الاستيراد العشوائي والإهمال يهددان انتاج العسل العراقي

الاستيراد العشوائي والإهمال يهددان انتاج العسل العراقي


أكد عدد من منتجي العسل في محافظة واسط أن إنتاجهم في تزايد مستمر سنوياً، وفيما أشاروا الى أن  معدل الإنتاج السنوي للخلية الواحدة وصل الى عشرة كيلو غرامات من العسل النقي، أشار الكثير منهم الى  انهم يعملون بجهودهم الذاتية نتيجة الإهمال الحكومي وعدم تقديم الدعم لهم إضافة الى سماح الحكومة بدخول العسل المستورد.

وبالرجوع الى إحصائيات دائرة الزراعة في واسط نجد هناك 39 نحالاً فقط  لديهم 2255 خلية هم الذين حصلوا على تراخيص رسمية من قبل الجهات المختصة فيما هناك 291 نحالاً يعملون من غير تراخيص ولديهم قرابة عشرة آلاف و877 خلية .

ويقول مدير الزراعة في واسط أركان مريوش لـ " المدى " إن "محافظة واسط واحدة من المحافظات التي تكثر فيها مناحل العسل خاصة في المناطق الشمالية منها كالصويرة والحفرية والعزيزية والنعمانية وأطراف مدينة الكوت وذلك لوجود مساحات واسعة من البساتين وأشجار الكالبتوز والسدر والحمضيات، إضافة الى أنواع من الخضار والجت والبرسيم".

وأضاف مريوش أن "وجود العوامل الطبيعية التي من شأنها أن تساهم في زيادة عدد المناحل ورفع مستوى الإنتاج من العسل الطبيعي الذي يضاهي في جودته العسل المستورد والذي أغرق الأسواق في السنوات الأخيرة".

وأوضح مريوش أنه "بحسب الإحصائيات المتوفرة في دائرة الزراعة وتحديداً في قسم وقاية المزروعات، شعبة الحشرات النافعة فأن هناك 39 منحلاً لإنتاج العسل تعمل وفق تراخيص من دائرتنا وأن أصحاب هذه المناحل يمتلكون ما مجموعة 2255 خلية نحل، في حين يصل عدد أصحاب المناحل غير المرخصة الى 291 نحالاً يمتلكون أكثر من عشرة آلاف و877 خلية نحل".

لافتاً الى أن "الخلية الواحدة إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة فأنها تنتج سنوياً ما مجموعة عشرة كيلو غرامات وأن هذه الكمية ممكن تأخذ في الزيادة إذا ماتوفرت الظروف الملائمة خاصة الظروف الجوية وطبيعة الدعم الذي يقدم لأصحاب المناحل، وبخلاف ذلك فأن اشتداد الحرارة في الصيف وقوة الرياح إضافة الى وجود الطيور التي تهاجم الخلايا مثل طائر أبو الخضر فأن ذلك قد يؤدي الى إلحاق أضرار كبيرة في المناحل وربما يؤدي الى خسائر كبيرة".

ويذكر مريوش أن "صناعة العسل وأن تطورت بعض الشيء مع وجود نوع من الدعم لأصحاب المناحل لكنها ما تزال دون مستوى الطموح، في وقت نأمل أن تتوسع هذه الصناعة الجيدة نتيجة لتوافر بعض الظروف المهمة والمفيدة للنحالين ومنها وجود الأماكن الطبيعية لإنشاء المناحل كالبساتين مثلاً".

وأوضح أن " العراقيين يحتاجون العسل كثيراً بصفته غذاءً ودواءً وهذه الحاجة هي التي شجعت على دخول العسل المستورد بغض النظر عن مدى نقاوته، وأن العسل العراقي لابد وأن يكون محمياً بقانون حماية المنتج الوطني وأن لايتم القبول بتوريد العسل الاجنبي مهما كانت الاسباب والدوافع".

من جانبه يرى علي صباح وهو أحد أصحاب مناحل العسل  أن "الدعم الحكومي لمشاريع إنتاج العسل ما زال دون الطموح ولا يشكل شيئا أمام حاجة النحالين الكبيرة"، مضيفا أن "الخطر الذي بات يهدد هذه الصناعة هو انقراض السلالات الأصلية التي كانت تجلب سابقا من خارج البلاد ومن أشهرها السلالات السورية والايطالية والمصرية المعروفة بوفرة الإنتاج، ولهذا نجد أن إنتاجية الخلية الواحدة في تذبذب مستمر  مع أن بعض الخلايا التي تتوفر لها ظروف مناسبة تعطي كمية جيدة من العسل الطبيعي والذي يتميز بنقاوة عالية مما يجعل الطلب عليه مشجعاً خاصة من يعتقدون أنه مصدر للدواء للشفاء من الكثير من الامراض".

ويكشف صباح أن" للعسل خمسة أنواع هي، عسل السدر الذي يعتبر من أجود أنواع العسل والذي يفيد للشفاء من كل الأمراض التي تخص الدم ويعالج أمراض العقم والسكر والقولون العصبي والقلب والكبد والبنكرياس وله أيضا فوائد أخرى كثيرة وهناك أيضا عسل زهرة الكالبتوز ويفيد أمراض الجهاز التنفسي وأمراض المفاصل والفقرات ويقوي جهاز المناعة فيما النوع الثالث من العسل هو عسل زهرة البرسيم والذي يتميز بلونه الأخضر المصفر وتكون فائدته الرئيسية بتنظيم نسبة السكر في الدم ويفيد أمراض العقم ويفيد المرأة الحامل ويفيد الكثير من الأمراض النسائية بصورة ".

وأشار الى أن النوع الرابع من العسل، هو عسل زهرة الشمس ويقلل من نسبة الكوليسترول في الدم ويفيد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بكل أنواعها، كذلك هناك عسل الكوكتيل هو خليط من أزهار الجت والبرسيم والكالبتوز والذي يتميز بطعمه الرائع وهو يجمع فوائد كل من عسل البرسيم والكالبتوز ".

وذكر أن "أجود أنوع العسل وأكثرها فائدة، عسل الكالبتوز  والبرسيم والحمضيات إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه أكثر من خمسين ألف دينار في حين أن أسعار العسل الأخرى لا تتعدى 25 ألف دينار للكيلو غرام الواحد وهناك من يبيع بأقل من هذا المبلغ بكثير خاصة إذا كانت النقاوة غير جيدة".

وطالب الجهات المختصة في وزارة الزراعة بضرورة تقديم الدعم إلى النحالين وذلك بتجهيزهم بأشرطة لمكافحة آفة (الفاروا) إضافة إلى منح إجازات ممارسة المهنة وكذلك تشخيص الإمراض إضافة إلى عمل المختبرات لإنتاج ملكات ملقحة، وإقامة الندوات الإرشادية والارتقاء بمشاريع النحل من خلال تأهيل وتدريب النحالين المبتدئين على هذه المهنة المهمة والمفيدة".

ويرى زميله محمد نوير أن "العبرة في العسل ليس في الكمية، بل النوعية والنقاوة وأن نقاوة العسل تعد أمراً مهماً لكن المواطن البسيط لايعرف حقيقة النقاوة وربما يتوهم أحياناً بنوعيات من العسل المستورد أو المغشوش على أنه عسل نقي، وفي الحقيقة أن النقاوة تعتمد على ثقة النحال نفسه، فبإمكانه طرح إنتاجه خالصا من العسل ويكون هذا النوع مفيدا للكثير من الأمراض ويباع بأسعار عالية، بينما هناك نوع آخر من العسل غير النقي وهو الذي يخلط معه السكر على سبيل المثال ويباع بسعر أقل".

ويكشف نوير أن "صناعة العسل في العراق أصبحت غير مجدية نتيجة لتكاليف المستلزمات التي يحتاجها النحال وعدم تجهيز النحالين بها بشكل مستمر من قبل الجهات المعنية ومنها الدوائر الزراعية إضافة الى طرح كميات كبيرة من العسل المستورد والذي لاتصل نقاوته في كل الأحوال الى نقاوة أردأ الأنواع من العسل العراقي مع سعره الزهيد لذلك أصبحنا نمتهن هواية تربية النحل وإنتاج العسل ليس من الجانب الاقتصادي إنما كهواية نمارسها لا أكثر ولم نعد نفكر بأي مردود مالي من ذلك خاصة أن الكثير من الإنتاج نعطيه بصفة هدية الى الأصدقاء والمعارف ممن يبحثون عن العسل كعلاج".

يذكر أهم خواص العسل أنه وسط غير صالح لنمو البكتيريات الجرثومية و الفطريات، لذلك فهو قاتل للجراثيم ويمكن استعماله في علاج الكثير من الأمراض كأمراض الدورة الدموية، و زيادة التوتر و النزيف المعوي ، وقروح المعدة ، و بعض الأمراض المعدية في الأطفال، بالإضافة إلى أنه علاج ناجح للتسمم بأنواعه كما يساعد في علاج فقر الدم ولشفاء الجروح، وفي علاج جهاز التنفس وعلاج أمراض القلب وأمراض المعدة و الأمعاء و أمراض الجهاز العصبي وكذلك أمراض العين ويفيد العسل في الكثير الأمراض النسائية كما أنه غـذاءً مثالياً للكبار وغذاء مفيدا للأطفال.

ويقول حيدر عبد وهو أحد أصحاب المناحل في محافظة واسط إن " الضوابط التي وضعتها وزارة الزراعة لتقديم الدعم لمنتجي النحل فيها نوع من الاجحاف فمثلا أن كل منتج أو فلاح لديه 30 خلية فأكثر يتم منحه رخصة رسمية لإنشاء منحل للعسل وتقديم الدعم الممكن له لكن لو تم تقليل عدد الخلايا مثلا الى 20 خلية لكان الامر أفضل وأن الكثير من المربين والهواة حصلوا على رخص ودعم وبالتالي يساعد ذلك في زيادة الانتاج المحلي من العسل وربما يكون هناك عزوف عن العسل المستورد".

وأضاف عبد لـ (المدى)، أن " أهم مايفيد النحالين هو الأساسيات الشمعية والمضادات الحيوية والمنشطات، إضافة الى الخلايا والطرود الخاصة بها مع بدلة وقناع لكل صاحب مشروع لتكثير النحل الى جانب المستلزمات الأخرى، ومن الأنسب أن توزع هذه المستلزمات بشكل عادل ومنصف وبأسعار مدعومة إذا أردنا توسيع إنتاج العسل في المحافظة".

موضحاً أن " الظروف الطبيعة مثل الجفاف والتصحر  وتصاعد الرياح قد ساهم ذلك كله  في تراجع نشاط النحالين العراقيين الى جانب الظروف الأخرى التي تحيط بعلمهم الذي يحتاج الى الكثير من الدقة، لهذا نجد الإنتاج متفاوتا من نحال الى آخر أو من منطقة الى أخرى وذلك تبعاً لتلك الظروف وكذلك الظروف التي يوفرها النحال نفسه الى خلاياه".


2017/07/05 (00:01 مساء) - المدى - العدد(3961)

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles" />