بنك وراثي للمحافظة على سلالة النحل السوري

بنك وراثي للمحافظة على سلالة النحل السوري

للنحل السوري وملكاته سمعة طيبة في سوق النحل العالمي، وهذه السمعة جاءت من التاريخ الطويل لجودته، ولأجل ذلك أقرت وزارة الزراعة إنشاء بنك وراثي للنحلة السورية في قرية "الرحملية".



في عام 2010 صدر قرار عن الوزارة بإنشاء البنك الوراثي للنحل السوري آخذاً بالاعتبار جملة من المعطيات العلمية يتحدث عنها المهندس الزراعي "علي مرتضى" أحد مربي النحل في اللاذقية في حديث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 20/7/2013 فقال: «الغاية من إنشاء البنك الوراثي هي المحافظة على سلالة النحل السوري من التأثيرات
تكبير الصورة
الخارجية عليه بسبب وجود ملكات أجنبيات في بعض خلاياه، وإجراء الدراسات العلمية لتأصيلها محلياً وتحسينها، وتزويد مراكز النحل التابعة لوزارة الزراعة بملكات مؤصلة وبيعها للنحالين بسعر تشجيعي، وإعادة نشر وسيادة النحلة السورية في البيئة المحلية لما تتصف به من ميزات كثيرة أهمها التأقلم الكبير مع الظروف البيئية المحلية منذ مئات السنين، ومقاومتها الكبيرة للدبور الأحمر والزلاقط الصفراء ودودة الشمع، وتأقلمها مع أزهار النباتات المحلية المتنوعة لجهة جمع الرحيق وحبوب الطلع، وأخيراً دورها الكبير في تلقيح النباتات المحلية والمحافظة على التنوع الحيوي بهذه المناطق».



هذا البنك الوراثي أقرت الوزارة وجوده في قرية "الرحملية" في ريف اللاذقية، حيث يحدها من الشمال موقع مركز الأحطاب وحراج قرية شقروران، ومن الجنوب حراج، ثم قرية خربة سولاس شرقاً ومزرعة بيت حليبية الخربة، وغرباً مزرعة بستنجيق، بيت شمسية، بيت السواحلي، ويمنع منعاً باتاً دخول طوائف النحل العائدة للمربين إلى المنطقة المذكورة كما يمنع سكان المنطقة المحمية من ادخال طوائف نحل أو تربية طوائف نحل بملكات من سلالات
تكبير الصورة
أجنبية وتقوم لجنة تأصيل النحل السوري بتأمين ملكات ملقحة سورية لمن يملك طوائف نحل في المنطقة المحمية. وتقع هذه القرية في موقع جغرافي يتميز بوجود الغابات الطبيعية العذراء والغذاء المناسب والتي تشكل بيئة مناسبة لهذا البنك.

ولتأمين طوائف صافية للبنك الوراثي فقد اعتمدت الوزارة على دراسة علمية أجراها عام 2005 الدكتور "مالك عمران" كرسالة دكتوراه اعتمد فيها كما يقول على "قياسات مورفومتيرية (علم الشكل الظاهري) لبعض الصفات التفريقية بين سلالة النحل السورية المسماة علميا Apis mellifera syriaca والسلالات المدخلة إلى سورية، وأهم هذه الصفات الشكل المظهري اللوني لحلقات البطن الظهرية واتجاه الانزياح القرصي للجناح الأمامي وشكل الحافة الخلفية لمرآة الشمع على الحلقة الخلفية البطنية وأيضاً عند الضرورة قياس طول اللسان (الخرطوم)، الدليل الرسغي، طول وعرض الجناح الأمامي...الخ"..



وعن آلية اختيار طوائف النحل في الرحملية يقول الدكتور "عبد الله حاطوم" رئيس فرع اللاذقية للنحالين السوريين وعضو لجنة تحسين وتأصيل سلالة النحل السوري: «بعد دراسة حوالي 365 عينة نحل (شغالات) وفق شروط خاصة
تكبير الصورة
تبين لنا أن هناك 91 طائفة لها الصفات الأقرب لسلالة النحل السورية، أي بنسبة 25%. ويوجد في محمية الرحملية حوالي 40 طائفة نحل سوري عامرة تجرى عليها الدراسات مرتين في العام للتأكد من ثبات الصفات المطلوبة، وقد بدأنا بتزويد مراكز تربية النحل للوزارة في اللاذقية- طرطوس بـ 100 ملكة ملقحة لهذا العام من البنك الوراثي لاختبارها على مدى سنتين من حيث الصفات التالية: خصوبة الملكات، صفات الهدوء والثبات على الأقراص، السلوك الصحي ومدى مقاومتها للأمراض، ومن حيث كمية إنتاج العسل».

اليوم وبعد مضي ثلاث سنوات على انطلاق البنك الوراثي ساهم بتحقيق الكثير من الأمور المتعلقة بالنحلة السورية، يتحدث المهندس "ماهر كردي" من مديرية زراعة اللاذقية فيقول: «نجحت التجربة في تحقيق توازن طبيعي بين تكاثر ملكات النحل وتوزيعها على النحالين في عموم المنطقة الساحلية وبسعر تشجيعي، أضف إلى ذلك أنها ساهمت في التأسيس للبنك الوراثي الأول في المنطقة للنحلة السورية ما يحميها من العوامل البيئية والمناخية السيئة ويحقق لها رعاية من قبل نحالين يقدرونها حق التقدير».



كمال شاهين سوريا الجمعة 02 آب 2013

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles