ليس كل أفراد مجتمع النحل مشغولين بنفس الدرجة

ليس كل أفراد مجتمع النحل مشغولين بنفس الدرجة

ربما قد حان الوقت لهجر بعض الأمثلة الشائعة مثل، “مشغول جدا كالنحلة busy as a bee”، وذلك لأنه ليس كل النحل مشغول كما تبيّن. تقوم مجموعة صغيرة من أعضاء الخلية بالجزء الأكبر من البحث عن الطعام، بينما تسترخي أخواتها فى المنزل، ولكن أنماط حياتهم ليست دائمة؛ لأنه إذا اختفت احدى النحلات الشغّالة فجأة؛ فتلك الكسولة تصعد لتأخذ مكانها.

قام العلماء بحساب ذلك –بشكل لا يُصدق- عن طريق لصق شريحة صغيرة (تحديد الهوية بموجات الراديو-RFID) على ظهور الآلاف من نحل العسل. (شريحة RFID: هى نفسها جهاز الارسال والاستقبال الذى قد يحقنه الطبيب البيطري فى الكلب الخاص بك، وأيضا يحلّ محل الباركود على بعض البضائع التجارية والمكتبات، وكذلك يفعّل بطاقة النقل العام الخاصة بك.)

تمّ تخصيص زوج من الماسحات الضوئية الليزرية لكل خلية نحل فى التجربة، على الممر عند مدخلها؛ ومع مرور النحل من خلالها يتم تسجيلها مثل العناصر فى ممرات التفتيش، واستخدام اثنتين من الماسحات الضوئية، يسمح للعلماء تحديد ما إذا كان النحل قادم أم ذاهب.

(تينكزار-Tenczar) أحد الباحثين فى معمل (جين روبنسون-Gene Robinson) فى جامعة (إلينوي-Illinois)؛ قام هو وزملاؤه فى الجامعة بإنشاء خمس مستعمرات نحل تجريبية، وبدأت كل مستعمرة بمجموعة نحل عمرها حوالى 2000 يوم، وتم وسم مجموعة فرعية منها –بجهاز RFID-.

فى خلال الشهر التالى، كان النحل الذى يبدو عليه مشغولا يذهب ويأتي، ويحلّق إلى الزهور القريبة؛ ليحضر الرحيق وحبوب اللقاح إلى المستعمرة.

كشفت الماسحات الضوئية عند مداخل خلايا النحل، أن كل النحل لم يقم بنفس المشاركة فى العمل، وفى الحقيقة كان فقط حوالى عشرون بالمائة من النحل قد شكّل خمسين بالمائة من نشاط جمع الطعام. كان هذا متناسقا عبر الخلايا الخمسة جميعها –الشغّالات التى تقوم بجمع نصف الطعام تتراوح نسبتهم بين 16 إلى 21 بالمائة-.

يقول (روبنسون-Robinson): ” هذا التناسق لا يعنى أن النحلات الأخريات كسالى ”
قد يكون هناك نسبة أمثل فى عدد النحلات الشغّالات، على الرغم من أن السبب ليس واضحا، وأضاف أيضا: ” كلما تفانت النحلة فى جمع الطعام، كلما قصر عمرها ”
ربما توقف بعض النحل بينما تفانى الآخرون فى العمل؛ لضمان مدى واسع من أعمار الشغّالات.

لمعرفة ما إذا كانت النحلات الكسالى قادرة على بذل جهد أكبر؛ قام الباحثون بإزالة مجموعة من نحل الشغّالات من اثنتين من المستعمرات، وبقيت هذه المستعمرات فى أماكن مغلقة يجوب فيها النحل لجمع الطعام.

لمدة ساعة؛ قام الباحثون بقتل كل نحلة تذهب إلى حقول التغذية؛ لأنها كانت تخرج للبحث عن الطعام؛ فيبدو أنها من نوع الشغّالات؛ لذا فقد افترض الباحثون أنهم قد أزالوا النحل المتفانى فى العمل بشكل غير متناسب من المستعمرات؛ حتى أن كل مستعمرة بالكاد كانت تقوم بزيارة لحقول التغذية لبقية اليوم، ولكن فى صباح اليوم التالى، عاد مؤشر جمع الطعام إلى مستوياته المعتادة؛ فقد كثفت النحلات الكسالى عملها.

يقول (روبنسون-Robinson): ” عندما قمنا بإزالة النحلات النشطة؛ قامت الأخريات بزيادة نشاطها، كما لو أنها تحل محل من قمنا بإزالتهم، وهذا كان مُفاجئا “. فى البداية، افترض العلماء أن الشغّالات هى نحلات مميزة بطريقة ما، ولكنهم وجدوا أن النحلات الأخريات يمكنهن العمل بجهد مماثل، وطالما أنه هناك ما يكفى من نحل الشغّالات؛ فإن البقيّة تسترخي قليلا.

إذا، ربما كان التشبيه الأفضل هو: “كسالى استراتيجيا كالنحل as strategically lazy as a bee”..

المصدر انا اصدق العلم الأحد , 16 نوفمبر 2014

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/