تربية النحل كنشاط زراعي

هذا الموضوع منقول من صحيفة الرأي العام الالكترنية:

تربية النحل كنشاط زراعي
:بقلم المهندسة الزراعية سمية حامد محمد حامد


تتمثل الأهمية الاقتصادية لنحل العسل في منتجات الخلية من عسل وشمع وغذاء ملكي وحبوب لقاح وبروبليوس وخلافة وهي منتجات ذات قيمة غذائية وعلاجية عالية وتدخل في كثير من الصناعات ولها عائد مجزٍ سواء في السوق المحلي أو الصادر، اضافة الى ذلك فان للنحل أهمية زراعية عظمى تتمثل في قيامه بعمليات التلقيح الخلطي لكثير من النباتات البستانية والحقلية والمراعي والغابات ما يضمن زيادة في انتاج المحاصيل والتقاوى والبذور بنسب قد تصل الى (70%) أو أكثر وتفوق الأهمية الاقتصادية للنحل كملقح أهميته في انتاج العسل والشمع والمنتجات الأخرى وقد ثبت علمياً ان النحل هو الأكثر أهمية بين الملقحات الاخرى وذلك لاعتبارات كثيرة منها: ان النحل يقوم بتلقيح حوالي (80%) من المحاصيل البستانية والحقلية والمراعي والعلف والغابات أضف إلى ذلك ان طائفة النحل هي الوحيدة التي يمكن التحكم في تكاثرها ونقلها بعدد وافر الى الأماكن المرغوب تلقيح الأزهار فيها، كما ان طائفة النحل تقوم بزيارة نوع واحد من أنواع الازهار للحصول على غذائها في وقت واحد ولا تلجأ الى محصول آخر الى ان ينضب المحصول الأول. كما ان نحل العسل يمكن تدريبه وتوجيهه لزيارة نوع معين من الازهار دون سواه كل ذلك يضمن حدوث التلقيح الزهري كاملاً مما يضمن الزيادة في انتاج المحاصيل وتحسين نوعيتها وقد اثبتت التجارب ان هذه الزيادة بلغت (100%) في محاصيل الحبوب الزيتية و(70%) في المحاصيل البستانية وأكثر من (50%) في المحاصيل الغابية وغيرها من النباتات الاخرى.
ومن الفوائد الزراعية الأخرى لمنتجات الخلية استخدام العسل كمحفز نمو لبعض النباتات التي لا تنجح زراعتها بالطرق التقليدية وذلك لعدم قدرتها على تكوين الجذور اي انه يعمل عمل هرمونات التجذير النباتية. هذا بالاضافة الى ان تربية النحل كنشاط زراعي تمتاز بمزايا كثيرة منها أن وجود النحل في المزارع لا يشكل عائقاً ولا منافساً في العملية الانتاجية فهو لا ينافس المحاصيل في الارض ولا يحتاج الى سماد أو مبيد أو أي من المدخلات الاخرى، بل يعد مدخلاً اضافياً من مدخلات الانتاج يزيد من الانتاجية وبالتالي يقلل من تكلفة الانتاج. كذلك هذا النوع من التربية لا يحتاج الى رأس مال تأسيسي كبير وتكلفته التشغيلية قليلة فضلاً عن ان منتجات الخلية من عسل وشمع وغذاء ملكي وخلافه تدعم مائدة المزارع وبالتالي تحسن الحالة الغذائية والصحية له، وباستخدام النحل في عملية التلقيح يتم وضع خلايا النحل وتوزيعها بين المحاصيل بطريقة معينة لزيادة الانتاج وقد أصبح هذا النظام معمولاً به ومتعارفاً عليه عالمياً تحت مسمى النحالة المترحلة، حيث يقوم النحال بتأجير خلاياه لصاحب المزرعة فيتم تبادل المنفعة فيستفيد المزارع من التلقيح بينما يستفيد النحال من عائد الايجار والعسل المنتج.
وعلى الرغم من ان النحل يوجد بكثافة في السودان وموزع في انحاء مختلفة من البلاد إلاّ أن هذه الطريقة لا يتم العمل بها إلاّ في نطاق ضيق جداً، وقد كانت البداية الحقيقية لتطبيق هذه التقنية في العام 2000م، حيث تم استخدامها في المزارع التي تنتج الخضر للصادر (خاصة نبات الشمام) فأحدثت زيادة ملحوظة في الانتاج وتحسين النوعية الشيء الذي شجع مجموعة من المزارعين على استخدامها للانتاج المحلي.
هنالك عدة جهات تمتلك مناحل تقوم بالمشاركة في هذه العملية من القطاعين العام والخاص وذلك بتأجير الخلايا للمزارعين ولكن عملها لا يتم بصورة منظمة بمعنى ان هذه الجهات غير منظمة في جسم واحد مسؤول عن تنظيم هذه العملية ويعمل على تطويرها ونشرها في اوساط المزارعين (كما هو الحال في معظم دول العالم الاخرى التي تعتبر فيها تربية النحل والنحالة عموماً مهنة قائمة بذاتها تتبع الى جهة معينة سواء في القطاع العام أو الخاص)، بل ان عملها يتم بصورة عشوائية اي ان بعض هذه المناحل تقوم بالمشاركة في العملية الانتاجية في موسم بينما تغيب في مواسم اخرى. في السودان ممارسة النحالة معروفة منذ تاريخ قديم يرجع الى مملكة ترهاقا الفرعونية حيث وجد في رسوماتها ما يثبت ذلك، والظروف المناخية ملائمة لممارسة هذا النوع من التربية وباعداد كبيرة لكن بالرغم من ذلك نجد ان هذه الصناعة كماً مهملاً والعمليات النحلية تمارس بطرق موغلة في التقليد الشيء الذي كان له أثره السالب على منتجات الخلية كماً ونوعاً.
وحالياً تعمل ادارة القطاع البستاني الاتحادية على تطوير صناعة النحل في السودان ادراكاً منها بأهمية النحل في زيادة انتاج المحاصيل البستانية وتحسين النوعية لما يقوم به من دور مهم في عملية التلقيح الخلطي، ورأت استراتيجية الإدارة ان تبدأ بتدريس وتأهيل الكادر البشري لذلك جعلت تربية النحل مادة أساسية من مواد المنهج الدراسي لمدرسة فلاحة البساتين التابعة للإدارة. وهؤلاء الخريجون يمكن ان يشكلوا كوادر فنية وارشادية تقود هذا العمل وتنشر الوعي في مجال تربية النحل في مناطق السودان المختلفة. وعموماً فان صناعة النحل في السودان لا تزال تحتاج الى كثير من العمل وتضافر الجهود للنهوض بها وتطويرها، لذا نود ان نلفت إنتباه الجهات الحكومية والخاصة الى الفوائد الاقتصادية العظيمة التي يمكن الحصول عليها اذا تم تنظيم مهنة النحالة وذلك بانشاء مناحل بطرق علمية حديثة ومنظمة تتبناها الدولة أو القطاع الخاص حتى يمكن الاستفادة من منتجات الخلية ذات القيمة الغذائية والعلاجية العالية، اضافة الى الاستفادة من الخلايا كملقحات في المزارع مما يترتب عليه زيادة في انتاج المحاصيل الزراعية بأنواعها المختلفة فضلاً عن تحسين نوعية المنتج للسوق المحلي والصادر.

تربية النحل كنشاط زراعي :بقلم المهندسة الزراعية سمية حامد محمد حامد

السلام عليكم
الاخ admn اني اعتبر هذا الموضوع درسا لمربي النحل وللمزارعين الا من لم يريد ان يستوعب
لك مني جزيل الشكر

شكرا اخي مبارك
الهدف الاول من استحداث منتديات في الوطن العربي هو الاستفادة و تبادل التجارب و الخبرات بين النحالين العرب من المشرق الى المغرب