر إضافية لنا.

وأضاف أيضا يوجد أعمال نحلية يجب القيام بها لجميع النحالين ولم يستطيعوا فعلها بسبب سوء الاوضاع في مناطق قطاع غزة وبالتحديد المناطق الحدودية .

غذاء النحل
وتوقع سمور أن يتراجع إنتاج العسل هذا العام بنسبة كبيرة عما كان عليه في العام الماضي، وأشار إلى أن تجريف الأراضي من قبل الدبابات الصهيونية تعتبر من الأضرار الغير مباشرة لقطاع النحل، لان النحل يتغذى على البروتين الموجود في الغطاء النباتي الذي يوجد به الأعشاب البرية الذي تعرض لعمليات تجريف ومما ادى الى اثار سلبية لمربى النحل وهذا سيؤثر على انتاج العسل
في السنوات القادمة.

وأفاد ” بان سعر الخلايا ارتفع نتيجة فقر خلايا النحل, اما العسل لم يتأثر كثيرآ بسبب وجود عند بعض النحالين عسل ربيعي مقطوف سابقا.

هذا وقد أعلنت وزارة الزراعة بغزة في وقت سابق عن تعرض قطاع تربية النحل نتيجة العدوان الإسرائيلي لخسائر تقدر بحوالي 3 ملايين دولار ما بين أضرار مباشرة وغير مباشرة .

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/