نحالون ينصحون المواطنين باستهلاك العسل كغذاء وليس كدواء

نحالون ينصحون المواطنين باستهلاك العسل كغذاء وليس كدواء
دعا نحالون المواطنين إلى استهلاك العسل كغذاء وليس كدواء نظرا للفوائد الصحية التي يتميز بها، مشيرين إلى أن المنتوج المحلي من هذه المادة عرف هذه السنة تراجعا بسبب الأحوال الجوية وهو ما أدى إلى ارتفاع سعره في السوق الوطنية، موضحين أن القدرة الشرائية المتدنية للزبائن منعتهم من التزود بهذه المادة،
وذلك بالرغم من المجهودات الكبيرة التي يبذلونها من أجل جعل ثمنه في متناولهم، وهو ما جعل ثقافته منحصرة العلاج وتحديدا من الأمراض الشتوية.

أكد مربو النحل الذين شاركوا مؤخرا في صالون العسل المنتظم من طرف فيدرالية تربية النحل لولاية الجزائر بالبريد المركزي، أن ثقافة استهلاك العسل لدى المواطنين ما تزال منحصرة في كونه دواء وليس غذاء من الضروري توفره في المنزل وتناوله باستمرار من أجل الوقاية من مختلف الأمراض التي تصيب الإنسان نظرا لفوائده الصحية المتعددة، مشيرين في هذا الإطار على أن ارتفاع سعره يعد من أكثر العوامل في جعله محصورا في العلاج فقط، وحسب سليمان، مربي نحل من ولاية تيزي وزو إلتقته »صوت الأحرار« خلال مشاركته في المعرض، حيث قال أن مثل هذه المبادرات ساهمت من تقريب النحال من المستهلك، حيث استطاع الصالون من استقطاب أعداد كبيرة من المواطنين الذين للاطلاع على مختلف أنواع العسل المعروضة، خاصة وأننا في فصل الشتاء وهي الفترة التي تكثر فيها الأمراض كالحساسية والأنفلونزا، وعليه يتزود هؤلاء بهذه المادة من أجل العلاج بدرجة أكبر، مضيفا أن المواطن تكونت لديه ثقافة لا بأس بها فيما يخص فوائد العسل وأنواعه، حيث يطلب مباشرة النوع الذي يريده لعلمه المسبق بفوائده العلاجية.

وأشار سليمان إلى أن سعر العسل هذه السنة عرف ارتفاعا ملحوظا ففي الوقت الذي كان فيه سعر عسل السدر 2400 دج للكلغ الواحد السنة الماضية، بلغ هذه السنة 3400 دج، مضيفا أن سبب هذه الزيادة راجع بالدرجة الأولى إلى الأحوال الجوية التي أترث كثيرا على المنتوج، ناهيك عن الصعوبات الكبيرة التي يجدها النحال في التنقل إلى الهضاب والمرتفعات من أجل إنتاجه، موضحا في هذا السياق أن تلك الزيادة جعلت منه غذاء وليس دواء، وهو من المفروض أن يستهلك للوقاية وليس كعلاج، حيث يقصد الزبائن المعرض بحثا عن عسل السدر، عسل اللبينة وعسل الكاليتوس، وهي الأنواع المعروف عنها محاربة أمراض مختلف أمراض الشتاء، وتحديدا الأمراض الصدرية والحساسية وأمراض الروماتيزم عند كبار السّن.
فارتفاع الأسعار جعل من الصعب تكريس ثقافة أن العسل غذاء وليس دواء بمجتمعنا يقول المربي سامي، من بودواو من ولاية بومرداس، الذي عرض أنواعا مختلفة من العسل، وذلك بسبب القدرة الشرائية المتدنية للمواطن، مضيفا أن مختلف المعارض التي شارك فيها لاقت استحسانا من طرف الزبائن الذين يتعاملون مع النحالين أنفسهم وليس الوسطاء، وبالتالي سمحت هذه المعارض من استرجاع الثقة التي تلاشت في السنوات الماضية في المنتوج المحلي من هذه المادة، والذي يتميز بفوائد لا حصر لها مقارنة بالمستورد.

وأكد هذا المربي أن التكاليف الباهظة التي تقع على عاتق النحال جعلت من الأسعار مرتفعة نوعا ما، مناشدا في هذا السياق السلطات المعنية مساعدتهم وتقديم الدعم لهم حتى يتسنى لهم تخفيض أسعاره ويكون بالتالي في متناول جميع المواطنين من جهة، وجعله من جهة أخرى غداء للوقاية من مختلف الأمراض وليس الشتوية فقط.
وخلال الزيارة التي قمنا بها للمعرض لاحظنا الإقبال الكبير عليه وهو الأمر الذي يؤكد ترسيخ ثقافة استهلالك العسل التي تمكنت مثل هذه المبادرات من غرسها لدى هؤلاء، حيث باتوا يدركون فوائد كل نوع العلاجية، خاصة تلك التي المعروفة بين الجميع وفي مقدمتها عسل السدر، الكاليتوس واللبينة، فيما شكلت الأسعار العقبة الوحيدة أمام هؤلاء لاقتنائه بكميات كبيرة مما جعلهم يكتفون بكميات بسيطة من أجل العلاج فقط حسب ما أكده البعض، خاصة بالنسبة للمسنين والأطفال، وتحديدا هذه السنة حيث يعرف تراجعا في الإنتاج نتيجة للعامل المناخي بالدرجة الأولى.

من جهته قال بيطاطا نذير مربي من القبة بالعاصمة، أن فئة قليلة فقط من المواطنين مازالت لا تثق في المنتوج المحلي من العسل، وهي الفكرة التي يحاول النحالين القضاء عليها من خلال التقرب منهم في كل مرة، داعيا هؤلاء بفضل خبرته الكبيرة في المجال على التغذي بالعسل ولو بكميات قليلة، وأفضل طريقة للتزود بفوائده بنسبة 100 بالمائة هي إذابة ملعقة عسل في كوب من الماء الدافئ يوميا في الصباح على الريق والامتناع عن حصره في حالات المرض، مشيرا إلى أن المنتوج المحلي عرف هذه السنة تراجعا بسبب الأحوال الجوية وهو ما جعل أسعار بعض الأنواع ترتفع، حيث بلغ الإنتاج في الصندوق الواحد 3إلى 7 كلغ فقط.
اقتربنا من بعض الزوار الذين أكدوا أن السبب الرئيسي لاقتنائه يكون بهدف التداوي بالدرجة، حيث قالت وسيلة من حسين داي أن الأسعار المرتفعة جعلتهم يقتصرون على التداوي به فقط،، مضيفة بأنها تنتظر هذه المعارض لشراء كمية ولو قليلة من هذا المنتوج حرصا منها على أن تشتريه من النحالين أنفسهم، مضيفة أنها تحرص على استهلاك ولو القليل منه نظرا لفوائده الكثيرة.

أما نوال فقد أكدت أنها اشترت قارورة من عسل السدر لوالدها الكبير في السن والمصاب في هذه الفترة بالسعال، ورغم ارتفاع سعره فهي ملزمة على الشراء لمواجهة أمراض الشتاء.
̄ رفيقة نشر في صوت الأحرار يوم 20 - 01 - 2014
https://www.facebook.com/groups/apiculteur/