جوع النحل في الصِغَر يقوّيه في الرشد!

جوع النحل في الصِغَر يقوّيه في الرشد!

غياب الغذاء المناسب للنحل أحد الأسباب المحتملة لـ«اضطراب انهيار المستعمرة»، متلازمة غامضة تؤدي إلى هلاك مستعمرة النحل. كذلك، تكون الطفيليات ومبيدات الحشرات ومسببات الأمراض والتغيرات البيئية ضمن العوامل المسؤولة عن تراجع مستعمرات النحل.

سيكون تحديد طريقة تكيّف النحل مع هذه العوامل أساسياً لفهم صحته وأدائه.

في دراستين جديدتين، اكتشف باحثون من «كلية علوم الحياة» في جامعة ولاية أريزونا أن الضغط النفسي الذي تواجهه اليرقات (صغار النحل) تزامناً مع الحرمان الغذائي على المدى القصير يجعل نحل العسل أكثر قدرة على مقاومة الجوع في مرحلة الرشد.
قالت يينغ وانغ، أستاذة بحثية مساعِدة في “كلية علوم الحياة» ومشرِفة أساسية على الدراستين: «فوجئنا حين اكتشفنا أن الجوع لفترة قصيرة في مرحلة اليرقات يزيد قدرة النحل في سن الرشد على التكيّف مع الجوع، ما يشير إلى أن النحل مزوّد بآلية استباقية مثل الكائنات الفردية». أكدت يانغ أنهم اكتشفوا أدلة على صحة هذه الآلية في مجالات متعددة مثل السلوك وعلم وظائف الغدد الصماء والأيض وتنظيم الجينات.

توضح آلية استباقية تسمى أيضاً «استجابة تكيّفية مسبقة» وجود رابط محتمل بين النقص الغذائي قبل الولادة والاضطرابات الأيضية في سن الرشد مثل البدانة والسكري عند البشر. لكن تشير النتائج للمرة الأولى إلى أن الكائنات الاجتماعية يمكن أن تنتج هذه الآلية.
بما أن معظم الأبحاث المرتبطة بغذاء النحل ركّز على استعمال نحل العسل في سن الرشد، بدل صغار النحل، تُغيّر هذه المعلومة الجديدة طريقة فهمنا لاضطراب انهيار المستعمرة وتقدم وسائل جديدة تستحق الدراسة. نُشِرت النتائج في مقالتين وردتا في «مجلة البيولوجيا التجريبية».

مستويات مستقرة من سكر الدم
لكن اكتشفت وانغ وزملاؤها أيضاً أن النحل، حين اختبر الجوع في مرحلة مبكرة من نموه، استطاع أن يخفّض معدل الأيض لديه ويحافظ على مستويات مستقرة من سكر الدم ويستعمل مصادر الطاقة الأخرى بوتيرة أسرع مما فعلت مجموعة النحل المرجعية خلال فترة الجوع. تعزز هذه النتيجة احتمال نجاة النحل في ظروف الجوع.

قال روب بايج، عميد متقاعد وأحد المشرفين على الدراسة: «تشير الدراسات إلى أن المعطيات الفيزيولوجية الأساسية لدى الحيوانات التي تفصل بينها مئات ملايين السنوات من التطوّر تحافظ على خصائص محورية مشتركة تسمح لنا بمعرفة المزيد عن نفسنا من خلال دراستها ومقارنتها بنا. تكشف الدراسات خصائص أساسية عن المعطيات الفيزيولوجية لدى نحل العسل وقد تساعدنا في إيجاد حلول لمشاكل جدية على مستوى صحة النحل عالمياً».

تراجعت مستعمرات نحل العسل عالمياً وباتت تقتصر على مليونين ونصف مليون اليوم بعدما بلغ عددها خمسة ملايين خلال الأربعينيات. يتزامن هذا الوضع مع زيادة الطلب العالمي على الغذاء لتلبية الحاجات الغذائية لدى 7.4 مليارات شخص. نظراً إلى تعدّد العوامل التي تنعكس سلباً على صحة النحل، قد تقدم نتائج وانغ الجديدة استراتيجية مختلفة لحل مشكلة اضطراب انهيار المستعمرة.
أضافت وانغ: «قد تتمكّن المناورات خلال النمو من زيادة مقاومة النحل تجاه مختلف العوامل المؤثرة كما يحصل مع اللقاحات. لكننا ما زلنا في المراحل الأولى من الاكتشاف الجديد ولا بد من الإجابة عن أسئلة عدة».

توابل / الجمعة 08 أبريل 2016 - الساعة 00:01

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles