تربية النحل في البقاع.. نحو النمو وتصدير الإنتاج إلى الأسواق الخارجية

تربية النحل في البقاع.. نحو النمو وتصدير الإنتاج إلى الأسواق الخارجية

يشهد قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في البقاع نمواً مطرداً، بعد إيلاء وزارة الزراعة له إهتماماً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، كما أن العمل فيه لا يحتاج الى رأسمال كبير، في وقت يعود على صاحبه بمدخول مادي، يصل إلى حدّ الإكتفاء إذا تفرّغ النحال لهذا العمل .


"الإنتقاد" توجهت الى منحلة المهندس الزراعي "علي حمد جعفر" في بلدة الدار الواسعة للإطلاع عن كثب على طبيعة العمل في هذا القطاع .
جعفر أكد أن العمل في تربية النحل سهل وممتع ومربح في آن، لكنه يحتاج إلى بعض الخبرات، والأهم المتابعة والمراقبة المستمرة من قبل النحّال خاصة للأمراض الفتّاكة وبعض الحشرات المتطفلة التي يمكن أن تقضي على النحل كله، ووضع سجل خاص يدوَن عليه النحَال حال النحل وإنتاجيته والأمراض التي تعرَض لها بالإضافة الى بعض العتاد كالثوب والمنفخ والخلايا وعدة بسيطة كبعض الصناديق الفارغة و"براويز" الشمع.

وبحسب جعفر فإن العسل الطبيعي غير المغشوش متوفر بنسبة كبيرة في المنطقة مؤكداً أن على النحال الذي يريد أن ينتج عسلاً طبيعياً، أن لا يقطف كل العسل الذي تنتجه الخلايا وأن يترك قسماً منه للنحل ليتغذى به في فصل الشتاء، وإلاّ اضطر إلى إطعامه السكر الذي يقلل من جودة العسل.
يصَنع النحل العسل في أشهر الربيع والصيف أما القطاف فيكون في أشهر الخريف، هذا إذا أراد النحال إنتاجاً واحداً في السنة، لكن إذا أراد أكثر فعليه أن يُرحّل النحل إلى الأماكن الدافئة على الساحل والجنوب، مما يستلزم بعض العناء وغالباً ما يتم ذلك عبر أصدقاء ونحالين في تلك الأماكن الذين يرحبون لا سيما المزارعون منهم ، لما فيه من منفعة غير مباشرة إذ إن النحل من أهم الحشرات الملقحة للأزهار مما يزيد نسبة الإنتاج بنحو 50% خاصة الأشجار المثمرة .
أما أكبر مشاكل المربين هي مرض "الفاروا VARROA"، وهو نوع من العناكب التي تمتص "الهيمولمف" أي دم النحلة البارد وتقضي عليه ، كذلك "مرض الحضنة الأميركي " الذي يستوجب إعدام القفير أي إحراقه وذلك بعيداً عن المنحل كي لا تنتقل العدوى .

أنواع العسل:
يتميز العسل البقاعي بلونيه البني الغامق الشفاف والأسود، ويصل إنتاج القفير الواحد إلى 12 كيلوغراماً في السنة المعطاءة ويترواح سعر الكيلو الواحد بين 20 و40 دولاراً.
أما عن الوسيلة لتمييز العسل الطبيعي من المغشوش ، فليس هناك طريقة إلا من خلال المختبر، وكل الطرق الأخرى المتداولة ليست مجدية .
رئيس الجمعية التعاونية لتربية النحل وتسويق مشتقاته في بعلبك علي هادي اللقيس أكد لـ"الإنتقاد" بناءً على اختبارات عديدة بأن للعسل البعلبكي الجردي منافع لا توصف بالمقارنة مع غيره، وكلما كان لون العسل غامقاً كان أنفع، أما العسل السهلي فهو أفتح لوناً وأرخص ثمناً منه، فلون العسل يتبع مرعى النحل.


الحاج حسن: خطوات من أجل تطوير القطاع وتصدير الإنتاج
يبلغ عدد المنتسبين إلى نقابة النحالين في بعلبك -الهرمل 250 نحالاً، ويقدر عدد قفران النحل بـ 2000 قفير، والعدد إلى ازدياد. أما عن تصريف الانتاج فيقول اللقيس "إن لا أسواق تصريف معتمدة حالياً، والنحال يصرف إنتاجه بنفسه لكن العمل جارٍ مع وزارة الزراعة على الإنفتاح على الأسواق الخارجية بعد أن يعمل على توضيب العسل وفقاً لمواصفات البلدان المستوردة.

وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن شرح لـ"الإنتقاد" دور الوزارة في هذا المجال حيث لفت إلى أن قطاع تربية النحل وإنتاج العسل هو من القطاعات الإقتصادية والزراعية الهامة التي توليها وزراة الزراعة إهتماماً كبيراً من خلال أمور عدة:

أولاً: التشريعات والقوانين والمعايير
ثانياً: التدريب للمزارعين والمهندسين
ثالثاً: التقديمات المباشرة وعلى رأسها الدواء لمكافحة عنكبوت الفاروا
رابعاً: بعض التقديمات للتعاونيات من أجل إنتاج الشمع وتصفية العسل
خامساً: الإختبارات وفتح الأسواق في الخارج على الإتحاد الأوروبي خصوصاً مع بداية تموز 2012 وأيضاً هناك نقاش يجري لتأصيل الملكات وتوزيعها على المربين.
الحاج حسن رأى أن مجمل هذه التدابير بالإضافة إلى تدابير أخرى يمكن أن نتفق عليها بالمستقبل يمكن ان تؤدي إلى تطوير هذا القطاع إلى الأمام وتعزيزه على كل المستويات العلمية والإقتصادية.

تحقيق بلال الموسوي خاص الانتقاد 02-07-2012
www.facebook.com/apicole