النادي العلمي نظم محاضرة علمية إيمانية عن «آيات الله في النحل

النادي العلمي نظم محاضرة علمية إيمانية عن «آيات الله في النحل

في اطار التعاون المستمر والفعال بين إدارات النادي العلمي الكويتي لنشر الوعي والثقافة العلمية والدينية بين أعضاء النادي والمجتمع الكويتي كافة، نظمت إدارة مركز علمي إيماني وإدارة التدريب والمعارض وإدارة مركز أبحاث النحل محاضرة علمية إيمانية حملت عنوان «آيات الله في النحل» حاضر فيها المستشار بإتحاد النحالين العرب ومدير مركز أبحاث النحل بالنادي توفيق المشاري، وذلك بحضور مدير إدارة مركز علمي إيماني بالنادي إبراهيم المرجان ومدير إدارة التدريب والمعارض بالنادي الدكتور مشعل المنصوري، وعدد من أعضاء النادي والجمهور العام.
وقال المشاري ان تربية النحل معروفة منذ قديم الزمن حيث وجدت بعض النقوش في المعابد الفرعونية تعود إلى أكثر من 5000 عام توضح طريقة تربية النحل قديماً عن الفراعنة، وكذلك هناك نقوش وكتابات تعود للحضارة البابلية واليونانية وغيرها من الحضارات القديمة.

وذكر أن كل الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام ورد في كتبها السماوية عن النحل وأهميته، وقد جاء في القرآن الكريم: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة النحل 68 ـ 69، كما ورد في السنة النبوية الشريفة عدة أحاديث تذكر فوائد العسل وتحدد أهميته في العلاج، مضيفاً ان كلمة «شفاء» ذكرت في القرآن الكريم 4 مرات، منها مرة في الآية الكريمة (فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وذلك يدل على أهمية منتجات خلية النحل وفائدتها الكبيرة.
وأضاف المشاري: ولقد غدت النحلة الآن وما يخرج من بطونها على موائد البحث العلمي في جميع أرجاء الأرض، فعلماء الأحياء منهمكين في تطوير الأبحاث المتعلقة بها، وآخرون يدرسون لونه وأثر المعادن عليه وتبلوره وكثافته، ولُزوجته وحامضيته، وآخرون يدرسون جودته، وكذلك أساتذة الطب يدرّسونه في جامعاتهم ويعالجون به مرضاهم، وقد أقيمت المراكز الطبية العالمية للاستشفاء بمنتجات نحل العسل، وأيضاً نجده لدى علماء الصيدلة في مختبراتهم، وعلماء الزراعة في مزارعهم، وعلماء الاقتصاد يدرسون آثاره الاقتصادية، وعلماء البيئة يدرسون تأثيره على بيئاتهم، حتى أن الشعراء قد تغزّلوا به في أشعارهم، كم تعقد المؤتمرات العلمية وورش العمل والندوات المتخصصة وتلقى المحاضرات وتعدّ الأبحاث كل ذلك من أجل هذه النحلة وما يخرج من بطونها، إذ لم يعد العسل مجرد شربة من سكر نتفكه بها، بل غدا ترياقاً ومعيناً من علم لا ينضب.

وخلال المحاضرة تطرق المشاري إلى خلية النحل والحياة الإجتماعية للنحل، مشيراً إلى أن خلية النحل تتكون من الشغالات، والذكور وعلى رأسها توجد ملكة واحدة بالإضافة إلى ذلك نجد الأطوار المختلفة من البيض واليرقات والعذارى، ويتوفر لدى الخلية الغذاء اللازم من العسل وحبوب اللقاح ولكل فرد من هذه المملكة مميزاته وخصائصه التي تميزه، وتتجلى عظمة الحق وبديع خلقه في ملائمة صفات كل فرد لما تقوم به من أعمال وما ينوط إليها من واجبات.

وعن الملكة قال بانها أنثى كاملة تخرج من بيضة ملقحة، وظيفتها وضع البيض، ومتوسط عمرها 3 - 8 سنوات، وتضع ما بين 1500 - 3000 بيضة في اليوم، وتبدأ بوضع البيض في منتصف القرص، ثم تدور في شكل دائرى بطريقة هندسية رائعة منظمة، وتلقح الملكة مرة واحدة في العمر، وتضع بيضاً مخصباً ينتج عنه ملكات وشغالات، وبيضاً غير مخصب ينتج عنه ذكور فقط.
وأضاف أن الملكة تلقح خارج الخلية بإصدار صوتاً مميزاً لتنبيه الذكور، ولا يلقحها إلا أقوى الذكور وأقدرها على الطيران ويعتبر هذا نوع من أنواع الانتخاب الطبيعي، ويتم التلقيح في الهواء، وعادة ما يكون في أوائل شهر مارس، وتعود الملكة للخلية حيث يظهر فى مؤخرة بطنها جزء أبيض، وعند عودتها تلعقها الشغالات وتنظفها وتغذيها وتساعدها الشغالات في التخلص من الملكات العذارى، مشيراً إلى أن الملكة تفرز رائحة طيبة تنشرها على جسمها كله فتلعقها الشغالات ليشعر الجميع بوجودها، وعندما تكبر الملكة ويقل انتاجها لتلك المادة فتقوم الشغالات ببناء بيوت ملكية جديدة لكى تنتج ملكة جديدة.

وقال المشاري أن الشغالة هي أنثى غير مكتملة تتميز بصفات خاصة تمكنها من القيام بواجباتها وتقوم الشغالة بأعمال داخلية وخارجية، أما الداخلية فتشمل انتاج العسل وتربية وتغذية اليرقات والعذارى والعناية بالملكة وذلك لمدة 21 يوم، ثم تقوم بالأعمال الخارجية من جمع حبوب لقاح ورحيق ومن الأعمال الداخلية أيضاً تنظيف العيون السداسية، وتدفئة الخلية ففي الشتاء والصيف لابد أن تكون درجة الحرارة 34 درجة مئوية داخل الخلية، وكذلك إفراز الغذاء الملكى، وتفرز الشمع، وتحرس الخلية وتدافع عنها حتى الموت.

وعن الذكر، قال المشاري أنه ينشأ من بيضة غير مخصبة، ويفقس بعد 3 أيام ولا توجد له آلة اللسع وظيفته الوحيدة التلقيح، وقرب انتهاء موسم الرحيق تقوم الشغالات بإبعاد الذكور وطردها لأنها عالة على الخلية فيما يعرف بمذبحة الذكور.
وبخصوص حياه النحل أشار المشاري إلى أن النحل يعيش عيشه اجتماعية تفوق النظم البشرية، فيوجد نظام دقيق للعمل بين الطوائف الثلاثة الملكة والذكر والشغالات، كما يوجد نظام للحراسة وتربية الصغار وجلب الرحيق وحبوب اللقاح ونظام لعزل المرضى، ولهذه المملكة القدرة على تنظيم درجة حرارة مسكنهم.

واختتم المحاضرة قائلاً أن للنحل قدرة هائلة على تمييز الروائح وهي تساعده على انتقاء الزيوت العطرية وتميز بها بين أفراد الطائفة، ولغه النحل هي الرقص، فسبحان الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالاً يحتذى به في التعاون والنظام، الكل يعمل حسب سنه ودوره، فالبعض يبني كأمهر البنائين والمهندسين ليشيد قرص النحل، والبعض يستكشف مكان الطعام ليوفر الجهد عن الأخرين، فالشغالات تقمن برحلات للكشف عن أماكن الرحيق وانضاج العسل وتخزينة وحفظه، ويحافظن على نظافة المملكة، ومراقبة الخلية يراقبن من دخل إليها ومن خرج، حيث يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية، فمن علم هؤلاء كل هذا؟ ومن أوحى لهن هذه الأدوار؟ إنه رب العالمين الذي يقول: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) الأنعام: 38.

جريدة الوسط Wednesday, January 08, 2014

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/