أبو عقال : الأول عربيا والثالث عالميا في تربية النحل

( أبو عقال ) : الأول عربيا والثالث عالميا في تربية النحل



( الباحة اليوم ) عبدالرحمن حمياني – المخواة : علي عبدالله أبو عقال من محافظة المخواة، ومن أشهر النحالين في المملكة العربية السعودية. لم يكن يحلم أن تستضيفه عاصمة الضباب ( لندن )عام 2015م ليحصد المركز الأول عربيا، والمركز الثالث عالميا في مسابقة عسل النحل التي أقيمت في بريطانيا.
فهو بدأ مع والده – رحمه الله – وهو طالب آنذاك ليساعده في تربية النحل، وجني العسل. وما لبث أن اختطفته مهنة تربية النحل من مهنة التعليم، واستبدل الوقوف أمام السبورة بالوقوف أمام خلايا النحل، وقرصان العسل، إلا أن المفارقة العجيبة أنه كما كان جادا وهو معلم متافن في عمله، كان كذلك صارما مع قفير النحل وبراويزه وشمعه، فكان عسله في أعلى المستويات من الجودة والمذاق والنقاء. فمع هذا الحديث مع الأستاذ/ علي عبدالله أبو عقال العمري:

الباحة اليوم: متى بدأت هواية تربية النحل؟
منذ عام 1405هـ وأنا مع والدي – رحمه الله – أساعده في تربية النحل، مثل : المساعدة في تسكين النحل، أو جني العسل، فغُرس في قلبي حب هذا المخلوق العجيب. وكبر هذا الحب إلا أن تركت مهنة التدريس وتفرغت لتربية النحل الذي يأخذ مني جل وقتي .

الباحة اليوم: معنى هذا أنك تشد الرحال من مكان إلى مكان؟
بالتأكيد، فأينما يحل المطر، وتخضر الأرض، وتتفتح الزهور، نَحلُ معها بخلايا النحل، ونضرب طنب الخيام، فنذهب إلى الشمال في حائل لنحصد (عسل الطلح) وإلى ربوعة قحطان في الجنوب لنجني (عسل المجرة) وبالمناسبة يعتبر عسل ( المَجْرَة ) أغلى عسل، فسعره يتراوح ما بين 1000 ريال إلى 1500 ريال للكيلو الواحد، فهو مضاد حيوي قوي، ثم نصعد إلى جبال السروات لنأخذ ( العسل الصيفي ) بعدها نعود للجنوب لنستمتع ( بعسل السدر)

الباحة اليوم : وماذا تمثل لك تهامة ؟
تهامة لها الصدارة في قلبي، ففيها نجني عسل السدر، وعسل السمرة، والسيال، والضهيان، وفيها تنوع عجيب.

الباحة اليوم: ما مقدار خلايا النحل التي لديك؟
لديَّ – ولله الحمد – فوق الألف خلية، كلها عامرة ومنتجة- بفضل الله – وأنا أفرقها في عدة أماكن، حتى لا تزدحم في مكان واحد. ويكون للنحل فرصة كبيرة في طلب الرحيق .

الباحة اليوم: حدثنا عن قصة فوزك في مسابقة العسل في بريطانيا هذا العام2015م؟
عندما أقيم مهرجان العسل الدولي في منطقة الباحة، حضر بعض خبراء العسل من بريطانيا، فأعجبوا بإنتاج العسل في المملكة وجودته، وكان العسل الذي أقدمه مما أثار إعجابهم، بسبب جودته وخلوه من الشوائب، فعندما أقيمت المسابقة في لندن، تم قبول عسل عشرين نحالا من أنحاء المملكة، وأنا من ضمنهم، فتكفلت جمعية النحالين بالباحة مشكورة بتوريد العينات إلى بريطانيا، وبعد الفحص والمعاينة حصلت على المركز الثالث من بين الدول المشاركة من أنحاء العالم، والتي قدمت 2000 عينة، وعلى المركز الأول عربيا، وهذا بفضل الله وكرمه.

الباحة اليوم : ما هو شعورك بهذا الفوز؟
أنا أعتبر هذا الفوز هو فخر لكل النحالين في أنحاء المملكة، ولمنطقة الباحة بخاصة، فكون مناحلي تفوز بالمركز الثالث عالميا، ومن بين 2000 عينة، فهو دليل على مصداقية النحالين لدينا.

الباحة اليوم: بالمناسبة ما هي خدمات جمعية النحالين بالباحة بالنسبة لكم؟
الجمعية ما تقصر، تقيم معارض وتشجع، ولكن ما أطلبه منها هو تقديمنا كرواد للجودة في العسل للمعارض والمهرجانات الدولية، فكثير من النحالين يعتمدون على جهودهم الشخصية.

الباحة اليوم: ماذا عن مشاركاتك الأخرى؟
شاركت في أوكرانيا وفزت فيها، وكذلك المهرجان الدولي بالباحة وكنت في الصدارة.

الباحة اليوم: هل هناك مسابقات مستقبلية تود المشاركة فيها ؟
بعد سنتين – بإذن الله – هناك مسابقة في تركيا، وبعد شهرين هناك مسابقة على مستوى المملكة في محافظة جدة، وأنا أدعو كافة الزملاء النحالين للمشاركة فيها. ففيها فوائد كبيرة وتبادل للخبرات والمعارف حول تربية النحل.

الباحة اليوم: حدثنا عن دور وزارة الزراعة في مجالكم؟
للأسف وزارة الزراعة دورها فيما يخص النحالين دون المأمول، فأنا أطلب حمايتنا من الغش. فالنحل المستورد بالرغم من فائدته إلا أنه أحيانا يفد بأمراض تنتشر بين نحلنا وتسبب القضاء عليه، لأن من يقوم بفحص النحل المستورد غير مؤهلين لهذه العملية، كما أطلب منها عدم حصرنا على دولة واحدة في الاستيراد، فهناك دول مؤهلة وذات جودة عالية في تربية النحل، وأرغب أن يفتح المجال للاستيراد منها. كما أنني أطلب من حمايتنا من العمالة الوافدة التي تزاحمنا في تربية النحل وتضع خلاياها في الأودية ومراعي النحل، ثم يقومون بالغش في العسل ويقدمونه بسعر أرخص وعلى أنه عسل بلدي جيد. كما أطلب من وزارة الزراعة دعمنا بخلايا النحل، والأدوية ، ومراقبة النحل المستورد، وجعل لجان الفحص من المؤهلين علميا ومهاريا.

الباحة اليوم: كثير من الناس لا يفرقون بين العسل الجيد والعسل المغشوش، فكيف نفرق بينهما؟
هناك بعض التقنيات ممكن أن يعمد إليها المشتري في معرفة العسل، وهي كالآتي، أولا: رائحة العسل، فالعسل غير المغشوش تشم منه رائحة الثمرة المستخرج منها الرحيق، سواء ( سدر، سمرة، ضهيان ) أو غيرها. ثانيا: لزوجة العسل، وأن يكون خاليا من الرطوبة، بحيث لا تكون عالية، فعندما تكون الرطوبة عالية يميل العسل إلى الرقة. ثالثا: الطعم والتذوق، فالعسل المغشوش يميل إلى الحموضة. رابعا: هناك من يقوم بغش غاية في الصعوبة، وهو عندما يخلط العسل الجيد بالمغشوش، فهنا تكمن صعوبة التمييز، إلا من لديهم خبرة في هذا المجال.

الباحة اليوم: بحسب مشاركاتك في المهرجانات واللقاءات، قد تكون لك بعض العلاقات في الدول العربية في مجال النحل؟
بالتأكيد، فعندي الأخ عبدالعزيز من الكويت، والأخ جمال من الجزائر، ومحمد ناجح من مصر، علاوة على ذلك فنحن نرتبط مع بعض عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ونتبادل الخبرات، وأخبار المهرجانات واللقاء حول تربية النحل، وكل ما يفيد في مجال تربية النحل بخاصة النحالين السعوديين.

الباحة اليوم: كلمة أخيرة ؟
أسأل الله أن يديم الأمن والأمان على بلادنا، وأن يديم نعمه علينا، ويرزقنا شكرها. كما أشكر صحيفة الباحة اليوم الإلكترونية على هذه الاستضافة، كما أشكر كل وسيلة إعلامية تحتفي بنجاحنا، فيكفينا فخرا أن اسم بلادنا في الصدارة في مجالنا، فنحن نحتفل بهذا الفوز والتقدم، ويسعدنا كثيرا من يشاركنا هذا الفوز.

الباحة اليوم  02-08-1437 09:38 AM










https://www.facebook.com/groups/apiculteur/