الدعوة لاستغلال وتصنيع الشمع الطبيعي لنحل العسل في المملكة

الدعوة لاستغلال وتصنيع الشمع الطبيعي لنحل العسل في المملكة

طالبت دراسة حديثة بالمبادرة في استغلال الشمع الطبيعي الذي تفرزه خلايا النحل التقليدية «العيدان» والمتوفرة بكثرة في المملكة، لتصنيع الأساسات الشمعية للخلايا الحديثة.

وأوضح الباحث في وحدة أبحاث النحل بكلية علوم الأغذية والزراعة ومستشار النحل في الوطنية الزراعية ناصر بن إبراهيم الغصن، أن دراساته وأبحاثه دلت على غزارة إنتاج النحل البلدي في إفراز الشمع الطبيعي، وبناءً عليه فإن إقامة مشروع شراء الشمع الطبيعي من النحالين لهو مشروع ممتاز ومضمون الجودة مقارنة بالأساس الشمعي الذي تستورده المملكة من الخارج والذي يكون عادة ليس شمعاً طبيعياً 100% بل هو خليط من الشمع الطبيعي مضاف إليه شمع يدعى (شمع البارافين) المستخرج من بعض المنتجات البترولية والذي عادة لا يقبل النحل على العمل به والبناء عليه. وبالتالي فإن المشروع سوف يوفر أساسات شمعية طبيعية 100% للموزعين الذين سوف يسوقونه للنحالين وكذلك للشركات الزراعية التي تربي نحل العسل بالطريقة الحديثة. وسيكون الإنتاج وطنياً وأسرع في الصول وأسهل وأرخص. وأكد أن شمع البارافين المفروض أنه يدخل بنسبة قليلة لتسهيل عمليات الصــناعة غير أن القائمين على عمليات التصنيع خارج المملكة لا يلتــزمون بهذه النسبة فتـــزاد إلى 20، 30% من قيمتها في الأساسات الشمعية مما يدفع النحل إلى عدم قبول تلك الأساسات الشمعية.

إعداد / عبد المجيد العجلان
وصف المشروع
تقترح الدراسة إقامة المشروع على أرض مساحتها 2000 متر مربع وبناء صالة مغلقة توضع بها آلات صنع الأساسات الشمعية الخاصة بتربية النحل بواسطة الخلايا الحديثة. والآلة عبارة عن خزان لصهر الشمع الطبيعي وتصفيته وتنقيته حتى يصبح عجينة ويمرر بعد ذلك على سير لفرد العجينة الشمعية ثم تمرر على أسطوانتين عليهما قواعد العيون السداسية وبعد ذلك يتم تقطيعها بمقاس دولي عالمي وهو مقاس إطارات (لانجستروث) وكذلك تصنيع إطارات (دادانت) وهذان المقاسان هما المستخدمان في جميع دول العالم في الخلايا الحديثة، وسيكون الإنتاج من الأساسات الشمعية لتغطية السوق المحلية والخليجية والعربية.
ويمكن الاستفادة من نتائج تلك العملية في إنتاج الشمع الطبي لكافة الاستخدامات سواء في صناعة قماش الجبائر أو من قبل المصانع الدوائية لدخوله في صناعة المستحضرات الطبية.
كما يمكن إنتاج الشمع الصناعي حيث يدخل الشمع الطبيعي في صناعة ودباغة الجلود وتلميعها وكذلك في صناعة الأحذية على مختلف أنواعها ويدخل أيضاً في مجال صناعة الأصباغ كافة وكذلك الدهانات ويدخل في صناعة مختلف أدوات الزينة وتصنيع الشموع وكذلك دمى لعب الأطفال وغيرها.
وكذلك إنتاج الشمع الغذائي حيث يدخل الشمع الطبيعي في صناعة وتغليف الشوكولاتة والحلويات وكذلك مختلف أنواع علك اللبان وغيره.

الطلب والوضع التنافسي
نظراً لما سبق ذكره من أن الخلايا التقليدية المنتشرة على امتداد جبال السروات التي هي منجم للشمع الطبيعي والذي لم يستغل حتى يومنا هذا بأي صناعة، فإن مشروع تصنيع الأساسات الشمعية المستخدمة في الخلايا الحديثة لتلبية حاجة السوق المحلية والخليجية لإمداد النحالين الذين ينتهجون تربية نحل العسل الحديثة، يعد مشروعاً ناجحاً ومجدياً استثمارياً، حيث يوجد في الوقت الحاضر آلة خاصة لصناعة الأساسات الشمعية التي تقوم عليها تربية نحل العسل في الخلايا الحديثة ويوجد ما يقارب ال 12 ألف خلية حديثة بالشركات الزراعية المنتشرة في المملكة وكذلك يوجد أعداد هائلة من النحالين في المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية من المملكة تقدر عدد خلاياهم الحديثة بحوالي 50 ألف خلية كلها بحاجة لتوفير أساسات شمعية وهذه الأعداد كلها تستخدم الأساسات الشمعية المستوردة.
ويبلغ عدد الخلايا التقليدية (العيدان) في المملكة على أقل تقدير 200 ألف خلية ومنها يتوفر الشمع الطبيعي النقي (الخام) والذي يقدر بحوالي 200 طن سنوياً من الشمع الطبيعي (الخام) لا يستفاد منه ومعظمها تكون بيئة صالحة لنمو ديدان الشمع.

مراحل تربية نحل العسل
يعود تاريخ تربية نحل العسل في المملكة العربية السعودية إلى العصور القديمة وخاصة على امتداد جبال السروات ابتداء من منطقة مكة المكرمة حتى الحدود السعودية اليمنية.
ويعتمد أسلوب تربية نحل العسل في هذا الجزء العزيز من بلادنا على خلايا تقليدية تسمى (العيدان) وهي نماذج متبعة في تربية نحل العسل منذ القدم ولا تزال إلى اليوم من قبل النحالين وهي عبارة عن خلايا مصنوعة من جذوع بعض الأشجار ويعتمد النحل فيها على بناء عشه دون تدخل الإنسان فيه. وعش النحل عبارة عن إفراز شمعي يقوم على بناء الأقراص الشمعية الطبيعية، ويضع النحل في الأقراص الشمعية الحضنة (بيضة – يرقة – عذراء – حشرة كاملة) وكذلك يتم فيها تخزين العسل وحبوب اللقاح، وعند قيام النحال بقطع الأقراص لجني محصول العسل يقوم برمي تلك الأقراص في الطبيعة وإلى تاريخ إعداد هذه الدراسة لم تستغل هذه الثروة الوطنية حتى الآن.
وبعد اختراع الخلايا الحديثة التي هي عبارة عن صندوق به إطارات متحركة ويلزم أن يكون بها أساسات شمعية مطبوع عليها قواعد العيون السداسية لكي تسهل على النحل بناء أقراصه عليها، فإن الدعوات تتزايد لاستغلال الشمع الطبيعي الذي مصدره الخلايا التقليدية (العيدان) والتي هي معين لا ينضب لإنتاج الشمع الطبيعي لتصنيع الأساسات الشمعية للخلايا الحديثة.

https://www.facebook.com/groups/apiculteur/