طرطوس.. 350 ليرة بيع كغ العسل العام الماضي والربح للتاجر النحالون يطالبون بدعم التربية والحفاظ عليها

طرطوس.. 350 ليرة بيع كغ العسل العام الماضي والربح للتاجر
النحالون يطالبون بدعم التربية والحفاظ عليها

يعاني مربو النحل في محافظة طرطوس العديد من المشكلات والصعوبات التي تقف عائقا في وجه تطوير هذه التربية في ظل غياب التسويق المنظم والذي تغيب عنه نهائيا جمعية النحالين.

مشكلات كثيرة وحلول غائبة
يقول عز الدين نصر: أعمل في تربية النحل منذ عشر سنوات ولم نر أي دعم أو اهتمام من أي دائرة رسمية ولا حتى من جمعية النحالين التي انتسبت إليها منذ عشر سنوات بل لا نعرف أين مقرها، أما بالنسبة للتسويق فنتعرض من خلاله إلى طريقة فيها الكثير من الاستغلال فخلال الموسم الماضي بعنا كيلو العسل بـ/350/ ليرة للتجار بينما التاجر باعه للمستهلك بما بين /1000/ إلى 1500/ ليرة وبهذا هامش الربح يذهب كله للوسيط، بينما الخسارة تقع على المربي والمستهلك وطالب بتدخل الجهات المختصة لإيجاد هيكلة محددة للتسويق وعدم السماح باستيراد ما يتم إنتاجه من منتجات النحل التي تنتج في سورية وتكفي لحاجة القطر مشدداً على ضرورة مراقبة الإنتاج المستورد، فبعض المستوردين عملوا على توريد بعض منتجات العسل من استراليا وعلبوها تحت اسم منتجات سورية وباعوها للإنتاجية السورية، في حين أن النحال السوري لا يجد طريقة للتسويق.
من جانبه، المربي أيمن محمد قال: لا بد من السماح بإنتاج أدوية النحل أو استيرادها بشكل نظامي مع مراقبة الأسعار التي تفوق في أغلب الأوقات سعر طرد النحل، لأنه على الرغم من ان استيراد الأدوية غير مسموح فإنها تدخل الى القطر عن طريق التهريب وتباع بشكل مخالف وبأسعار كبيرة، وأضاف: لا بد من تعديل المرسوم رقم /10/ الخاص بالاستثمار بما يتناسب مع خصوصية المحافظة حيث الحيازات صغيرة جدا ومفتتة ولا يمكن تطبيق شرط المساحة كما جاء في المرسوم /10/ أو معاملة ترخيص منشأة لتربية وتصنيع منتجات النحل كأي منشأة صناعية كبيرة والسماح بترخيص منشأة لإنتاج ملكات النحل.

دعم تربية النحل
وكان المربي أبو رامي قد طالب بضرورة تشميل مربي النحل بصندوق الدعم الزراعي او صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية لأنه وخلال السنوات الأخيرة وبالتحديد هذا العام تعرض النحل إلى الكثير من الكوارث ما أدى إلى موت عدد كبير من الخلايا نتيجة الظروف الطبيعية التي مرت بها البلاد ويقول: حيث لم نتمكن من نقل النحل إلى المحافظات الأخرى فكانت الخسائر كبيرة من دون أي تدخل يذكر للزراعة، وكذلك بسبب استخدام المبيدات الحشرية بشكل واسع ما انعكس سلباً على هذه التربية وأدى إلى تناقص عدد المربين وتراجع التربية.

46 ألف خلية
في محافظة طرطوس 46000 خلية حديثة و2400 قديمة، إضافة إلى وجود3 مراكز حكومية لتربية النحل، يقول المهندس حسن عباس رئيس شعبة النحل في مديرية الزراعة وذكر ان مجموع إنتاج المحافظة من العسل يصل إلى 304 أطنان.
ولفت إلى أن معظم المناحل في المحافظة تنتشر كتربية منزلية على هامش العمل الزراعي، وبوجود بعض المناحل ذات الجدوى الربحية بتوافر 50-100 خلية.

غياب الرقابة
وعن أسباب غياب الرقابة والإشراف قال المهندس عباس: «نقوم بدعم فني من خلال مهندسينا في الوحدات الإرشادية، عن طريق بعض المعلومات الفنية فقط، إضافة إلى الدورات والندوات للفنيين ومربي النحل، إلى جانب وجود مخبر تحليل أمراض النحل الذي يحلل العينات مجاناً، والبحث عن مراعٍ للمربين داخل وخارج المحافظة، وقال: لدينا تقارير دورية عن واقع تربية النحل في المحافظة، ولكن ليس من اختصاصنا في الشعبة مراقبة العسل.
«فالمراقبة تتمّ من عناصر حماية بالنسبة للمحال التجارية فقط، والتسويق في معظمه شخصي ومباشر للمستهلك، في حين إن المشروعات تبيع إنتاجها للإدارة الإنتاجية.

انطلاقة جيدة
ويضم رئيس جمعية النحالين المهندس أمين حسين صوته إلى أصوات المربين ويشرح المعاناة الكبيرة التي تعترض هذه التربية فيقول : أسست الجمعية المتخصصة بتربية النحل في محافظة طرطوس عام 1993 وأصبح عدد أعضائها 261 عضوا وانطلقت انطلاقة جيدة، حيث قدمت لأعضائها خدمات عدة وأهمها القروض الزراعية اللازمة وتأمين مادة السكر من اجل التغذية في الشتاء عن طريق البطاقات التموينية، وقد ساهم ذلك في تطوير هذه التربية وكانت جمعية طرطوس هي الجمعية الوحيدة الرابحة على مستوى القطر، ومع هذا فوجئنا بمنع إقراض النحالين وعدم تزويدهم بمادة السكر وتركوا لمصيرهم، وذلك بحجة أن بعض الجمعيات في المحافظات الأخرى قدمت بيانات وهمية ولم تفِ بالتزامها... وهذا انعكس سلبا على مربي النحل في طرطوس ما أدى إلى عدم تلبية والتزام الأعضاء باجتماعات الهيئة العامة السنوية للجمعية.

التعويض على المتضررين
ولخص الصعوبات التي تواجه المربين وأهمها عدم الإقراض وعدم تأمين الأدوية الفعالة لمكافحة معظم الأمراض التي تصيب النحل وعدم مكافحة الدبور الأحمر وعدم وجود مركز أبحاث ومخابر بمستوى عال من المهنية وعدم وجود مركز اصطفاء وتربية الملكات ومراكز تلقيح اصطناعي، وعدم وجود المراعي الدائمة للنحل ولاسيما في الظروف الحالية حيث لا يمكن نقل النحل إلى المحافظات الأخرى ما أدى إلى تدني الإنتاج إلى أدنى مستوى لم تشهده المحافظة من قبل ولاسيما بعد وفود قطعان الأغنام من المحافظات الأخرى.
وطالب الجهات المختصة بمعالجة المشكلات إضافة إلى تشجير الغابات الموجودة بأشجار متعاقبة الإزهار على مدار العام مثل (الروبينيا –الاكاسيا –الكينا بأنواعه والمحافظة على غابات الزعتر بأنواعه) في كل منطقة من مناطق المحافظة ما يجعلها ثروة اقتصادية على المدى البعيد وتشميل المربين بصندوق الدعم أسوة بغيرهم من المنتجين والمزارعين وتعويضهم نظرا للضرر الذي تعرضوا له هذا العام، حيث إن أكثر من 70% من خلايا النحل نفقت بسبب الصقيع المفاجئ الذي أصابها.

صحيفة تشرين05/08/2012


www.facebook.com/apicole