38 ألف قنطار من عسل الجزائر عرضة للكساد والتهريب

38 ألف قنطار من عسل الجزائر عرضة للكساد والتهريب
تراجع الإنتاج وسياسة التقشف يثيران مخاوف مخضرمي النحّالين


سادت حالة من اليأس لدى أغلبية نحالي معرض العسل المنظم بالمدية من 3 إلى 9 نوفمبر الجاري، بحثا عن مخرج لحالة الكساد المهددة لمحصول الموسم المنقضي، والذي تراجع إلى حد أدنى بلغ 38 ألف قنطار، مقابل 78 ألف قنطار الموسم الذي سبقه، ما يعني حسبهم أن مهنة النحّال أصبحت تواجه فناءً تدريجيا، في غياب وسائل إنعاش عملية وبعيدة عن لغة البيروقراطي.

العارضون، وعددهم 33 نحالا من عدة ولايات، لم يطلقوا ما نعتوه بصيحة أخرى يائسة فقط، بل انتهوا إلى أن المخرج الوحيد لهم هو الرضوخ لانتهازية ووصاية الوسطاء والمهربين، ممن نصبوا أنفسهم على القطاع كتجار جملة، بعرضهم أسعار شراء محبطة لآمال النحالين، والتي تتراوح بين 1000 و1400 دينار لكيلوغرام العسل، وأجمع جل العارضين على أن دور الوزارة الوصية يعتبر منتهي الصلاحية إزاءهم، بانتهاء ريوع دعم فلاحي كانت في الأغلب لأشباه النحالين و “هواة” لم يصمدوا أمام أبسط مشكلة ليختفي أغلبيتهم من الساحة.

ويرى رئيس جمعية ولائية للنحالين قضى 40 سنة في المهنة أن علاقتهم بالوزراء المتعاقبين على القطاع لم تتجاوز مرحلة التعارف، حتى أن أحدهم تساءل إن كان هناك نحالون بالجزائر، “رغم أن مصالحه غالبا ما تحدثت ورقيا أو مناسباتيا عن وجود مليون ونصف مليون نحال في الجزائر” يقول أحد العارضين، مشيرا إلى أن أزيد من 80% من نحالي ولايته قد غادروا القطاع بسبب الإفلاس، في غياب سوق ممنهجة لترويج المحصول محليا.

“نحن يتامى قطاع الفلاحة، لا كافل لمهنتنا التي ستزيدها حالة دفع المواطن للتقشف وشد الحزام عزلة في قادم الأيام، باقتصار استهلاك مادة العسل على علاج تقليدي لا طائل لمهنتنا من ورائه، في غياب القياسة والمخابر المرجعية، والتفرج على محصول العسل عبر المعارض المقامة هنا وهناك، ومعه فإن جل المحصول لن يسوق سوى بالطرق المخالفة للقوانين، فلم يعد أمامه غير التهريب كما يحدث نحو تونس وإيطاليا، ولا أستبعد بأن محصول 38 ألف قنطار لهذا الموسم لن تجد لها متنفسا سوى التهريب مع وضعية كهذه”، يقول عراب توفيق عميد نحالي تلمسان وعضو الجمعية الوطنية للنحالين الجزائريين، معتبرا القطاع منكوبا جراء الصعاب المتزاحمة على كاهله.

ص سواعدي
نشر في الخبر يوم 05 - 11 - 2015

www.facebook.com/apicole

www.twitter.com/apicoles